موسكو: سيكــون ردّنــا فـــوريّا
حذّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس، روسيا من رد قادم على هجوم كيماوي مزعوم في سوريا قائلا إنّ الصّواريخ «قادمة» وهاجم موسكو لدعمها الرئيس بشار الأسد.
وكتب ترامب في تغريدة على تويتر: «روسيا تتعهد بإسقاط أي صاروخ يطلق على سوريا، استعدي يا روسيا لأن الصواريخ قادمة..لطيفة وجديدة وذكية! لا يجب أن تكونوا شركاء لحيوان القتل بالغاز الذي يقتل شعبه ويستمتع بذلك».
وصمّم الغربيّون على رد حازم على الهجوم الكيميائي الذي نسبته تقارير إلى دمشق في مدينة دوما، ملوحين بشن ضربات عسكرية في سوريا رغم معارضة روسيا.
وقد اتّسعت وتيرة التصعيد بين الولايات المتحدة وروسيا حول الملف السوري مع استخدام موسكو، حليفة دمشق، الثلاثاء حق الفيتو في مجلس الأمن ضد مشروع قرار أمريكي يقضي بإنشاء آلية تحقيق حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.
واستمرّ الغربيون، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، في التلويح برد عسكري، وأعلن سفير فرنسا في الأمم المتحدة فرانسوا دولاتر أنّ «فرنسا ستبذل كل ما بوسعها للتصدي للإفلات من العقاب في المسائل الكيميائية»، فيما صرح الرئيس إيمانويل ماكرون في باريس أن بلاده ستعلن «خلال الأيام المقبلة قرارها» في ما يخص الرد المحتمل.
موسكو ترد
وردّت روسيا على تصريحات ترامب، على لسان المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أمس، قائلة أنّ «الصّواريخ الذكية» التي تحدث عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد تدمّر أدلة استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.
ونشرت زاخاروفا على حسابها في موقع «فيسبوك» «يجب على الصواريخ الذكية أن تحلق باتجاه الإرهابيين، وليس باتجاه الحكومة الشرعية، التي تحرب منذ عدة أعوام الإرهاب الدولي على أراضيها».
من جانبه أعلن النائب الأول لرئيس لجنة مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي لشؤون الدفاع, يفغيني سيريبرينيكوف، أمس، أن الرد الروسي سيكون «فوريا» في حال تعرض الجنود الروس في سوريا لأي ضرر من عملية عسكرية أمريكية محتملة ضد سوريا.
وأوضحت وكالة الانباء الروسية «سبوتنيك» نقلا عن سيريبرينيكوف أن «القواعد العسكرية الروسية في «حميميم» و»طرطوس» محمية جيدا، وفي حال كانت هناك ضربات أمريكية على ألا تتعرض حياة الجنود الروس للخطر».
وأعرب المسؤول الروسي عن اعتقاده بأن «الولايات المتحدة تفهم ذلك ولن تسمح بذلك، وأن الرد الروسي في هذه الحالة سيكون فوريا».
حرب باردة
وعلى الصعيد الدبلوماسي، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قد اتفقا خلال مكالمة هاتفية «على عدم السماح بالاستمرار في استخدام أسلحة كيميائية».
وعقب توعد ترامب الاثنين بقرار «قريب جدا»، ألغى رحلة كانت مقررة في نهاية الأسبوع إلى بيرو لمواصلة إدارة الملف السوري، معززا التكهنات حول تحرك وشيك. ولم تنجح روسيا الثلاثاء في حشد الأصوات اللازمة لإقرار مشروعي قرارين طرحتهما مقابل مسودة القرار الأمريكي.
إلى ذلك، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تقضي مهمتها التحقيق في أي هجوم من غير أن تكون مفوضة تحديد الجهات المسؤولة عنه، أنها سترسل «خلال فترة قصيرة» فريق تحقيق إلى دوما لتسليط الضوء على ما حصل.
ورحّبت دمشق الثلاثاء بزيارة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لدوما من أجل التحقيق في التقارير حول الهجوم الكيميائي، نافية بشدة أن تكون استخدمت أي سلاح كيميائي.كما نفت موسكو، حليفتها، وقوع مثل هذا الهجوم. ورأى دبلوماسيون أن دمشق قد تكون تسعى لكسب الوقت وتأخير أي ضربت غربية محتملة.
وفشل مجلس الأمن في التوصل إلى قرار بشأن سوريا خلال اجتماع الثلاثاء عقب استخدام موسكو لحق الفيتو.