دعوة الإعلاميين إلى مواساة ضحايا المأساة وعدم الخوض في أمور لا تجدي نفعا
الشهادة تمنح لمستحقيها، و في بعض الأحيان يتنبأ الشهداء بمصيرهم مسبقا ، وهو ما حصل مع الشهيد «دوسن اسماعيل «قائد الطائرة التي أودت بحياة 257 شهيدا، حقيقة تلقيناها على لسان صديق القائد الطيار المقدم المتقاعد المدرس بوغازي يوسف إلتقينا به وهو ما يزال تحت تأثير الصدمة اثر استشهاد شهداء الواجب الوطني، وفي هو حالة حزن عميق.
بصعوبة استطعنا انتزاع منه كلمات لفرط الحزن، فقد عزى المقدم كافة الشعب الجزائري وخاصة عائلات الشهداء إثر المصاب الجلل، حيث أكد في تصريح لـ«الشعب» بأن طاقم الطائرة وعلى رأسهم المقدم الشهيد دوسن اسماعيل جنبوا الجزائر كارثة انسانية ببلدية بني مراد حيث وبحنكته استطاع ان يحول الطائرة إلى منطقة غير أهلة بالسكان إلى منطقة حقول.
وأكد بوغازي ان المقدم دوسن ذو 23 سنة خبرة في مجال الطيران وهي خبرة كبيرة، وزميله الشهيد المقدم صديقي محرز له هو الآخر 22 سنة خبرة وهما من خيرة الطيارين الجزائريين.
وكانت للصديقين برتبة مقدم «الشهيد دوسن» والمتقاعد بوغازي اتصالا قبل أيام، وكان اللقاء وكانه للوداع يقول المقدم بوغازي.
وعن طائرة «اليوشين 76» قال المقدم المتقاعد بوغازي يوسف صاحب 25 سنة وخبرة في الجيش الوطني الشعبي الذي يفتخر بانتمائه إليه ، قال ان الطائرة المذكورة رائدة في نقل البضائع و المسافرين وهي التي سافرت إلى دول عدة منها الإفريقية والأوروبية.
وعن أسباب السقوط قال المقدم بوغازي أن التحقيق الذي أمر بفتحه نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني ڤايد صالح هو من سيكشف الأمر وقوع الحادثة، مؤكدا أنه لا يمكن لاحد معرفة الاسباب قبل الانتهاء من التحقيق الذي يقوم به خبراء .
وأشار بوغازي إلى أن الجزائر ليست الدولة الوحيدة التي تتعرض لحوادث الطيران مستشهدا بالحادث الذي جرى مع طائرة الكونكورد بفرنسا الذي كان بسبب عطب بقطعة غيار يجهلها الجميع، وما جرى بماليزيا وما جرى بمصر كلها حوادث تسجل في مجال لطيران .
وأضاف المقدم بوغازي ان اللواء» لرابة «قائد القاعدة الجوية ببوفاريك له من الخبرة 50 سنة و هي خبرة طويلة و هو تقني ويعرف جيدا الطائرات ولا يسمح لطائرة غير صالحة أو بها عطب ان تقلع .
و دعا المقدم بوغازي الإعلاميين إلى العمل على مؤازرة و مواساة ضحايا المأساة الوطنية الأخيرة ، و عدم الخوض في أمور لا تجدي شيئا و لا تقدم و لا تؤخر، خاصة و أن الجراح لم تندمل، و المصاب جلل يتطلب وقت و صبر، و على الجميع أن يلتزم بالدعاء للضحايا و مواساة اسرهم.
واغنم المتحدث الفرصة للترحم المقدم بوغازي يوسف على ارواح تلامذته بالطيران امثال الشهيد الرائد فلوسن رضا و الشهيد النقيب بلقاسم امين وعبد الرؤوف فاروق والمالح طيار الشهيد يوسفي كريم و الى جميع ضحايا الطائرة ليوم الاربعاء الاسود.