تصاعدت حدّة التوتر مجددا بين الغرب وروسيا، على خلفية مزاعم استخدام السلاح الكيمياوي بمدينة دوما السورية، حيث هدّد الولايات المتحدة وفرنسا بمحاسبة المتورطين بينما حذرت موسكو من تحرك بناء على استنتاجات مغلوطة ينجم عنه تداعيات خطيرة.
وقبل الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث الهجوم الذي خلف عشرات القتلى، حشدت كل من فرنسا، بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية كل ما يلزم لمضاعفة التوتر وإدانة دمشق، والتلويح باستخدام كل الوسائل لمحاسبتها.
واستغربت روسيا، مسارعة العواصم الغربية لإصدار مواقف وتهديدات ضدّ الحكومة السورية، بناء على مزاعم منظمة إغاثة وقبل صدور نتائج التحقيقات، وحذرت في المقابل من مغبة القيام بخطوات من شأنها جرّ المنطقة إلى مستنقع أخطر، مما هو حاصل حاليا.
وقال الكرملين إن التوصل لاستنتاجات عن هجوم كيماوي في سوريا دون معلومات مؤكدة أمر خطأ وخطير إذ أنه لم يبدأ أي تحقيق بعد.
من جهته قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، «إن العسكريين الروس في سوريا»، حذروا مرارا وتكرارا من وجود تحضيرات للقيام باستفزازات هدفها اتهام دمشق باستخدام مواد كيميائية سامة ضد المدنيين».
أعرب استغرابه «كيف استطاع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بهذه السرعة، تبادل الأدلة على استخدام الرئيس السوري بشار الأسد للأسلحة الكيميائية».
وقال لافروف، إن الخبراء الروس وممثلي الهلال الأحمر السوري، لم يجدوا هناك أي أثر لاستخدام الكلور وأي غازات أخرى».
تهديد غربي
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، إلى «تحديد المسؤولية، في الهجوم الكيميائي على مدينة دوما في الغوطة الشرقية بريف العاصمة السورية دمشق»، واتفقا مع بريطانيا على ضرورة تنسيق الجهود، قبيل جلسة لمجلس الأمن بشأن الهجوم.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية البريطانية، إنّ لندن وباريس، اتفقتا على أنّ خيارات كثيرة يجب أن تطرح على الطاولة، ردا على هجوم دوما.
أما وزير الدفاع الأمريكي جون ماتيس، فصرّح أمس، أنه «لا يستبعد أي شيء» عقب الهجوم المزعوم، ما فهم على أنها لغة تهديد باستخدام القوة العسكرية.
إلى ذلك، قالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أمس، إنها تجمع كل المعلومات المتاحة عن الهجوم الذي تعرّضت له مدينة دوما.
وكان 9 من أعضاء مجلس الأمن الـ15، قد دعوا إلى اجتماع طارئ، أمس، بعد الهجوم الكيميائي السبت في دوما السورية.
من جانبها أعلنت الصين، دعمها إجراء تحقيق في تقارير عن هجوم كيميائي السبت على مدينة دوما، آخر معقل للفصائل المعارضة السورية قرب دمشق والذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى وأثار تنديدا دوليا واسعا.
قصف إسرائيلي
وفي تطور خطير للأزمة أثبت تورط لاعبين دوليين أعلن مصدر عسكري سوري أمس، أن إسرائيل شنت ضربة جوية على مطار التيفور العسكري في محافظة حمص في وسط البلاد، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية.
وأوضح المصدر العسكري أن «العدوان الإسرائيلي على مطار التيفور تمّ بطائرات من طراز إف - 15 أطلقت عدة صواريخ من فوق الأراضي اللبنانية».
وأسفرت الضربة الجوية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مقتل 14 شخصا، بينهم 3 إيرانيين.
واتهمت روسيا وسوريا إسرائيل بالمسؤولية عن الغارة التي استهدفت مطار التيفور العسكري بين حمص وتدمر في وسط سوريا.
وعلق لافروف، أمس، أن الضربات التي استهدفت مطار «التيفور» السوري أمس، تشكل «تطورا خطيرا في ظل وجود لاعبين لم يدعوهم أحد إلى سوريا، ولديهم أهداف معلنة وغير معلنة».