فجعت الجزائر أمس، بحادث أليم تسبب في وفاة 257 شهيد واجب وطني، إثر تحطم طائرة عسكرية تابعة للقوات الجوية دقائق بعد إقلاعها من القاعدة الجوية لبوفاريك، مصاب جلل ألم بالجزائر، قال عنه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وزير الدفاع الوطني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، في برقية تعزية أنه «رزء فادح تنفطر له القلوب»، أعلن على إثره حدادا وطنيا لمدة 3 أيام، كما أمر بإقامة صلاة الغائب على أرواحهم يوم الجمعة.
استيقظت أمس الجزائر على وقع مصاب جلل ألم بها، فجعها في 257 مواطن، أصبحوا شهداء الواجب الوطني، وافتهم المنية في أكبر حادث طيران قياسا إلى عدد ضحاياه عاشته الجزائر، خيم على إثره حزنا كبيرا على الجزائر عموما وعلى قلوب أبنائها، مصاب جلل ألبس الجزائر، التي كتب لها القدر، أن ثوب الحزن، بعد فقدانها لفلذات كبدها.
لم يكن المسافرون على متن الطائرة العسكرية «اليوشين» من القاعدة الجوية ببوفاريك، في رحلة بوفاريك ، تندوف ـ بشار، على علم بأنها الرحلة الأخيرة لهم، ولم يكن أفرد عائلاتهم الذين ودعوهم، أنه الوداع الأخير، ولم يتوقع من كان في انتظار زملائهم أو عائلاتهم أن انتظارهم سيطول إلى الأبد، بعد تحطم الطائرة دقائق بعد إقلاعها.
رئيس الجمهورية، وزير الدفاع الوطني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، حرص من خلال برقية التعزية، على أن يهيب بأسر الضحايا بـ»التمسك بحبل الصبر»، مؤكدا أنه «سيظل إلى جانبها، في كل ما من شأنه أن يخفف عنها،ما تعاني من أحزان وما ينتابها من آلام»، كما أعلن حدادا وطنيا بدء من الأمس، والى ذلك أمر بإقامة صلاة غائب على أرواح الضحايا شهداء الواجب الوطني هذا الجمعة.
ورسم الحادث الأليم الذي تم تداوله على نطاق واسع في الإعلام، وعبر شبكات التواصل الاجتماعي التي كانت بمثابة فضاء تضامني، أسمى وأقدس صور التضامن ، وكان الجزائريون أمس قلب واحد وصوت واحد يئنون من ألم فراق الراكبين على متن الرحلة، من أفراد الجيش الوطني الشعبي، وأفراد عائلاتهم، عن تضامنهم ليبرز الجانب الإنساني.
وقد آلمهم فقدان 257 راكب كانوا على متن الطائرة العسكرية بينهم أفراد كانوا متوجهين إلى عملهم، وآخرون متوجهين إلى زيارة الأقارب، وعائلات كانت عائدة إلى بيوتها بعد زيارة الأقارب، كتب القدر لهم ولعائلاتهم غير ما أرادوا، فلم يكن اللقاء المنتظر، وكان آخر كلامهم وداعا لبعضهم البعض.
وشد حادث أنظار كل الجزائريين الذي كانوا تحت وقع الصدمة، لاسيما وأنه أعاد إلى الأذهان حوادث الطيران التي عاشتها الجزائر من قبل، منها حادث تحطم طائرة مدنية بتمنراست، راح ضحيته 102 شخص في العام 2003، وكذا تحطم طائرة عسكرية بسبب سوء الأحوال الجوية قبل حوالي 4 أعوام، وتحديدا في العام 2014 التي راح ضحيتها ما لا يقل عن 70 راكبا، وكتب فيها النجاة لشخص واحد.
الفاجعة الناجمة عن حوادث الطيران التي قد تقع بكل بلدان العالم، تشبه إلى حد كبير الكوارث الطبيعية، لا أحد بإمكانه التنبؤ بحدوثها، ، إذ يقدر لإحدى الرحلات من بين مئات آلاف الرحلات المبرمجة على مدى 24 ساعة على 24 ساعة عبر العالم، أن لا تصل إلى وجهتها لأسباب تقنية أو إنسانية، أو بسبب سوء الأحوال الجوية، ورغم ذلك تبقى الطائرة من وسائل النقل الأكثر أمانا وفق ما يؤكده خبراء الطيران، غير أن الأمر الأكيد أن ضحاياها خسارة بشرية ثقيلة، تختبر صبر الإنسان وقدرته على التحمل.