كشف دريس خوجة الحاج مدير الصحة والسكان لولاية سيدي بلعباس، عن تسجيل 35 حالة مشتبهة لداء البوحمرون، منها حالة واحدة مؤكدة تم رصدها على مستوى بلدية سيدي بلعباس، ما استدعى تشكيل خلية متابعة واتخاذ كافة الإجراءات عبر كامل المؤسسات الصحية المنتشرة بإقليم الولاية.
أفاد مدير الصحة، أن الحالة المؤكدة تخص رضيعا يبلغ من العمر 11 شهرا، تم نقله إلى المؤسسة الإستشفائية بعد ظهور أعراض شبيهة بالحصبة عليه، وبعد أخذ العينات وإرسالها إلى معهد باستور أكدت النتائج إصابة الرضيع بداء البوحمرون.
هذا ولا تزال 34 حالة أخرى غير مؤكدة، في انتظار ظهور نتائج التحاليل. وكلها حالات لمرضى لا تتعدى أعمارهم 16 سنة. وأضاف ذات المسؤول، أنه وبمجرد اكتشاف خمس حالات متفرقة خلال الشهر الواحد، تم إعلان حالة الوباء بالولاية، وفق ما تنص عليه القوانين المعمول بها، حيث تم تشكيل خلية متابعة واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية عبر كل المؤسسات الصحية، أين تم التكفل بالحالات المشكوك فيها تكفلا تاما، حيث غادر كل المرضى المؤسسات الطبية باستثناء 3 رضع لايزالون تحت المراقبة بمصلحة طب الأطفال، كما تم تلقيح كل أفراد عائلات المرضى ومحيطهم، فضلا عن تلقيح الطاقم الطبي.
وأضاف مدير الصحة، أن 30 حالة من جملة الحالات المشكوك فيها، تم تسجيلها ببلدية سيدي بلعباس، حالتان ببلدية سيدي لحسن، وحالة واحدة بكل من بلديات سيدي علي بن يوب، اللوزة وسيدي ابراهيم. وعن جنس المرضى، فقد تم إحصاء 20 أنثى و15 ذكرا. أما عن الفئات العمرية للحالات المشتبه فيها، فقد تم تسجيل 11 حالة تتراوح أعمارهم ما بين 0 إلى (2) سنتين، 7 حالات ما بين 3 إلى 5 سنوات، 12 حالة ما بين 6 إلى 15 سنة، وكذا 5 حالات لفئة الكبار الذين تزيد أعمارهم عن 16 سنة.
هذا وتم أيضا إحصاء 7 حالات لمرضى سبق لهم وأن تلقوا التلقيح ضد المرض و4 حالات لغير الملقحين، في حين لاتزال 24 حالة قيد التحقيق لمعرفة تلقيحها من عدمه.
عن حملة التلقيح الخاصة بالمتمدرسين، فقد أكد أن 41 ألف تلميذ لم يتم تلقيحهم بعد، من جملة 119 ألف تلميذ معنيين بالتلقيح، لأسباب ترجع أساسا لعزوف الآباء عن تلقيح أبنائهم وتخوفهم من اللقاح بعد حملات المغالطة التي تعرضت لها الحملة الموسم الماضي، ما تسبب في تراجع نسب التلقيحات داخل الوسط المدرسي، حيث لم تتعد النسبة 40٪ على مستوى بلدية سيدي بلعباس. في حين شهدت ارتفاعا محسوسا ببعض البلديات، أين فاقت 70٪ عقب تفشي داء البوحمرون ببعض الولايات، هذا الأخير الذي أثار انتشاره قلق ومخاوف الأولياء ودفعهم إلى الإسراع لتلقيح أبنائهم بعد عزوف دام أشهر. في ذات السياق، أضاف مدير الصحة، أن اللقاح متوفر وبشكل دائم عبر كافة المؤسسات الصحية، داعيا الأولياء إلى تلقيح أبنائهم لوقايتهم من الأمراض.