أحيت مديرية المجاهدين لولاية بومرداس الذكرى الـ61 لمعركة جبل بوبراك الشهيرة ببلدية سيدي داود دائرة بغلية شرق الولاية التي جرت أحداثها في شهر مارس من سنة 1957، حيث تم تنظيم ندوة نقاش بالإذاعة المحلية نشطها كل من المجاهد احمد تافني، أستاذ التاريخ صالحي عبد الرزاق والمستشار الثقافي بالمديرية طارق مقراني، وكان الإجماع على أهمية نفض الغبار على مثل هذه المحطات المفصلية التي طالها النسيان..
الندوة التاريخية التي دأبت على تنظيمها مديرية المجاهدين في إطار سلسلة المحاضرات والنشاطات الهادفة إلى التعريف بمختلف المحطات النضالية ورموز الحركة الوطنية وثورة التحرير، ركزت في البداية حسب تأكيد المستشار الثقافي طارق على مقراني على»رمزية هذه المحطة التاريخية المفصلية في تاريخ الثورة التحريرية بالولاية الرابعة، وأهمية استذكارها والتعريف بها للأجيال وكذا استلهام الدروس والعبر من مثل هذه الأحداث والمعارك الكبرى التي عرفتها المنطقة على غرار معركة «أولاد هلال» الشهيرة التي حدثت شهر نوفمبر من سنة 1954 التي كانت فاتحة لمعارك ثورة التحرير، وأضاف بالقول»أن معركة جبل بوبراك ورغم أهميتها والصدمة التي تركتها في نفسية جنود الجيش الفرنسي إلا أنها ظلت طي النسيان وبعيدة عن أضواء الدراسة والنقاش، لذلك ارتأت مديرية المجاهدين لبومرداس أن تعطي لهذا الحدث التاريخي الكبير أهميته وتناوله من خلال هذه الندوة التاريخية مثلما قال..
من جهته المجاهد أحمد تافني حاول من خلال مداخلته تقديم سردا تاريخيا لتفاصيل المعركة التي جرت بإحدى قرى بلدية سيدي داود شارك فيها 12 مجاهدا بقيادة الرقيب أول عبد القادر قاسي، وقد أسفرت المعركة التي دامت ثلاثة ساعات عن استشهاد 7 مجاهدين ومقتل ٨ عساكر فرنسيين والعديد من الجرحى، كما تطرق أيضا إلى أبعاد هذه الموقعة التاريخية ونتائجها على سير أطوار الثورة بالولاية الرابعة التي شهدت أيضا حسب المحاضر عدة معارك مصيرية بالمنطقة ذكر منها معركة»جبل بوزقزة»، معركة «أولاد بوعشرة» ومعركة «أولاد سنان».
كلها مآثر بطولية جعلت من الولاية الرابعة أحد القلاع الحصينة للمجاهدين وثورة التحرير بفضل تضاريسها الجبلية وقوة احتضان سكان المنطقة للثورة رغم التعذيب الوحشي والتشريد في المحتشدات المعروفة حاليا ببلديات عمال، مركز «قوتي» بسوق الحد، «دار بوني» ببغلية التي لم تنل من عزيمة المناضلين بل زادتهم إيمانا وإصرارا على الكفاح حتى النصر.
كما ركز الأستاذ عبد الرزاق صالحي على أهمية مثل المحطات التاريخية ودورها في الحفاظ على الذاكرة الجماعية وغرس هذه الثقافة لدى جيل الشباب، داعيا «إلى ضرورة اخذ العبر والدروس من هذه الملاحم البطولية والاستثمار فيها عن طريق تسجيل شهادات حية مع المجاهدين الذين عايشوا جانبا من هذه الفترة التاريخية المهمة للمساهمة في إعادة كتابة التاريخ الوطني وتنقيته من شوائب التشويه والتزوير الذي طاله في الكثير من الفصول الهامة من مسار الثورة وقبلها مع الحركة الوطنية.