طباعة هذه الصفحة

دعا الى الاستماع الى الجزائر لحل الازمات الدولية

دوفيلبان : التدخلات العسكرية هي سبب المآسي و الحروب

أمين بلعمري

ان العلاقات الجزائرية - الفرنسية لا يمكن النظر اليها بعيدا عن المحددات التاريخية  و عليه فان مستقبل العلاقات بين البلدين و التأسيس لتعاون مثمر يراعي هذا الجانب أو ذاك  يمر حتما عبر المصالحة مع الذاكرة ، مصالحة لا تساوي – بطبيعة الحال- بين الضحية و الجلاد بل تضع هذا الأخير امام مسؤولياته التاريخية و عندها فقط نكون قد عبدنا الطريق امام آفاق واسعة للتعاون بين البلدين عندما يتم مصالحة “المسكوت عنه و اعطاء الكلمة للسلام” على حد تعبير الوزير الاول الفرنسي دومينيك دوفيلبان في المحاضرة التي قدمها الثلاثاء بالمدرسة العليا الجزائرية للأعمال بدعوة من السفير الفرنسي بالجزائر غسافيي درينكورت.
وعاد الوزير الاول الفرنسي الاسبق خلال مداخلته الى زيارة الرئيس الفرنسي الى الجزائر، ايمانويل ماكرون و هي زيارة وصفها دوفيلبان بالمهمة في الدفع بالعلاقات بين البلدين إلى الامام مؤكدا أن الرئيس الفرنسي الشاب اثبت عزمه على التقدم في ملفي الذاكرة والتاريخ و طالب دوفيلبان بالعمل على المضي قدما بالعلاقات بين البلدين مستشهدا بمقولة للرئيس الراحل هواري بومدين - رحمه الله- الذي قال أن العلاقات بين الجزائر وفرنسا يمكن أن تكون حسنة أو سيئة و لكن لا يمكنها أن تكون أبدا طبيعية و اضاف أنه يجب الكف عن القاء اللائمة على هذا الطرف أو ذاك إلا أن الذي لم يقله السيد دوفيلبان هو أنه يجب على كل طرف أن  يتحمل مسؤولياته التاريخية بعيدا عن تبادل التهم و لا شك أنه ليس هناك وجه للمقارنة بين مسؤولية فرنسا عن ماضيها الاستعماري ومسؤولية الشعب الجزائري الذي قام بثورة للدفاع عن نفسه واسترجاع حريته رغم أن السيد دوفيلبان أقر في مداخلته أن الاستعمار أخل بالعلاقات بين الشعوب وفرض عليها الصمت و أضاف أن الهوة الموجودة اليوم بين الشعوب سببها الاستعمار مؤكدا أن العنف لا يمكنه أن يولد المحبة مطلقا.
أما عن العشرية السوداء فقد اعتبر دوفيلبان أن المجتمع الدولي تخلى عن الجزائر في اوج الهجمة الارهابية و أن هذا السلوك سبب جرحا غائرا للجزائريين الذين وجدوا انفسهم يواجهون الارهاب الدموي في ظل صمت دولي مطبق.
ـعنها الوزير الاول الفرنسي أنها سبب المآسي و الحروب مؤكدا ان الحرب لا يمكنها إلا أن تنتج الا حربا جديدة  و التدخلات العسكرية لا تزيد إلا من تذمر السكان المحليين و تنامي التطرف و الارهاب وفي هذا الصدد اشاد دوفيلبان بالمواقف الخارجية للجزائر الذي قال أنها رافعت دائما للسلام ورفض الحرب و قال أن المجتمع الدولي عليه الاستماع باهتمام الى الجزائر لحل الازمات الدولية و على رأسها الازمة الليبية، المالية و الازمة السورية كذلك.