أكد رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، موسى فقي محمد في بيان له حول زيارة العمل التي قام بها من 10 إلى 12 مارس الجاري إلى الجزائر أنه جدد التأكيد مع مستضيفيه الجزائريين على ضرورة القيام «بكل ما يلزم» لضمان نجاح القمة الاستثنائية المرتقبة في 21 مارس 2018 بكيغالي والتي ستخصص للمنطقة القارية الافريقية للتبادل الحر.
وأوضح فقي أن المفوضية ستطرح للتوقيع بمناسبة هذه القمة، على الدول الأعضاء البروتوكول المتعلق بحرية تنقل الأشخاص وبجواز السفر الإفريقي اللذان صادقت عليهما ندوة الاتحاد الافريقي شهر يناير2018 بأديس أبابا «بحيث أنه يتعين في إطار مسار تنفيذ هذه الآلية أخذ الصعوبات الخاصة التي يمكن أن تواجهها البلدان بعين الاعتبار».
ودعا فقي الجزائر إلى الانضمام إلى السوق الموحد للنقل الجوي الذي تم إطلاقه خلال قمة يناير 2018 وانضمت إليه لحد الآن 24 دولة عضوا، مضيفا أن السوق الموحد سيمكن من «رفع عدد الرحلات الجوية بين البلدان الافريقية وتخفيض تكاليفها مما سيشجع المبادلات التجارية والاستثمارات والسياحة كما أن تجسيده سيعزز الشركات الافريقية ويضعها في وضع أفضل لمواجهة منافسة متعاملي النقل الجوي غير الافارقة».
ومن جهة أخرى، أشاد فقي «بالتقدم الهام» المسجل في إنجاز مشاريع البنية التحتية الجهوية في إطار مبادرة الشراكة الجديدة من أجل تنمية افريقيا (نيباد) لاسيما الطريق العابر للصحراء الذي سيربط الجزائر العاصمة بلاغوس بنيجيريا على طول 4.500 كم منها 225 كم بالنيجر مازالت لم تعبّد حيث تم مؤخرا اطلاق تمويل هذا الجزء.»
وفيما يتعلق بالربط الألياف البصرية (4.500 كم) بين الجزائر والنيجر ونيجيريا وتشاد منها 2.700 كم على الأراضي الجزائرية وقد تم الانتهاء من انجازها أما أنبوب نقل الغاز العابر للصحراء الذي يبلغ طوله حوالي 4.200 كم والممتد بين الجزائر والنيجر ونيجيريا ويضم تفرعات نحو دول أخرى من المنطقة الإقليمية. كما أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي عن تقدير الاتحاد الافريقي للجزائر «لالتزامها، بما في ذلك ماليا، لصالح هذه المشاريع الرامية إلى فتح طريق للتنمية من خلال فك العزلة على تلك المنطقة الإقليمية وترقية التجارة».
أما بالنسبة لقضية الصحراء الغربية، «طلب رئيس المفوضية من الجزائر وجهة نظرها باعتبارها بلدا جارا حول أفضل الوسائل والطرق لتنفيذ المهمة التي أسندتها له ندوة الاتحاد» مضيفا أنه وبالتشاور مع رئيس الاتحاد «أنه يتعين عليه في هذا السياق طرح تقرير حول كيفيات مساهمة الاتحاد الأفريقي في البحث عن حل في إطار قرارات ولوائح الاتحاد الأفريقي ومجلس الامن الدولي ذات الصلة».
وبخصوص مالي، تقدم رئيس المفوضية «بشكره للجزائر على دورها الحاسم بصفتها قائد الوساطة ورئيسة لجنة متابعة اتفاق السلم والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر»، مبرزا ضرورة «الاشراك الدائم» للجزائر والاتحاد الأفريقي لدعم استكمال تطبيق الاتفاق.
وفي الشأن الليبي، أعرب فقي والمسؤولون الجزائريون عن «انشغالهم العميق وشددوا على ضرورة تنسيق مكثف للجهود على اعتبار أن كل مسار يجب أن يتكفل به الليبيون بأنفسهم».
أما فما يتعلق بمكافحة الإرهاب، فقد أعرب رئيس المفوضية الافريقية «عن تقدير الاتحاد الافريقي للجزائر نظير مساهمتها «المتميزة» في محاربة هذه الآفة، مضيفا ان «أفريقيا لديها الكثير ما تتعلّمه من الجزائر مبرزا دور «الرائد» الذي منح للرئيس بوتفليقة في هذا المجال».
وأشاد رئيس المفوضية بانعقاد الاجتماع المختلط رفيع المستوى بداية شهر أبريل بالجزائر العاصمة حول تمويل الإرهاب بأفريقيا تطبيقا للأحكام ذات الصلة الواردة في بيان الاجتماع 45 لمجلس السلم والأمن المنعقد بنيروبي في سبتمبر 2014.
كما أثنى فقي على الجزائر نظير دعمها المتميز بالصمت والتواضع لبلدان المنطقة»، مضيفا أنه أَطلع المسؤولين الجزائريين على انعقاد اجتماع حول الساحل بنواكشوط نهاية الشهر الحالي بمبادرة من الاتحاد الافريقي من أجل تناسق أكبر بين مختلف المبادرات الجارية في المنطقة.