تقربت من عائلات الضحايا بتندوف لمواساتهم في الفاجعة التي ألمت بهم, فرغم الاختلاف في الصفات والأعمار إلا أن الألم و درجة التأثر كانت نفسها, عائلة «بيبان» التي فقدت 03 من أفرادها يروي ابنها مدير السياحة بولاية تندوف كيف نزل عليهم خبر تحطم الطائرة وفقد والدته وأخويه كالصاعقة, ففرحته بعودة الوالدة من رحلة العلاج بالعاصمة لم يُكتب لها أن تكتمل معلنة عن بداية مأساة جديدة, عائلة «بوصبيع» شهيد الواجب الوطني كانت صدمتهم كبيرة ودرجة تأثرهم أكبر بوفاة ابنهم, فالشاب العسكري, المقبل على الحياة بابتسامة لا تفارقه, النشيط في جمعية «ناس الخير», لم يسعفه الحظ في حضور حفل زفاف صديقه كما كان يتمنى, يروي أحد اصدقائه ممن تقربنا منهم كيف أن المرحوم كان كثير التردد على الجمعيات الخيرية وبخاصة جمعية «ناس الخير» وجمعية «كافل اليتيم», وأنه كان يشتكي من كثرة سيارات العاصمة, فكانت أمنيته كأس من الشاي في الصحراء بعيداً عن صخب المدينة, خير أن القدر سبقه و حرمه من تحقيق أمنيته.
مدينة تندوف بمساحتها الصغيرة وبشوارعها الهادئة أعلنت وبدون اتفاق مسبق على الدخول في حداد ترحما على شهداء الطائرة المنكوبة, فتم تأجيل الكثير من الزيجات تضامناً مع ضحايا الطائرة المنكوبة, فتوشحت المدينة برداء الحزن, فاليوم لا أعراس ولا زغاريد و لا طبول.
السلطات المحلية بالولاية سارعت الى تشكيل خلية متابعة تولى الأمين العام للولاية مسؤولية الاشراف عليها, كما بعث والي الولاية ببرقية تعزية الى قيادات جبهة البوليساريو إثر وفاة30 صحراوي جراء تحطم الطائرة, من جهة أخرى عاش الشعب الصحراوي صبيحة اليوم حالة من الحزن عمت كل الولايات الصحراوية من الداخلة الى اعيون مروراً ببوجدور والسمارة وأوسرد, بل امتدت الفاجعة الى الديار الأوربية وموريتانيا والأراضي المحتلة ففُقدت عائلات بكاملها, شيوخاً وشباب وأطفال, تحطمت طائرة بوفاريك وحطمت معها قلوب عائلات بكاملها شتتها اللجوء وفرقتها الحدود ولكن جمعتها مأساة اسمها طائرة بوفاريك.
«ميمونة السالك» طالبة صحراوية باسبانيا تروي للشعب لحظاتها الأخيرة مع صديقتها القادمة من كوبا بعد نهاية فترة دراستها للطب, تقول «ميمونة» أن صديقتها التي ركبت الطائرة المنكوبة وودعتها لآخر مرة وعلى كتفها العلم الصحراوي كانت حريصة على تعلم الطب وتأمل في الاستقرار في المخيمات من أجل تقديم المساعدة للاجئين الصحراويين ونقل خبرتها الى أقرانها في المخيمات, وأردفت «ميمونة» قائلةً أن آخر ما قالته صديقتها كان «الطائرة القادمة التي سأركبها ستكون طائرة العودة الى مدينة العيون وهي محررة».
وحسب المعلومات التي أدلى بها رئيس ديوان ولاية تندوف تأكدَت وفاة 30 صحراوي من مخيمات اللاجئين وتم منذ لحظات تشكيل خلية متابعة على مستوى الأمانة العامة بالولاية يترأسها الأمين العام للولاية, من جهة أخرى يواصل والي الولاية التنسيق والعمل المشترك مع قيادات القطاع العملياتي لجنوب تندوف لبحث مستجدات الحادثة.
تشير المعلومات الأولية أنه من بين ضحايا تحطم الطائرة أفراد من القوات الخاصة والدرك الوطني وعائلاتهم, كما تم التأكد من وجود أطباء وعائلات بكاملها ضمن ركاب الطائرة، والي الولاية بعث ببرقية تعزية للسلطات الصحراوية إثر وفاة 30 صحراوي في حادثة تحطم طائرة بوفاريك.