من بين العائلات المفجوعة التي زارتهم «الشعب» بولاية سكيكدة عائلة جغرود امين من بلدية بني زيد بالمصيف القلي، الفقيد بلغ من العمر 22 سنة، التحق بصفوف الجيش الوطني الشعبي حسب أحد اقاربه سنة 2015، واستقر بثكنة تندوف منذ قرابة العام لم تتمكن «عائشة ليزيدي» والدته من إخفاء حزنها الشديد على فلذة كبدها، ودناها جد متأثرة لفراق ابنها رغم محاولتها حبس دموعها، فالشهيد أمين أصغر اخوته، التحق بصفوف الجيش من أجل تخفيف العبء عن والده السعيد، وتحسين وضعيتهم المادية، وكانت له برامج مستقبلية من بناء مسكن له ولأخوته، الشهيد لم يكن يعلم ان القدر له بالمرصاد، كان يأمل بأرسال امه الى العمرة رفقة والده، كما حدثتنا امه والحزن يكبس على أنفاسها، واخر ما قاله لامه انه سيرجع بعد شهرين من الثكنة، ويصوم شهر رمضان مع الأهل.
أغلب من التقيناهم من أبناء الحي أو من أفراد العائلة، تحدثوا عن أخلاق الشهيد، وانه قام بزيارة أغلب أفراد العائلة، والأصدقاء كما صرح خاله الذي قال «كان بإجازة لمدة 15 يوما، زار خلالها كل الأصدقاء وأفراد العائلة، وكأنه يودعهم»، الأم المفجوعة خلال زيارتنا قالت ان ابنها بالإجازة كثير طلب السماح ويكثر من تقبيل رأسها، وكان يعمل جاهدا على مساعدة اخوته وتقول والدموع تتساقط إن زوجة ابنها الأكبر يزيد قالت لها إن والده المتواجد بالعاصمة تكلم هاتفيا مع ابنه وتجهل فحوى المكالمة غير أنها أقلقتني ثم قلت لها كان مكروه حدث لابني أمين.
و أضافت أنها سمعت الجيران يتحدثون عن حادثة تحطم طائرة عسكرية بمطار بوفاريك، وحينها تأكدت أن ابني أمين في عداد الضحايا، طلبت منها أن تمنح لي هاتفها لكي أجري مكالمة مع ابني الأكبر يزيد، حيث أكد لي سقوط الطائرة العسكرية المتوجهة إلى تندوف، وذلك بعد إقلاعها من مطار بوفاريك، مضيفا أن أمين في عداد الضحايا، وتقول إن جرح ابني الأكبر الذي تعرض لحادث مرور بالشاحنة لم يندمل حتى وقعت حادثة وفاة ابني الأصغر أمين الذي ولد سنة 1995.
الفقيد كان يحس بأمر ما حتى انه آخر ما نشره على صفحته الخاصة عبر الفيسبوك هذا المنشور «كم هي غريبة هذه الحياة، حين نولد كل من حولنا يضحك أما نحن نبكي، وحين نموت كل من حولنا يبكي أما نحن في قمة السعادة».