لا خوف على مرجعية حجاجنا الدينية الوطنية من المذهب السعودي
رفع عدد أعضاء الفرق الطبيــــة لتعزيز الســـــلامة الصحية للحجاج
أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى،أمس، أن الجزائر لن تطالب برفع حصتها في الحج والمقدرة بـ 36 ألف حاج بسبب رغبة المملكة العربية السعودية في تقديم خدمات جيدة خاصة على مستوى مشعر منى»، مؤكدا في سياق آخر عدم الخوف على المرجعية الديني الوطنية ة لحجاجنا المتمسكين بمذهب معتدل.
اعتبر عيسى أن رفع عدد الحجاج الجزائريين سيتم في حال ما فتحت المملكة العربية السعودية بوابة المراجعة أو إذا امتنعت إحدى الدول عن إرسال مواطنيها للحج فستوزع حصتها على باقي الدول، قائلا أن «تحسين التكفل بالحجاج دفع الوزارة لرفع عدد البعثة الطبية الجزائرية المرافقة للحجاج الجزائريين هذا الموسم.
وذكر محمد عيسى خلال ندوة صحفية عقدها على هامش إفتتاح صالون الحج والعمرة بقصر المعارض بالعاصمة،أمس، أنه تقرر هذا الموسم رفع عدد أفراد البعثة الطبية الذي جاء بناء على طلب من المملكة العربية السعودية لمرافقة أكبر للحجاج خلال أداء المناسك»، مبرزا أنه وبناء على اجتماع مجلس وزراء مشترك تم الموافقة على رفع حصة البعثة الطبية وتعزيزها بأخصائيين في الأمراض المعدية والوبائية لتعزيز جانب السلامة الصحية لضيوف الرحمن، في حين أكد الإبقاء على عدد بعثة الحماية المدنية هذه السنة».
بخصوص تكلفة الحج في الجزائر قال وزير الشؤون الدينية أنها أخفض بكثير من الدول المجاورة ، مشيرا أنّ التكلفة المقدرة ب525 ألف دينار تسلم للحاج منها 541 أورو ، فتصبح التكلفة تساوي 333 ألف دينار جزائري ويستفيد فيها الحاج من الخدمات الصحية مجانا والمرافقة وكذلك تخفيض في الخطوط الجوية.
وفي إطار تحسين الخدمات أكد أن السلطات المعنية أمرت الوفد بتنقي الفنادق القريبة وغير باهظة الثمن، مشيرا إلى أن 44 وكالة سياحية خاصة وكالتين عموميتين تسهران على خدمة الحجاج وسترفع حصة كل وكالة تقدم خدمات جيدة للحجاج الجزائريين، مشيرا إلي أن جميع الحجاج سجلوا في المسار الالكتروني الذي يستكمل بصفة تامة في أواخر شهر شعبان القادم .
و في سؤال حول الزيادات التي فرضتها بعض وكالات السفر على الحجاج، أوضح عيسى بأن المبلغ الذي يدفعه الحاج للوكالة مشروع، ولكن بشرط أن يترافق مع خدمات حقيقية تتناسب مع المبالغ المضافة، سواء بخدمات بسيطة، أو نصف رفاه أو الرفاه، معلنا بأن مصالحه تعمل على استحداث عقد بين الوكالة والحاج يوضّح كلّ دينار أين يذهب، حتى يتسن للحاج متابعة الوكالة لاحقا في حال ما إذا أخلت بالتزاماتها معه.
من جهة أخرى أكد الوزير بأن تأشيرات المجاملة لأداء مناسك الحج تمنحها السفارة السعودية بطريقة سيادية، مبرزا بأن المستفيدين منها سيستفيدون من خدمات البعثة، على أن يدفعوا حقوق الحج عبر البنك.
وفي رده على سؤال حول تأثير بعض المذاهب الدينية على فكر حجاجانا أثناء أداء مناسكهم انتقد عيسى بشدة الأطراف التي تفتح هذا الملف خلال كل موسم حج، حيث أكد أن الجزائر لديها الثقة كاملة في السلطات السعودية التي تسهر على راحة الحجاج وحمايتهم من كل الأخطار بما فيها الفكرية، معبرا عن رضاه على مستوى المرافقة التي تقدمها السعودية لكل الحجاج خاصة الجزائريين الذين يحظون باهتمام خاص، قائلا أنه لا خوف على مرجعيات الوطنية الدينية من المذاهب الموجودة في السعودية ولكن الخوف من المذاهب التي تدعو إلى التطرف والخروج عن الملة «.
وأفاد عيسى أن «سلطة إخراج أي فئة من الدين لا يملكها أي أحد ما عدا الخالق سبحانه وتعالى» ، مبرزا أنه «لا يوجد أي مشكل مع المذهب السائد في المملكة العربية السعودية غير أن الشحن الطائفي الذي اتخذته بعض الأطراف هو العدو ويجب الابتعاد عنه» .
وفي هذا السياق دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف رجال الدين والعلم والثقافة إلى «التجند لمحاربة ما وصفه بـ الطائفية والشحن الطائفي»، مبرزا أنها «العدو الوحيد للمذهب الديني القائم في الجزائر»،قائلا أن «مذهب الحاج الجزائري هو مذهب هيئة الإفتاء لحمايتهم من التطرف الفكري «.
وأوضح الوزير أن الجزائريين يؤدون الحج في السعودية منذ عشرات السنين لم يكن لهم مشكل مع المفكر الوهابي على ح تعبيره» ، مبرزا أن «المشكل ليس في هذا الإتجاه بل في الشحن الطائفي الذي يتهم الآخر انه خارج عن الدين فهذا غير مقبول.
أنا فيما يتعلق بالحجاج المتحصلين على تأشيرات المجاملة لأداء مناسك الحج، فأكد أنه يتوجّب عليهم دفع حقوق الحج في البنك، مشيرا إلى أنّ تأشيرات المجاملة تمنحها السفارة السعودية بطريقة سيادية و من يتحصل على تأشيرة المجاملة يتوجب عليه دفع حقوق الحج في البنك، مؤكدا أنّ من يتحصل على تأشيرة المجاملة يستفيد من خدمات البعثة.