خلال افتتاحه اليوم الأول من تظاهرة «الجزائر تتنفس شعرا»، أمس الإثنين بالمكتبة الوطنية، وصف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي «بيت الشعر» بالمشروع الذي انتظرناه طويلا، وأنه بدأ كبيرا بما يحمله من رؤية ترمي إلى وضع لبنة قوية في المشهد الثقافي. وأشاد ميهوبي باختيار مناسبتيْ عيد النصر واليوم العالمي للشعر، لما للشعر من بُعد وطني وتاريخي وثقافي.
اعتبر وزير الثقافة أن «بيت الشعر» فتح أبوابه للجزائر العميقة، ولم يتوقف فقط في حدود العاصمة. وأكد ميهوبي على دعمه «بيت الشعر» وأشاد بتفوق الشعراء الجزائريين في مختلف التظاهرات والمناسبات، وهو دليل على أن الشعر الجزائري بخير، كما أشاد بالعلاقة القائمة بين الشعر والجامعة، خاصة مع ما باتت هذه الأخيرة تنتجه من مذكرات تخرج تعنى بأعمال المبدعين الجزائريين.
ودعا وزير الثقافة إلى تذكر القدامى من الشعراء دون إغفال الاهتمام بالشباب، مؤكدا على أن «الشعر باقٍ ما بقي للإنسان شعور». كما أن الشعر الجزائري بدأ يأخذ، حسبه، أشكالا جديدة خاصة مع استخدام التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديث، وقد كان مشروع «قصيدة كليب» محاولة للانخراط في هذا المسار. وأشار ميهوبي إلى أن شعر اليوم صارت قصائده تقدم على الشاشات في الساحات العامة، كما أن للشعر طقوسه في كل مجتمع وأمة.
أما سليمان جوادي فأكد أن «بيت الشعر» الذي يرأسه لا يهدف إلى أن يكون بديلا أو منافسا لهيئة أو جمعية. ويأتي هذا النشاط الأول لـ»بيت الشعر» ليحتفي بعيد النصر، ويفسح المجال للأصوات الشعرية الجزائرية الشابة القادمة من مختلف أنحاء الوطن للتعبير على ما يجول بخواطرها، وسانحة لدراسة الأعمال الشعرية الموجودة والتطرق إلى مختلف الأعمال السابقة.
من جهته، تحدث رئيس اللجنة العلمية الدكتور عبد القادر رابحي عن «حلم أصبح حقيقة»، وسانحة لاستذكار الشعراء الراحلين منهم والأحياء، مضيفا أن فريق «بيت الشعر» حاول في هذا الملتقى أن يرى بعين الشعراء وبالعين التي ترى الشعراء، والتي «تضع الشعر الجزائري في مصاف الشعراء العالميين». كما تحدث رابحي عن العمل على استقدام مختلف الشعراء والباحثين والنقاد من عديد الجامعات.
وتعددت فعاليات تظاهرة «الجزائر تتنفس شعرا» في يومها الأول المحتفي بعيد النصر، وتوزعت على مختلف المنابر الثقافية. ففي المكتبة الوطنية بالحامة رُفعت الجلسة الافتتاحية إلى أرواح الشعراء الغائبين، وعُرض فيلم من إنتاج المركز الدولي للصحافة تحت عنوان «أرواحهم معنا»، عرض صورا لـ46 شاعرة وشاعر، وكانت الصورة الـ47 جماعية ضمّت محمد العيد آل خليفة ومولود معمري ومحمد عون وقدور محمصاجي، قامت بالتقاطها السيدة محمصاجي.
ودائما بالمكتبة الوطنية، شهدت الجلسة العلمية الأولى، التي رُفعت إلى روح الشاعر الأمير عبد القادر، تقديم مداخلة «الراهن الشعري ومواجهة الأعطاب»، ومداخلة «الكتابة الصوفية ودورها في تطوير التجربة الشعرية»، ثم مداخلة «لماذا الشعراء في زمن الشدة؟». كما احتضنت المكتبة الوطنية الجلسة الشعرية الأولى التي رُفعت إلى روح الشاعر سي محند أو محند، وضمت أسماء منها محمد بوطغان، الطيب لسلوس، منيرة سعدة خلخال، عبد القادر مكاريا، وعبد المجيد غريب.
أما المسرح الوطني الجزائري فاحتضن جلسة علمية مرفوعة إلى روح الشاعر كاتب ياسين، تضمنت «أسئلة حول الإبداع وهجرة الأشكال، الهايكو نموذجا»، و»الإيقاع البصري بديلا عن الإيقاع الصوتي»، و»قراءة في الشعر الجزائري المعاصر»، فيما كانت الجلسة الشعرية مرفوعة إلى روح الشاعر عبد الله بوخالفة، مع معرض للكتاب بباحة المسرح، وورشات تكوينية. ولم تغب القراءات الشعرية عن قاعة المقار وقرية الفنانين بزرالدة، على أن تتواصل الفعاليات اليوم الثلاثاء ويوم غد الأربعاء الموافق لليوم العالمي للشعر.