في جو مهيب وشعور بفراق الافراد من صقور جيشنا الوطني الشعبي، خيم الصمت على ارضية المستشفى المركزي للجيش، منظر تلك الجثامين مصطفة في صناديق مغطاة بالراية الوطنية، تنتظر دورها لكي تشيع الى ولاياتها، بعد ما غادر افرادها من ابناء الجزائر حتفهم في فاجعة اليوشين يوم الاربعاء الماضي غير بعيد عن مطار بوفاريك الدولي ، مخلفة استشهاد 257 شهيدا من افراد الجيش وأهاليهم وذويهم.
حضر الفريق قايد صالح رفقة الضباط السامين من الوية وعمداء ورؤساء مصالح مركزية بوزارة الدفاع الوطني وقادة السلاح والأركان، حيث ادت الفرقة العسكرية التحية العسكرية للجثامين بعد القاء النظرة الاخيرة عليها من طرف الفريق قايد صالح ليتم توجيههم إلى ولاياتهم الأصلية حيث سيُسجّون بالتشريفات التي يستحقونها.
وفي كلمة تأبينية مؤثرة للرائد يحياوي المكلف بالإعلام والإيصال والتوجيه بمستشفى عين النعجة العسكري ، ردد من خلالها هذا الاخير تضحيات افراد الجيش الوطني الشعبي ممن لقوا حتفهم صبيحة الاربعاء، وإخوانهم المرابطين على حدودنا الصحراوية، واصفا تلك الحسرة التي تركها الشهداء في قلوب زملائهم وإخوانهم بالفقدان الكبير، وبنبرات ممزوجة بالاسى والحسرة ، استمر نقل الجثامين الى سيارات الاسعاف التي اصطفت هي الاخرى مجهزة لنقلهم الى حيث ينتظرهم الاهل من وطننا المفدى.
وفي ظروف اقل ما يقال انها في غاية الحزن اكدت وزارة الدفاع الوطني تعاطفها الكبير وتضامنها العميق مع عائلات الضحايا وتشاطرهم آلامهم وأحزانهم ووقوفها إلى جانبهم مجددة لهم تعازيها الخالصة.
وفي البيان الذي ابرقته دعت هذه الاخيرة عائلات الشهداء للتحلي بالصبروالتفهم، مدركة ان الامر ليس بالسهل والعائلات تستقبل ابناءها لتوديعهم الى دار البقاء، وتُعلمهم أن القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي جنّدت كل الوسائل البشرية والمادية للتكفل الأسرع بعمليات التحديد العلمي لهويات الضحايا.
للإشارة فان عملية تحديد الضحايا لايزال متواصلا وتشييعها تماشيا مع تحديد هوياتهم.