خيم، أمس، الحزن على عاصمة الاوراس باتنة، التي تزينت لإستقبال وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، السيد نور الدين بدوي، لباتنة بعد سقوط الطائرة العسكرية من نوع «أليوشين 76» وهي طائرة مخصصة للنقل والإمداد، سقطت بالقرب من مطار بوفاريك العسكري بولاية البليدة.
أجل،أمس، الوزير بدوي زيارته لباتنة التي كانت مبرمجة أمس على مدار يومين، حيث تحولت كل النقاط التي كانت مبرمجة للزيارة بكل من باتنة، وادي الشعبة، عين التوتة، بريكة ....إلخ، إلى تجمعات وقف خلالها سكان الاوراس دقيقة صمت ترحما على أرواح ضحايا سقوط الطائرة، الذين قدرت مصادر من وزارة الدفاع الوطني عددهم بـ257 ضحية، وقد كانت متجهة إلى مطار بشار العسكري وتحطمت بعد الإقلاع بقليل في منطقة زراعية غير مأهولة، بالقرب من الطريق السريع الرابط بين بوفاريك والبليدة، حيث عزى والي باتنة عبد الخالق صيودة عائلات الضحايا والمؤسسة العسكرية وكل الجزائريين في هذا المصاب الجلل
وكما أجل بدوي زيارته لباتنة، قطع قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، نائب وزير الدفاع الوطني، الفريق أحمد قايد صالح، زيارته إلى الناحية العسكرية الثانية وانتقل إلى مكان سقوط الطائرة لمتابعة الوضع، كما أمر بتشكيل لجنة تحقيق للكشف عن ملابسات الحادث الأليم.
وقد قامت جريدة «الشعب» أمس بزيارة لبعض الفضاءات والمرافق العمومية، حيث التقت ببعض المواطنين الذين أكدوا تضامنهم الكامل مع المؤسسة العسكرية و تعازيهم لعائلات الضحايا، مشيرين إلى أن الجزائر ستبق قوية دائما رغم مرارة المحنة وصعوبة الظرف الحرج.
...مرة أخرى يختلط الدم الجزائري الصحراوي في البليدة بدورها عديد فعاليات المجتمع المدني بالولاية أشارت إلى أن الجزائر فقدت خيرة من أبنائها الأوفياء الذين سيبقون دائما رمزا للتضحية والنضال من اجل الجزائر ، كما أكدت جمعية بصمات الشباب الثقافية لولاية باتنة، على لسان رئيسها «ل.ح»، التي نعت ضحايا الواجب الوطني خاصة والجزائر احتفلت مؤخرا بالذكرى الـ50 لتأسيس الخدمة الوطنية بالجزائر، كما أشارت الجمعية الثقافية إلى اختلاط مقدس مرة أخرى للدم الجزائري مع الأخوة الأشقاء بالصحراء الغربية، تضيف بصمات الشباب بعد تأكيد سقوط 30 ضحية من الأطفال والنساء الصحراوين الذين كانوا في رحلة علاج بالجزائر.
وأضاف رئيس الجمعية أن هذا الحادث الأليم رغم مرارته سيعزز دور الجزائر ووضوح وعدالة رؤيتها للقضية الصحراوية، التي طالما كانت الجزائر مساندة لها محافظة بذلك على نهجها التحرري والمساند لكل القضايا العادلة في العالم.
ومعلوم أن مطار بوفاريك العسكري بولاية البليدة مخصص للرحلات الجوية العسكرية، وكذا نقل الجنود والضباط إلى مختلف مناطق الوطن والقواعد العسكرية، إضافة إلى عائلاتهم، خاصة بالجنوب الجزائري، وبعض الرحلات الخاصة، كعمليات نقل المؤونة والإغاثة.
.. والفضاء الأزرق يتوشح بألوان العلم الجزائري
توشحت، أمس، كل مواقع التواصل الاجتماعي على غرار فيسبوك بألوان العلم الجزائري ترحما على أوراح ضحايا الحادث المأساوي وسقوط 257 ضحية بين عسكريين ومدنين جزائريين وصحراوين، كما قرر أغلب من يملكون حسابا على الفيسبوك استبدال صورهم الشخصية بصور للعلم الوطني و صورا للحادث و أخرى سوداء كتب فيها حداد تنعى الضحايا.
وقد خاض اغلب الفايسبوكيون ومختلف الصفحات في الحادث حيث كتبت إحداهن على صفحتها الشخصية «فخر لك أن تكون من حماة الوطن، لكن مؤلم جدا أن تفقد في لمح البصر».
كما أطلق بعض أصدقاء الضحايا وعائلاتهم صورا باللباس العسكري وأخرى بالزي المدني لفلذات أكبادهم الذين قضوا في حادث تحطم الطائرة، مترحمين عليهم ومؤكدين أنهم سيبقون أوفياء لجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني منوهين بمجهوداتهم في حماية الجزائر وتأمين حدودها.