لعل أموال الفدية ، والمتاجرة بالمخدرات والأسلحة وكذا الاتجار بالبشر، أبرز المحطات التي مرّ عبرها تمويل الإرهاب، الذي لا يمكن مكافحته دونما تجفيف منابع ومصادر تمويله، إشكالية ستطرح، اليوم، خلال أشغال اجتماع رفيع المستوى، ينظم بالتنسيق مع الاتحاد الإفريقي، حول «مكافحة تمويل الإرهاب بإفريقيا»، يشرف عليه وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل.
استكمالا للجهود التي تقوم بها في إطار مكافحة الإرهاب، ووعيا منها بأن الأمر مرتبط بشكل وثيق بتجفيف منابع تمويله، تحتضن الجزائر، اليوم، اجتماعا رفيع المستوى، تنظمه بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي، حول «مكافحة تمويل الإرهاب بإفريقيا»، يشرف عليه وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، ويتميز بحضور ممثلين عن الاتحاد الإفريقي والمنظمة الأممية إلى جانب الاتحاد الأوروبي.
ويأتي اجتماع اليوم الذي يسلط الضوء على مسألة تمويل الإرهاب، باعتبارها مفصلية في مكافحته، بعد أشغال ندوة رفيعة المستوى تندرج بدورها في إطار جهود الجزائر في مكافحة الإرهاب، تناولت موضوع «أجوبة حقيقية ودائمة في مواجهة الإرهاب: مقاربة إقليمية»، كما اندرجت أيضا في إطار العهدة التي أوكلت لرئيس الجمهورية من قبل نظرائه، بالاتحاد الإفريقي في مجال الوقاية من الإرهاب ومكافحته».
ولعل ما يميز الاجتماع المنظم بالتنسيق بين الجزائر والاتحاد الإفريقي، المفتوح أيضا لمشاركة الدول الخمسة الأعضاء في مجلس الأمن للأمم المتحدة، وكندا، تناولها لجانب هام يخص مكافحة الإرهاب، ممثلا في تمويله الذي طالما شددت الجزائر على أهمية تجفيفه، لضمان مكافحة فعالة ضد الآفة العابرة للحدود.
كان وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، قد أكد في سياق حديثه عن إشكالية تمويل الإرهاب، بأن الأخير يتكيف، فقد كان يعتمد في مرحلة سابقة على أموال دفع الفدية، وانتقل إلى الاعتماد على مداخيل بيع النفط، فيما يعتمد حاليا على المتاجرة في المخدرات، التي تدر وفقه مليار دولار سنويا للمهربين في الساحل، إلى جانب أموال الاتجار بالبشر.
طالما رافعت الجزائر التي تمتلك خبرة كبيرة في مكافحة الإرهاب، لتجفيف منابع تمويله باعتبارها خطوة هامة في مكافحته، لاسيما في ظل التهديدات الراهنة، ويكتسي الاجتماع بالغ الأهمية، كونه يعزز التعاون بين البلدان الإفريقية في مكافحة الإرهاب.
اتفاق على تنظيم نشاطات ثقافية ومنتديات مشتركة بين الجزائر وتونس
اتفق وزير الثقافة عز الدين ميهوبي مع نظيره التونسي محمد زين العابدين على تنظيم نشاطات ثقافية ومنتديات مشتركة بهدف توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين، وفق بيان لوزارة الثقافة.
قال عز الدين ميهوبي — الذي يقوم بزيارة إلى تونس في اطار الدورة الـ 34 لمعرض تونس الدولي للكتاب التي انطلقت، يوم الجمعة، بالعاصمة تونس بمشاركة الجزائر كضيف شرف — أن «تونس تحتوي على فضاءات ثقافية مختلفة من شأنها أن تعزز انتشارها المغاربي والعربي» على غرار المركز الدولي الثقافي «دار سيباستيان» الذي يعتبر «مركز إشعاع ثقافي».
من جهته، عبَّر وزير الشؤون الثقافية التونسي محمد زين العابدين عن «أمله في تعزيز حضور الجزائر في التظاهرات الثقافية في بلده» وتنظيم المهرجانات بمشاركة جزائرية.
ألحَّ الطرفان على «دور الثقافة والفن في توطيد العلاقات بين البلدين اللذين «يجمعهما ماضٍ وتاريخ. ويحضر فعاليات الدورة 34 لمعرض تونس الدولي للكتاب ما يزيد عن 80 ناشرا بالإضافة لروائيين وشعراء وكُتّاب وأكاديميين ونقاد من الجزائر.
ن بين المشاركين في هذا المعرض — الذي يُعقد تحت شعار «نقرأ لنعيش مرتين» — الأكاديمية آمنة بلعلى من جامعة تيزي وزوي والمدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة سامي بن شيخ الحسيني الذي سيُحاضر حول الملكية الفكرية وضمان حقوق المؤلفين والمبدعين في الجزائر.
سيشارك أيضا في هذه التظاهرة عدد من الهيئات الوطنية كالمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية والمجلس الإسلامي الأعلى بالإضافة إلى المحافظة السامية للأمازيغية والمركز الوطني للبحث في عصور ما قبل التاريخ ، علم الإنسان والتاريخ. ويتواصل معرض تونس الدولي 34 للكتاب إلى غاية 15 أفريل الجاري بمشاركة 775 دار نشر من 32 بلدا.