طالب المعتقلون السياسيون الصّحراويّون المضربون عن الطعام بسجن القنيطرة بالمغرب، الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالتدخل لدى الدولة المغربية من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية، وكذا إيفاد بعثة أمريكية إلى المنطقة لتقصي الحقائق في أحداث «أكديم إزيك» لكشف الحقائق التي يحاول المغرب إخفاءها عن الرأي العام الدولي.
وأدان المعتقلون في رسالة مطوّلة إلى الرئيس دونالد ترامب «ظلم الدولة المغربية بحقهم وتماديها في انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية الواقعة مسؤولياتها تحت إشراف الأمم المتحدة في انتظار استكمال تصفية الاستعمار، وهو ما يفرض على المجتمع الدولي الإسراع في إيجاد آلية أممية لحماية حقوق الإنسان في المنطقة».
وذكروا بالهجوم العسكري المغربي على سكان مخيم «أكديم إزيك» العزل فجر يوم الاثنين الثامن من نوفمبر 2010، وما خلّفه من ضحايا بشرية وخسائر مادية جسيمة، والذي جاء - تضيف الرسالة - تزامنا مع عقد جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليساريو بـ «منهاتن» بالولايات المتحدة تحت إشراف الأمم المتحدة، وهو ما دفع مجلس الأمن الدولي صباح ذلك اليوم الثامن من نوفمبر 2010 إلى عقد جلسة طارئة من أجل إيفاد بعثة أممية لتقصي الحقائق في أحداث أكديم إزيك، إلا أنه لم ينجح في اتخاذ القرار بسبب تلويح الدولة الفرنسية باستخدام حق النقض الدولي (الفيتو).
وذكرت مراسلة المعتقلين للرئيس الامريكي في نفس السياق بتعديل الاحتلال المغربي لقانون العدل العسكري، وإحالة ملف القضية من جديد على المحكمة المدنية بسلا سنة 2017، والتي أصدرت بحقهم في 17 جوان 2017 نفس الأحكام السابقة التي أصدرتها في حقهم المحكمة العسكرية دون أن تقدم هي الأخرى أي دليل مادي يثبت ما هو مدون في تلك المحاضر المزوّرة والملفّقة.
وجاء في الرسالة: «نكتب إليكم من خلف قضبان سجون الظلم والجبروت المغربية، ونحن نخوض إضرابا لا محدودا عن الطعام منذ يوم الجمعة التاسع مارس 2018 من أجل حقوقنا القانونية كمعتقلين سياسيين صحراويين، خاصة ترحيلنا إلى الصحراء الغربية لتقريبنا من عائلاتنا وتمتيعنا بحقوقنا ومكتسباتنا داخل السجن، والتي تضمنها لنا كل القوانين والمواثيق الدولية، وكذا إعادة محاكمتنا أمام محكمة قانونية، كما يطالب بذلك أيضا كل المراقبين والخبراء والقانونيين والشخصيات الدولية والمنظمات والجمعيات الحقوقية الدولية التي تابعت أطوار محاكمتنا الصورية بمدينة سلا المغربية، وعلى رأسهم منظمة هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية».
وتضمّنت رسالة المعتقلين إلى الرئيس دونالد ترامب مطالب منها ممارسة الضغط اللازم على الدولة المغربية من أجل احترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية، والكشف عن المختطفين مجهولي المصير والإفراج عن أكثر من مائة وخمسين أسير حرب صحراوي.
في المقابل، ترأّس أمس رئيس الجمهورية الأمين العام لجبهة البوليساريو القائد الأعلى للقوات المسلحة إبراهيم غالي اجتماعا لهيئة الأركان العامة لجيش التحرير الشعبي الصحراوي، وذلك بمقر وزار الدفاع الوطني.
الاجتماع عقد لتدارس آخر المستجدّات والتطورات الميدانية، بالإضافة إلى البرامج المستقبلية لجيش التحرير الشعبي الصحراوي.