مجزرة جديدة ارتكبها الكيان الصهيوني أمس بحق الفلسطينيين ، حصدت مزيدا من الشهداء و المصابين، بينما اكتفى العالم كعادته بالدعوة الى ضبط النفس ، دون أن يبادر بإجراء رادع يضع حدّا للإجرام الإسرائيلي المتواصل.
استشهد سبعة بينهم طفل وأصيب أكثر من ألف فلسطيني برصاص قوات الاحتلال بينهم نحو 250 حالة حرجة في شرق قطاع غزة قرب الحدود، في الجمعة الثانية لمسيرات العودة الكبرى، في حين هدد جيش الاحتلال بقمع أي محاولة للمس السياج الأمني على الحدود.
كما شهدت عدة مدن وبلدات في الضفة الغربية احتجاجات أدت لإصابات بين الفلسطينيين بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، كما أحرق الشبان إطارات السيارات.
ورغم بدء تجمع الفلسطينيين قرب الحدود شرق غزة، وقيامهم بإشعال الإطارات منذ صباح امس، كانت ذروة الاحتجاجات بعد صلاة الجمعة ، حيث تجمع الآلاف للمطالبة بحق عودة اللاجئين إلى بلداتهم داخل الخط الأخضر والمطالبة كذلك برفع الحصار عن غزة.
ومع تمسك الشباب الفلسطيني المنتفض بسلمية الحراك، حيث اكتفى باستخدام الحجارة وإشعال إطارات السيارات إلى جانب رفع الأعلام الفلسطينية، إلا أن قوات الاحتلال أصرّت على استخدام القوة المفرطة من الرصاص الحي والمطاطي إلى جانب كميات كبيرة من قنابل الغاز المسيلة للدموع والتي تقذف عبر سيارات مدرعة.
كما أطلقت طائرة مسيرة لتصوير المظاهرات عن كثب، ودعا الجيش لحالة الاستنفار بين صفوفه وحالة التأهب ونشر مئات الجنود والعديد من الدبابات والآليات.
رصاص و غاز مسيل للدموع في الضفة
وفي الضفة الغربية شهدت عدة مدن وبلدات احتجاجات ضد الاحتلال ومشاركة في مسيرات العودة التي انضمت إليها مختلف الفصائل ، وهو ما أدى لسقوط جرحى بينهم اثنان على الأقل برصاص الاحتلال، كما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية. و في الضفة أيضا ، أشعل الشباب الغاضب إطارات السيارات اتساقا مع الدعوة التي انطلقت في غزة كعنوان للجمعة الثانية لمسيرات العودة حيث أطلق عليها جمعة» الكاوتشوك».
هكذا إذن ترتفع قائمة الشهداء، فيوم الجمعة الماضي الذي شهد مذبحة حقيقية في «ذكرى يوم الأرض» وانطلاق «مسيرة العودة» الداعمة لحق اللاجئين في العودة إلى أراضيهم بفلسطين التاريخية، تمّ استشهاد 21 فلسطينيا واتهمت إسرائيل المتظاهرين بأنهم إرهابيون مبررة بذلك فتح جنودها النار عليهم، و أمس لحق بهم سبعة –ثمانية حسب بعض المصادر- دون الحديث عن قوائم المصابين وبينهم من هم في حالات حرجة ، ليتجلى بوضوح أن الصهاينة لا يكترثون لأحد، ولا حتى بقتل العزل ، وهم يمارسون طقوس دمويتهم مع سبق الإصرار و الترصّد ، طبعا فالعالم يكتفي بالصمت، وفي أحسن الأحوال يقف الى جانب الجلاد ويبرّر جرائمه.
ورغم المذبحة الجديدة، وغطرسة سفّاكي الدّماء الإسرائيليين، فالشعب الفلسطيني متمسك بمواصلة مسيرة العودة في رسالة واضحة تؤكّد تمسّكه بأرضه ومقدساته، ومصرّ على المقاومة السلمية الى غاية استعادة حقّه أو الاستشهاد دونه، خاصة و أن الشرعية الدولية أصبحت لا تلتفت إليه و لا الى تمكينه من حقوقه المشروعة ، حتى ان الأمم المتحدة و رغم هول ما يجري في غزة ، اكتفت أمس بدعوة القوات الإسرائيلية على لسان موفدها الخاص إلى الشرق الأوسط ، نيكولاي ملادينوف إلى أقصى درجات ضبط النفس.