باشرت السلطات المحلية لولاية عين تموشنت، تحضيرات حثيثة لإنجاز مجسم ضخم لقائد الجيش التركي قاهر الإسبان والذي قاد غزوات طردهم من سواحل الجزائر وأنقذ المهجرين من مسلمي الأندلس والمرسكين بعد سقوط غراطة سنة 1492، وضمن استقلالهم بجنوب البحر المتوسط المعروف ذووا اللحية الحمراء عروج بربروس بمكان مقتله في 14 / 07 / 1518، بالمخرج الشمالي لمدينة عين تموشنت قبل بلوغ طريق شعبة اللحم حاليا بعد 25 يوما من الحصار الذي فرضته عليه القوات الاسبانية بقيادة غارسيا ديتينيو.
هذا المجسم الذي تتكفل السلطات التركية بتمويله في إطار التعاون ما بين الجزائر وتركيا والتي أرسلت وفدا يتقدمه السفير التركي نهار أول أمس إلى المنطقة، حيث التقى بالسلطات الولائية في مقر الولاية وتمّ الاتفاق على تمويل انجازه على أن تقع على عاتق السلطات الولائية تهيئة الأرضية التي ستستقطب المجسم.
وتمّ عرض مخطط للمشروع الذي تمّ اختيار موقع محور الدوران المعروف باسم «محطة لالا مغنية» من أجل إنجاز المجسم على اعتبار أنه أهم المواقع لتجسيد واقعه استشهاد البطل عروج بربروس بعد انسحابه من تلمسان إلى القرب من شاطئ تارقة أملا في وصول المساعدات من أخيه خير الدين عبر البحر.
ورغم محاولة بعض القصص ربط وفاة القائد عروج بربروس بعدة مواقع على رأسها منطقة شعبة اللحم وأخرى بمنطقة وادي المالح، لكن يبدو أن بعض من كتبوا هذه القصص هم كانوا بصدد ربطها بمعركة شباتط التي شهدتها المنطقة بقيادة خير الدين بربروس سنة 1543، أي بعد وفاة عروج بربع قرن من الزمن، إلا أن الحقيقة أن عروج قد قتل بمصب واد المالح بعد حصاره مع بعض الخيالة.
ومن المنتظر أن يكون تجسيد هذا المجسم بداية لفتح آفاق البحث في تاريخ الجزائر إبان الفترة العثمانية بشراكة جزائرية تركية.