بلباس تقليدي جزائري يعكس الثّقافة العاصمية، تسلّمت نعيمة محرز الجائزة الأولى ضمن فئتها من جوائز مسابقة مشاريع القمّة العالمية لمجتمع المعلومات 2018 المنظمة من قبل الاتحاد الدولي للاتصالات، على مشروعها الذي يحمل عنوان “الوصلة المحورية ذات الألياف البصرية العابرة للصّحراء”، خلال حفل تمّ تنظيمه بمدينة جنيف السويسرية بمشاركة 50 دولة و2000 مشارك نهاية الأسبوع الفارط، لتكون بذلك امرأة سخّرت كل ما تملكه من قدرات لخدمة وطنها وتمثيله في أحسن صورة.
هي واحدة من الجزائريات اللّواتي آمنَّ بإمكانية استرجاع الجزائر لمكانتها الإقليمية كما كانت في القرن التاسع، حيث سيطرت المحروسة على حوض البحر المتوسط وتربّعت على سيادته، هي أحلام كبيرة حملها قلب نعيمة محرز إطار سام في اتصالات الجزائر منذ خطواتها الأولى في طريق النجاح، فكانت فخر المرأة الجزائرية التي خُلقت لتكون وسام شرف لمجتمعها.
ويهتم المشروع الذي قدّمته بالتعاون الدولي والإقليمي في مجال الأنترنت لما له من أثر على المجتمع وعلاقاته بأهداف التنمية المستدامة، وقالت عنه “نعيمة” في اتصال سابق مع “الشعب” إنّ الجزائر طمحت إلى بناء طريق الوحدة الإفريقية، ومن خلال هذا المشروع ستنشئ طريق الوحدة المعلوماتية في القارة أين تكون فيه الجزائر المركز وبوّابة لكل إفريقيا خاصة أنها مقبلة على إطلاق الجيل الخامس.
ويذكر أنّها أقصيت في نفس المنافسة العام الماضي في الدور نصف النهائي، ولكن لم يثن ذلك عزيمتها ولم يمنعها من المشاركة هذه السنة لتتحصّل على المرتبة الأولى في فئتها، وقد تدرّجت نعيمة محرز في مسيرتها المهنية بخطى ثابتة لما تملكه من قدرات ومؤهّلات علمية أهّلتها للعمل بوزارة البريد بعد تخرّجها نهاية التسعينيات أين حرصت على تطوير التطبيقات الرقمية داخلها، وكانت من الأوائل الذين عملوا على وضع الأرضية المعلوماتية للوزارة حتى تتمكّن من الانتقال من الورقي الى الرقمي بسلاسة تستحق بجدارة أن تكون رئيسة المكتب اللوجيستيكي بالوزارة، ولكن انتقالها إلى “اتصالات الجزائر” كان مرحلة جديدة في حياتها المهنية لأنّ “نعيمة” كانت ممّن وضعوا أساساتها الأولى كمؤسسة عمومية جزائرية تأسّست عام 2003 تنشط في مجال الهاتف الثابت والنقال “موبيليس” وخدمات الأنترنت جواب والاتصالات الفضائية أين نشأت بموجب قانون فبراير 2000، المرتبط بإعادة هيكلة قطاع البريد والمواصلات لفصل قطاع البريد عن قطاع الاتصالات، وقد دخلت رسمياً في سوق العمل في 1 يناير 2003.
هذا التفاني منح نعيمة محرز لقب أوّل امرأة “ويب - ماستر” تهتم بتكامل الخدمات على المواقع التي تشرف على وضع بياناتها، وإعطاء حلول رقمية للشركات التي أرادت أن تحذو حذو وزارة الشباب والرياضة النجاح الباهر لـ “نعيمة” وزملائها في وضع أرضية رقمية للألعاب الإفريقية التي احتضنتها الجزائر في 2007، فانهالت العروض عليها من مختلف الوزارات والشركات الكبرى لتصبح مع مرور السنوات إطارا ساميا في اتصالات الجزائر ذات كفاءة عالية في مجالها.