تحتل المرتبة ال4 من حيث الانتشار بعد الأمراض المزمنة و المستعصية
في منحى تصاعدي قفزت نسبة الإصابة بحساسية الأنف في الجزائر من 9.5 سنة 1994 إلى ما بين 20 و30 بمائة خلال السنة الجارية ما يبعث على القلق و يتطلب توفير كل سبل الوقاية و العلاج ، حسب ما كشف عنه رئيس الأكاديمية الجزائرية لعلوم أمراض الحساسية بمستشفى رويبة البروفسور مرزاق غرناوط .
وانطلاقا من ما نشرته منظمة الصحة العالمية قال رئيس مصلحة الحساسية بمستشفى رويبة غرناوط انه سيكون هناك ارتفاع في عدد المصابين بهذا الداء الذي تعددت أسبابه ، حيث تتوقع ( أي المنظمة) أن ينتشر بنسبة 50 بالمائة في آفاق 2050 ، مشيرا إلى أن هذا المرض يصنف من أكثر الأمراض إنتشارا وهو يحتل حاليا المرتبة ال4 على سلم الترتيب العالمي بعد السرطان و بعض أمراض القلب و الأوعية ومرض فقدان المناعة .
الحساسية من الدواء تتراوح ما بين 0.7 إلى 1.8 بالمائة
وتعود الإصابة بهذا المرض إلى عدة أسباب ذكرها البروفيسور، أمس، خلال نزوله ضيفا على القناة الأولى في برنامج «ضيف الصباح» أبرزها الحساسية للدواء التي تتراوح نسبتها ما بين 0.7 إلى 1.8بالمئة ، وتغير نمط و نوعية الغذاء و الأطعمة ، بعد إدخال المضافات الجديدة ، التي تحتويها مختلف المنتجات الغذائية ، ويعد الأطفال أكثر تأثرا بالأطعمة خاصة بروتينات الحليب و مشتقاته ،و التي يمكن أن تكون الحساسية التي يصاب بها إلى المضافات التي توضع في بودرة الحليب الإضافة إلى انتشار التدخين و التلوث و أثاره التي يلحقها بصحة الإنسان والبيئة و المحيط .
وأضاف البروفسور أن هناك أسباب أخرى تساهم في الإصابة بهذا المرض الذي تظهر أعراضه أكثر عندما تتغير الفصول من الصيف إلى الخريف ومن الشتاء إلى الربيع ،كلدغات الحشرات و مساحيق التجميل
واعتبر المتحدث أن إضافة الأسمدة الكيميائية للرفع من كمية المنتوجات و التخلص من الحشرا، انه لا بد من إعادة النظر فيه و العمل على التقليص من الكمية المستعملة في المزروعات ، لأنها قد تكون مشكلة من مواد مسرطنة ،وبالتالي تأثيرها يكون خطير على المستهلك و تكلفتها باهضة على خزينة الدولة.
مضافات الأطعمة من مسببات الحساسية
وشدد في معرض حديثه على أهمية الوقاية للتقليص من حدة انتشار هذا المرض ، إلى جانب تفعيل دور الفاعلين في قطاع التجارة في مجال مراقبة ما يصنع و ما يستهلك ، و عدم الاكتفاء بتوجيه إعذارات ، و إنما بتكثيف المراقبة بصفة دائمة ، وذلك بالوقوف على تدوين مكونات المنتوج على العلبة بطريقة بسيطة وواضحة ، كما أكد على ضرورة مراقبة نسبة كميات السكر والملح والدسم في الصناعات الغذائية مع التركيز على دور الجمعيات و الإعلام في عملية التحسيس والتوعية. وذكر البروفسور غرناوط في سياق الحديث بدور الأكاديمية الذي يقتصر على التحسيس وتكوين مستخدمي الصحة وتشخيص الأمراض مشيرا هنا إلى تنظيم يوم دراسي حول أمراض الحساسية في الـ7 أفريل الجاري بولاية سطيف بمشاركة المصالح الطبية المحلية.