يعد النقل شريان تطور الحركة التنموية في أي بلد وتعكس عصرنته واقعا إيجابيا على مختلف القطاعات الديناميكية في النظام العام، وولاية ورڤلة على غرار العديد من الولايات ساهمت الإنجازات المختلفة التي سجلتها في قطاع النقل خلال السنوات الأخيرة بعد استفادتها من عدة مشاريع لعصرنة وسائل النقل في إعطاء واقعها التنموي نفسا جديدا ودفعا لعجلة الواقع التنموي اجتماعيا واقتصاديا.
من بين أبرز هذه المشاريع النوعية انجاز أول خط تراموي في الصحراء والذي جسد فعليا بورڤلة مؤخرا، بالإضافة الى إنجاز مشروع خط السكة الحديدية الرابط بين مدينتي تڤرت وحاسي مسعود والذي یدخل في إطار حلقة السكة الحدیدیة للجنوب الشرقي، هذا فضلا عن مشروع توسعة مطار عين البيضاء بورقلة والذي سيشرع في الإنطلاق فيه قريبا، وكذا انجاز محطات النقل البري في كل من ورڤلة وتڤرت.
بالرغم من أن هذا القطاع يمثل أحد القطاعات التي يبقى الطلب والحاجة إلى تطويره وعصرنته مستمرا، إلا أن انجازات مشاريعه بورڤلة كانت بغية الاستجابة لتطلعات سكان هذه المدينة وعملا على تطوير وتعزیز قدرات استقبال المسافرین، وفقا للمعایيير المعمول بها.
أول خط ترامواي في الصحراء يجسّد بورڤلة
يعد إنجاز أول خط ترامواي في الصحراء الذي جسد فعليا بورڤلة ودخل حيز الخدمة التجارية في شهر مارس الماضي أحد الإنجازات الهامة والكفيلة بتأكيد جدية مزاعم الدولة الهادفة إلى الدفع بعجلة التنمية في هذه المناطق من جنوب الوطن.
إذ ساهم انجاز هذا الخط الممتد على مسافة 9,6 كلم الذي بلغت التكلفة الإجمالية لانجازه 40 مليار دج والذي يربط المدينة الجديدة بالمدينة القديمة عبر 16 محطة، انطلاقا من محطة سيد روحو مقابل المجمع التجاري ومحطة شنين قدور بالمدينة الجديدة في توفير ما يزيد عن 400 منصب شغل مباشر، كما يعد وسيلة عصرية وحديثة ساهمت فعليا في ترقية الخدمة العمومية وهو ما لاحظناه في استطلاعنا لآراء بعض سكان مدينة ورقلة، حيث أضحى من الوسائل التي تستقطب شريحة واسعة من السكان بفعل ما يقدمه من خدمات مرضية للمواطن المحلي خاصة وأن تصميمه وانجازه كان وفقا للمعايير والمقاييس الدولية، كما ذكر القائمون على القطاع، هذا بالإضافة إلى أنه مجهز ومكيف بحسب الظروف البيئية والمناخية للمنطقة، حيث يوفر الدقة والانتظام في الوقت والراحة بفضل الأرضية المنخفضة للقاطرات التي تجعلها سهلة المنال لذوي الاحتياجات الخاصة، هذا فضلا عن مساهمته في المحافظة على البيئة، ويتم تشغيل الخط بـ 23 قاطرة سعة الواحدة منها 414 راكب، وتقدر سعة النقل في أوقات الذروة بـ 3450 راكب في الساعة وفي الاتجاه الواحد، كما حددت سرعته التجارية بـ 20,6 كلم في الساعة فيما حدد الفاصل الزمني بين قاطرة وأخرى بـ 10 دقائق وفي أوقات الذروة بـ8 دقائق.
ونظرا لكون هذا الانجاز الذي يعد مكسبا كبيرا في منطقة الجنوب والجزائر ككل ويشكل دافعا كبيرا أيضا لترقية واقع الوسط الحضري في المدينة، فإن المواطنين المحليين متمسكين بأهمية تمديده وهو برنامج تسعى الجهات الوصية وفقا لما وردنا من معطيات في هذا الشأن إلى تنفيذه بما يخدم متطلبات الحاجة التنموية في هذه المنطقة.
خط السكة الحديدية الجديد (تڤرت ـ حاسي مسعود) “حلقة الجنوب الشرقي”
يمثل أيضا إنجاز خط السكة الحديدية الجديدة الذي سيربط مدينتي تڤرت بحاسي مسعود على مسافة 150 كلم انجازا هاما في فائدة تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية عبر المساهمة في إحداث مناصب شغل وكذا تخفيف العبء على الطرق، وقد بلغت نسبة الأشغال فيه والتي تعرف تقدما ملحوظا ما يفوق 50٪.
وقد رصد غلاف مالي لإنجازه یقدر بـ 70 مليار دج في إطار البرنامج التكمیلي لدعم النمو لسنة 2010، من أجل انجاز ذلك الخط الذي يضم 4 محطات للمسافرین ومحطات مخصصة للبضائع و22 منشأة فنية، ويدخل هذا المشروع الذي يربط ما بين ولایيات الأغواط وغرداية وورڤلة وحاسي مسعود وكذلك خط السكة الحديدية الذي سيربط تقرت بالوادي على مسافة إجمالية تصل إلى 540 كلم وسرعة 220 كلم في الساعة بالنسبة لقطار نقل المسافرین و100 كلم لنقل البضائع في إطار حلقة السكك الحديدية للجنوب الشرقي.
توسعة مطار عين البيضاء بورڤلة
يرتقب أيضا الشروع في مباشرة أشغال توسعة المحطة الجوية لمطار عين البيضاء بورڤلة للدخول في مرحلة الإنجاز الذي قدرت تكاليفه بـ 600 مليون دج ومن شأن هذا الانجاز الذي يستجيب بشكل مباشر لتطلعات السكان المحليين الذين طالبوا بضرورة التوسعة بفعل عدم استيعاب هذا المرفق للعدد الكبير من المتوافدين عليه يوميا، هذا عدا ما يسجله من اكتظاظ كبير في مواسم الحج.
من المنتظر أن يساهم إلى جانب ذلك في الرفع من وتيرة الرحلات إلى جانب طاقة استعاب الطائرات الموجهة لمطار عين البيضاء، هذا وتحصي ولایية ورقلة بالإضافة إلى مطار عين البيضاء، مطار كریم بلقاسم الدولي بحاسي مسعود ومطار سيدي مهدي بتڤرت.