طباعة هذه الصفحة

الأستاذ والباحث الأكاديمي سعيد بوهون علي لـ«الشعب»

نقترح إنشاء جائزة علمية باسم رئيس الجمهورية لتشجيع الباحثين

بومرداس..ز/ كمال

أقترح الأستاذ والباحث الجامعي المتخصص في أدب الطفل بجامعة بومرداس سعيد بوهون «إنشاء جائزة رسمية وطنية باسم رئيس الجمهورية لأحسن بحث أكاديمي ومشروع علمي في مختلف التخصصات كالطب، الفيزياء والرياضيات وغيرها من الحقول العلمية الأخرى على غرار جائزة الصحفي المحترف وجائزة علي معاشي للروائيين الشباب لتشجيع الباحثين، ولتكون بمثابة تكريم لمجهودات جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في الإصلاح والحفاظ على الهوية الوطنية وتعظيم مكانة رائدها عبد الحميد ابن باديس في يوم العلم..

ثمّن الأستاذ سعيد بوهون في حديث مع «الشعب» المجهودات التي تبذل كل سنة لإحياء مناسبة يوم العلم المرتبطة بذكرى وفاة العلامة الشيخ عبد الحميد ابن باديس بتاريخ 16 أفريل 1940، من خلال مجمل النشاطات الثقافية والفعاليات الفكرية التي تحتضنها المؤسسات التعليمية والتربوية التي تحوّلت إلى تقليد سنوي لتعظيم الدور الريادي الكبير الذي قامت به الجمعية في سبيل نشر العلم بين الجزائريين ومحاربة مظاهر الجهل التي استغلتها فرنسا للتغلغل في عمق المجتمع ونشر التفرقة، وكذا التصدي لمحاولات المستدمر الفرنسي الهادفة إلى طمس معالم الشخصية الوطنية وهويتها الحضارية، مقابل ذلك «انتقد الطريقة السطحية العابرة التي يتمّ من خلالها إحياء هذه المناسبة العلمية الهامة التي لا تخرج عن بعض الأنشطة الفكرية والمسابقات داخل المؤسسات التربوية ولم تخرج عن مظاهر المناسباتية التي تميز أغلب المحطات الثقافية والوطنية الأخرى».
وعن البديل المقترح لترقية مثل هذه المناسبات الوطنية التاريخية والعملية دعا الأكاديمي إلى «ضرورة إعادة النظر في طريقة إحياء مناسبة يوم العلم حتى لا تقتصر فقط على المهرجانات والتكريمات، بل يجب أن يكون عبارة عن مبادرات ميدانية وفرصة لتقييم الانجازات العملية في مجال الابتكارات وانجاز مشاريع البحث الأكاديمي والانطلاق في خطوات خاصة حاليا مع عصر الرقمية والتكنولوجيا وما تتطلّبه من تكييف للمعطى الثقافي والعلمي مع هذه التحولات».
 وبالتالي نحتاج يقول في سياق حديثه: «حاليا إلى طرح التحديات المتعلقة باكتساب المعرفة والتقنية لأنه الآن المسألة الأكبر من كونها عبارة عن احتفالات وتكريمات ومهرجانات تحوّلت إلى تقليد سنوي، بل نريد أن نخطو بخطوات علمية جادة فيما يتعلّق بطريقة الاحتفال بيوم العلم بما يتماشى مع الرهانات المستقبلية المطروحة وطرح بعض الأسئلة المهمة حول واقع المستوى العلمي بالجزائر ومتطلبات دخول المجتمع الرقمي وطريقة التعامل مع المعلومة الذي أصبح يتمّ بطريقة سطحية بفضل الوسيلة التكنولوجية المتاحة للجميع، بدلا من التحصيل العلمي المتأصل والمتجذر الذي يتأسّس على أسس وعلى فلسفة ومقاصد واضحة ومدروسة وجهود الإنسان في هذا المجال».
هوالإشكال يقول: «الذي لا بد أن يطرح حاليا، إضافة إلى إشكالية التعامل مع الرقمية في عصر العلم والى أي مدى اندمج التحصيل العلمي الجزائري في مجال التقنية والرقمية؟، وحتمية إدخال مختلف الوسائط العلمية التكنولوجية في المناهج الدراسية لتطوير وترقية المدرسة والجامعة في الجزائر؟»
كما دعا الباحث، «إلى ضرورة الاهتمام أكثر بمناسبة يوم العلم بتقديم قيمة مضافة والنظر إلى جوهر القضية المتعلقة برفع تحدي تحسين المنظومة التعليمية ككل عن طريق الاستفادة العقلانية من التكنولوجيا الجديدة ومحاربة الأمية الرقمية وإعادة بناء الأسس المعرفية للطالب الجزائري لمواجهة أزمة الضعف القاعدي في مجال التحصيل، وتشجيع الكفاءات الجزائرية والباحثين بواسطة استحقاق رئاسي وإنشاء جائزة وطنية محفزة يكون لها أكبر صدى مقارنة مع بعض الجوائز العربية والدولية الخاضعة لاعتبارات وتوجهات خاصة غير نزيهة أحيانا لا تخدم الباحث وميدان البحث العلمي في الجزائر بكل ما يحمله من خصوصية وانفراد..