طباعة هذه الصفحة

الخدمات الصحية بتمنراست

56 قاعة علاج فقط... ونقص في التأطير الطبي

تمنراست:

يحاول قطاع الصحة بولاية تمنراست، إزالة النقائص التي لا يمكن أن تخفى عن أحد، نظرا لما يعرفه القطاع من تراجع ملحوظ في تقديم ولو نسبة قليلة من الخدمة المرجوة منه، في منطقة هي الأكبر من حيث المساحة عبر الوطن، وقبلة العديد من الناس كونها نقطة عبور وبوابة إفريقيا، ناهيك عن القرى المتناثرة والبدو الرحل المنتشرين في العديد من المناطق.
 حيث قدرت الأرقام التعداد السكاني للولاية، مع نهاية السنة المنصرمة، بأزيد من 235 ألف نسمة، يقابلها هياكل صحية قليلة بلغ عددها 10 مؤسسات صحية تابعة للقطاع العام، و56 قاعة علاج، لا ترقى للمستوى المطلوب مقارنة مع نظيراتها في غيرها من الولايات، بسبب فقدانها للعديد من ضروريات الصحة من تجهيزات وغيرها... حيث تقدر طاقة إستيعابها بـ422 سرير، يضاف لها نقص التأطير على مستوى قاعات العلاج التي بقيت مغلقة في العديد من القرى في وجه البدو الرحل.
تشير اللجان المشكلة من طرف المجلس الشعبي الولائي لتمنراست، بناءً على الزيارات الميدانية التي قادت اللجان لعديد الدوائر والبلديات والقرى، أن أغلب النقائص التي يعانيها قطاع الصحة بالمنطقة، تشمل بالدرجة الأولى المناطق البعيدة عن عاصمة الولاية، مما جعل التغطية الصحية نسبية بكل الولاية. أما القرى والمناطق المعزولة تكاد تصنف في طي نسيان الرعاية الصحية، حيث وقفت اللجان ببلدية عين أمقل - 130 كلم عن عاصمة الأهقار - على محدودية المؤسسة العمومية الجوارية التي لا تلبي حاجيات المواطن، كون البلدية منطقة عبور لموقعها على مستوى الطريق الوطني رقم 01.
غير بعيد عنها، هناك حالة بلدية إدلس - 300 كلم - والتي تعاني العيادة متعددة الخدمات بها نقصا في الأدوية والتجهيزات، والتي تتبع لها 07 مناطق نائية، تابعة للصيدلية في التموين بالأدوية، بالإضافة إلى خلوها من أجهزة الأشعة، ناهيك عن خلو قريتي «مرتوتك» و» تمكيندوت» من قاعة علاج، وسيارات إسعاف التي من المفروض أن تنقل الحالات الطارئة في حالة عطل، يحدث هذا والمنطقة معروفة بتواجد عدد معتبر من البدو الرحل.
وكشفت اللجنة عن خلو قاعتي علاج قريتي كل من «تين ترابين» وتبيربيرت» - 300 كلم عن عاصمة الولاية - من الأطباء، مما يجعل المتابعة الصحية غائبة بهما. وما يزيد من تعقيد الوضع، عدم برمجة الزيارات الطبية بصفة دورية للإقليم، خاصة الأماكن التي يتواجد بها البدو الرحل.
في سياق متصل، تعاني المقاطعة الإدارية عين قزام - 400 كلم عاصمة الولاية - والتي بها مؤسسة جوارية للصحة العمومية، تعاني هي الأخرى من نقص الأطباء خاصة الأخصائيين وكذا القابلات، حيث توجد ممرضة مكلفة واحدة بمصلحة التوليد تعمل 24/24 ساعة، في ظل نقص التجهيزات الخاصة بالمخبر.
وفيما يخص دائرة «تين زواتين»، أكد أحد المنتخبين بالمنطقة الحدودية لـ «الشعب»، أن الأطباء العامين الثمانية و11 شبه طبي وزملاءهم، قائمون بمجهودات جبارة تجاه المواطنين، إلا أن الإمكانات المتوفرة لا تساعد على ذلك، خاصة وأن المنطقة تشهد هذه الأيام استفحال داء البوحمرون، حيث تعاني من غياب الأدوية الموجهة للبدو الرحل، كغيرها من المناطق.
يحدث هذا في وقت تم تسجيل 224 خرجة ميدانية لفائدة سكان البدو الرحل، أسفرت عن 10217 فحص طبي عام، 65 فحص أسنان و112 عملية تلقيح.
مؤسسة التوليد «الأم والطفل» تفتقد لقاعة عمليات
رغم استفادة عاصمة الولاية بمؤسسة للتوليد 60 سريرا، في خطوة لاقت ارتياح المواطنين، إلا أن المؤسسة التي تشهد مرور أزيد من 06 أشهر عن دخولها حيز الخدمة، إلا أنها لاتزال تفتقر إلى قاعة مخصصة للعمليات، مما يضطر إلى نقل المقبلات على العمليات القيصرية بواسطة سيارة الإسعاف إلى المؤسسة العمومية مصباح بغدادي، في مشهد أصبح يميز يوميات عاصمة الأهقار، عند نقل أي مواطنة مقبلة على الولادة، مما أثار استياء المواطنين الذين يخشون من وقوع كارثة عند نقل أي حالة. يضاف لها غياب الأجهزة المتطورة الخاصة بالتصوير، وحتى العادية أو السكانير تشهد في بعض الأحيان تعطلا أو عدم توفر بعض المواد الأساسية الخاصة بها، على غرار الورق المخصص للتصوير.
وكشف عن جملة من المشاريع التي ستعزز القطاع مستقبلا، من شأنها أن تعطي الإضافة للقطاع، على غرار مستشفى الأمراض العقلية 120 سرير ومستشفى 240 سرير بعاصمة الأهقار، ومستشفى 120 سرير بعاصمة تديكلت.
وتواجد 97 أخصائيا في الصحة العمومية بالولاية، وعن حصيلة التوأمة مع المؤسسات الإستشفائية المختصة بولايات الشمال التي شملت 08 تخصصات، بمجموع 2388 فحص طبي و67 عملية جراحية.
في حين لم يكشف عن عدد طالبي تذاكر النقل التي تقدمها مصالح النشاط الاجتماعي والإدارة المحلية، بالتنسيق مع المجلس الولائي، للمرضى الذين تنقلوا السنة المنصرمة من أجل تلقي العلاج في