عمل كبير ينتظر الطاقم الفني لتحسين أداء خط الدفاع
يسير المنتخب الوطني في رواق مناسب من الناحية المعنوية بعد الفوز العريض الذي سجله أمام نظيره التنزاني في مباراة ودية تحضيرية، في انتظار التأكيد في اللقاء الثاني المبرمج من تواريخ الفيفا لشهر مارس أمام المنتخب الإيراني يوم الثلاثاء القادم.
«ورشة» الناخب الوطني رابح ماجر بدأت تعرف معالمها ولو أن العمل مازال طويلا وشاقا للوصول إلى المستوى الذي ينتظره كل عشاق الكرة الجزائرية، الذي يمكن «الخضر»، في حالة التأهل، لعب الأدوار الأولى في كأس إفريقيا 2019 بالكاميرون.
ماجر يختارخطة 3 – 4 – 3
قبل الوصول لذلك، فإن تحليل مباراة تنزانيا يبرز حرص الطاقم الفني على إيجاد الطريقة المثلى التي تمكن الفريق الوطني العودة إلى بريقه، حيث أجرى تغييرا على الخطة التكتيكية من خلال اختياره استراتيجية 3 – 4 – 3 التي تحتاج لكثير من الوقت والتعوّد على تطبيقها بشكل أفضل.
وظهر جليا أن اعتماد هذه الخطة يأتي بسبب حرص الناخب الوطني على تأمين وسط الدفاع، الذي عانى لسنوات طويلة، حيث رأينا أن الثلاثي مجاني، بن سبعيني وماندي، وجد بعض الصعوبات في التأقلم مع الوضعية، لاسيما في الشوط الأول. ولاحظنا فراغات كبيرة بين اللاعبين المذكورين، إلى جانب تلقي هدف بسبب غياب التركيز وخلل في تمركز اللاعبين عند تنفيذ الركنية، قبل أن يتم تدارك الموقف في المرحلة الثانية.
وبالرغم من هذه الصعوبات، إلا أن الخطة بحد ذاتها قد تعطي ثمارها في المستقبل في حال إيجاد الحلول في «مفاتيح» الانسجام مع وسط الميدان الدفاعي، وبحسب أغلب الاختصاصيين فإن المستوى سيرتفع مع لعب أكبر عدد ممكن من المقابلات.
بوخنشوش وبن طالب... ارتباك أثّر على أداء المجموعة
فاختيار هذا الدفاع يعطي مسؤولية أكبر لخط الوسط الذي يعد «المحرك الرئيسي للفريق».. وإدخال كل من بن طالب، بوخنشوش، فرحات وسوداني لم يعط ما كان منتظرا في كل الأحوال... فإذا كان فرحات وسوداني مصدري خطر للدفاع التنزاني، بتقديم عديد الكرات للهجوم، فإن الثنائي بوخنشوش وبن طالب كانا بعيدين عن المستوى المطلوب، لاسيما في المرحلة الأولى.
فقد عانى الفريق الوطني من غياب السرعة انطلاقا من الوسط الدفاعي وفتح عديد الفجوات التي استغلها الفريق المنافس، حيث أن لاعب شبيبة القبائل ارتكب بعض الأخطاء في البداية بسبب نقص التجربة، لكن إمكاناته سمحت له بالعودة تدريجيا في المباراة، وقام ماجر بمنحه الثقة الكاملة طيلة المباراة تقريبا، مما قد يمكنه من التطور أكثر.
بونجاح... ينتهز الفرصة ويقدم حلولا للطاقم الفني
النقطة الإيجابية الكبيرة في لقاء تنزانيا تقدم مباشرة لقلب الهجوم بونجاح، الذي استغل الفرصة ليوقع ثنائية بطريقة مميّزة ويطرق بقوة منصبا أساسيا كرأس حربة، بالنظر للفعالية الكبيرة التي أبانها والانسجام مع لاعبي الوسط والهجوم... وبدون شك سيكون لاعب السد القطري من ضمن الأوراق الرابحة التي سيرتكز عليها لعب المنتخب الوطني في المستقبل، بعد أن عانى كثيرا من «توظيفه» في الربع ساعة الأخير من المقابلات.
كما أن محرز أراد أن يقدم الكرات الذكية في الوقت المناسب في عدة مناسبات، أثمرت بعض منها، دون أن نشاهد محرز الذي تابعناه في المقابلات الكبيرة، إلى جانب هني الذي أهدر بعض الكرات المهمة التي أتيحت له.
تقع إجراء بعض التغييرات في لقاء الثلاثاء القادم
وبإجماع عديد الاختصاصيين، فإن المنتخب الوطني كان بإمكانه الخروج بفوز أثقل لو استغلت عناصرنا الوطنية العدد الهائل من الفرص التي أتيحت لها، هو الأمر الذي يؤكد اللعب الهجومي المقدم من أشبال ماجر، وبالتالي فإن أمالا كبيرة تبقى معلقة على هذه التشكيلة التي غابت عنها بعض العناصر الأساسية على غرار سليماني، براهيمي بسبب الإصابة، حيث أن الطاقم الفني يعوّل على هذا الثنائي في المستقبل لإعطاء قوة إضافية للمنتخب الوطني، ولو أن كل المؤشرات تؤكد غياب كلا اللاعبين في المباراة القادمة أمام المنتخب الإيراني.
السؤال الذي يعود دائما في هذا الإطار، هل يجدد ماجر الثقة في نفس المجموعة أمام المنتخب الإيراني ؟
بدون أدنى شك، فإن الطاقم الفني سيعتمد على نفس الخطة بحكم أن التغييرات المستمرة سوف لن تخدم العمل المنهجي. لذلك، فإن ماجر قد يعطي الفرصة لمدافع اتحاد العاصمة شافعي لتعويض مجاني في لقاء الثلاثاء القادم وإدخال مجاني في وسط الميدان لتجنب الوقوع في وضعيات صعبة، خاصة بالنسبة لسرعة مهاجمي المنتخب الإيراني.
في حين أن الرواق الأيسر قد يشغله بن موسى الذي دخل بشكل موفق وقد يكون الحل الأمثل في الخطة المعتمدة، كونه يحسن الدفاع ويشارك بقوة في تدعيم الوسط والهجوم. وقد يجدد الثقة في لاعبي الرواق الأيمن الذي كان أحسن بوجود ماندي وفرحات، هذا الثنائي الذي وجد ضالته مع الخطة الجديدة في المنتخب الوطني، كونه يلعب في نفس الاستراتيجية على مستوى نادييهما.