تعيد برامج مكافحة التصحر بولاية النعامة الإعتبار للغطاء النباتي الرعوي في المناطق السهبية وتكثيف عمليات التشجير باعتبار ذلك أولوية ملحة لا سيما بالمناطق الجنوبية التي تشهد زحفا مستمرا للرمال.
أدى تحسن معدلات تساقط الأمطار في السنتين الأخيرتين بالجهة الى الشروع في عملية تهيئة وتأهيل منابع الحلفاء عبر مساحة إجمالية تقدر بـ 418 ألف هكتار بعدة مناطق، كما أطلقت عدة دراسات ميدانية، من بينها جمع المعلومات وإجراء تجارب ميدانية بمشاركة أخصائيين من جامعة مونبولييي (فرنسا)، حول بعض التقنيات الحديثة المستعملة في مكافحة التصحر وتثبيت الكثبان الرملية، كما جاء في تصريحات مسؤولي القطاعات المعنية ببرامج مكافحة التصحر. وتساهم هذه الأبحاث العلمية في توجيه التدخلات وتحديد الأشغال، وفقا لبيانات وخرائط علمية دقيقة وواضحة تبين التغيرات في ظواهر الجفاف والتصحر بالمناطق السهبية للهضاب العليا
يمكن استعمال التجارب العلمية أيضا في اختيار المشاريع المناسبة لإنجازها في إطار برامج التشجير الغابي ومحاربة زحف الرمال. وتم خلال السنوات الأخيرة تنسيق الجهود بين مختلف الفاعلين محليا ( المصالح الفلاحية ومحافظة الغابات ومحافظة تنمية السهوب والغرفة الفلاحية والمهنيين وفيدرالية المربين والإتحاد المحلي للفلاحين ) من أجل المساعدة في اتخاذ القرارات وتحديد الأنشطة التي ينبغي القيام بها في إطار مشاريع مكافحة التصحر عبر عدة مناطق معنية بالظاهرة على مستوى الولاية، ويسعى القطاع جاهدا لحماية التجمعات السكانية للبلديات الكبرى من زحف الرمال جراء وجود منافذ وأروقة تحولت إلى مناطق مهددة بالتصحر عبر مساحة إجمالية تقدر بـ 36 ألف هكتار غطتها الرمال بكثافة بعد أن زحفت الكثبان نحو مراعٍ عشبية أصبحت اليوم هشة وغير منتجة وتتوزع على عدة جهات من الولاية، ومن أجل تطويق خطر التصحر تم تخصيص أغلفة مالية في حدود 142 مليون دج، ضمن برنامج السنة الجارية لإنجاز مشاريع مكافحة التصحر، منها 45 ألف شجيرة موجهة لحملات التشجير وحماية شبكة الطرقات الوطنية والولائية، فضلا عن اقتناء مصدات الرياح والأشجار المثمرة الموجهة لحماية مناطق الاستصلاح الفلاحي. وفي إطار تطبيق آليات الحفاظ على الثروة الغابية وتنفيذ برامج إعادة الغطاء النباتي للمساحات السهبية والرعوية التي تفوق 2.2 مليون هكتار على مستوى الولاية فقد تم بين سنتي 2005 و2016 تثبيت 877 هكتار من الكثبان الرملية وأزيد من 600 هكتار داخل المساحات الغابية المتلفة، بحسب ذات المصدر، وقد مكنت مشاريع مكافحة التصحر من غرس شجيرات عبر 1.895 هكتار بمعدل 600 هكتار في كل سنة، أي غرس ما مجموعه 720 ألف شجيرة غابية لتضاف إلى 3 آلاف هكتار من أشرطة السد الأخضر التي تمت صيانتها وإعادة إنعاشها. في نفس السياق، برمجت مصالح محافظة الغابات عمليات الصيانة للمساحات الغابية، بمعدل 2.000 هكتار سنويا طيلة الخماسي الجاري، إضافة إلى 30 ألف متر مكعب لتصحيح المجاري المائية لحماية التربة من الإنجراف وفتح 53 كلم من المسالك الريفية ووضع 80 كلم من مصدات للرياح داخل المحيطات الفلاحية وعلى حافة الأودية، وفي نفس الإتجاه تمس عملية إعادة الإنبات لشجيرة القطفة للموسم الجاري غرس مساحة 350 هكتار، كما أوضحت المحافظة السامية لتنمية السهوب بالنعامة، وكانت المصالح ذاتها، قد جسدت مشاريع مماثلة، مكنت من غرس عبر مساحة إجمالية تفوق 13 ألف هكتار من هذه النبتة.
يضاف إلى ذلك أشغال أخرى جارية لإعادة الإعتبار للغطاء النباتي المهدد بالتصحر الذي أدى إلى زوال الأنظمة الإيكولوجية المنتجة، من بينها مشاريع جديدة سجلت في غضون السنتين الأخيرتين، إضافة إلى توسيع مساحات الأشجار المثمرة وتهيئة المساحات المحمية وتوفير نقاط وينابيع المياه الموجهة لسقي الأعلاف وتوفير الماء للقطعان ونقاط أخرى لتجميع المياه السطحية.
ستمس هذه المشاريع تزويد مربي المنطقة بالكهرباء، وذلك عن طريق الطاقة الشمسية وتوصيل تجمعات البدو الرحل بمياه الشرب ومياه السقي والطرقات بهدف تحسين الظروف الإقتصادية والإجتماعية للسكان.
من جهتها، أكدت مديرية المصالح الفلاحية أن البلديات الجنوبية للولاية التي تتميز بطابعها الصحراوي، عرفت منذ سنوات وإلى حد الآن، غرس حوالي 60 ألف فسيلة نخيل و 1.600 هكتار من أشجار الزيتون في إطار جهود مكافحة التصحر، عبر بلديات، عسلة ومغرار وجنين بورزق وتيوت، ويتواصل غرس هذا الصنف من الشجيرات وتكثيفها ضمن برامج مستقبلية لزيادة إنتاج التمور والزيتون ومشتقاته وتحسين مداخيل الفلاحين الموزعين عبر الواحات والبساتين والضايات.