كشف، أمس، وزير الطاقة، مصطفى قيطوني، عزم الجزائر مواصلة الاستثمارات في القطاع الخاصة بالتطوير والاستغلال، والمدرجة في مخطط التنمية، رغم صعوبة الظرف المالي مؤكدا وجود بدائل ووسائل أخرى تضمن تمويل المشاريع.
أبرز ممثل الحكومة أن الاستثمارات الضخمة، التي قامت بها الدولة لتطوير قطاع الطاقة في الجزائر وإيصال مادة الكهرباء إلى أبعد نقطة ممكنة والدليل هو بلوغ نسبة التغطية بالكهرباء سقف 99 بالمائة وهي نسبة لم تصلها بعض الدول، يضيف قيطوني.
وأشار الوزير قيطوني خلال زيارة عمل وتفقد قادته، أمس، لعاصمة الأوراس باتنة، لتفقد عدد من المشاريع وإطلاق أخرى، إلى أن مصنع التوربينات الكائن ببلدية عين ياقوت والذي يعتبر الثالث عالميا، سيدخل مرحلة الإنتاج «القوي» بداية من السداسي الأول من سنة القادمة 2019 بقدرة إنتاج 1500 ميغاواط ستوجه لمحطات توليد الكهرباء والغاز بمنطقة أوماش بولاية بسكرة، تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، بهدف القضاء على احتياجات الجزائر من الطاقة، وصولا إلى 28 ألف ميغاواط في غضون 2028.
وأكد المسؤول الأول عن قطاع الطاقة بالجزائر، شروعه في مراجعة قانون المحروقات وإثرائه بإدخال إجراءات قانونية وجبائية جديدة وجذابة لرؤوس الأموال وتكنولوجيا حديثة، ستعطي دفعا قويا للاستثمارات في القطاع من أجل خلق بدائل ثروة جديدة لمواجهة الأزمة النفطية العالمية.
مصنع التوربينات بباتنة سينتج 28 ألف ميغاواط في غضون 2028
وفصل المتحدث بالقول ، أن هذه العملية تسمح للجزائر باستغلال جيد وناجع للموارد الطبيعية والرفع من حجم المداخيل التي تساهم بدورها في تطوير الاقتصاد الوطني. وأضاف الوزير خلال تفقده لمشروع محطة توليد الطاقة ببلدية عين جاسر أن قطاع المحروقات يشهد نقلة نوعية بعد الإصلاحات الكبيرة التي يعرفها خاصة ما تعلق بجلب الاستثمارات.
وببلدية عين ياقوت، مكان تواجد المصنع وقف الوزير على مدى تقدم الأشغال بالمشروع الضخم بمصنع التوربينات، حيث تلقى شروحات حول نشاط المصنع المنجز في إطار شراكة بين جنرال إلكتريك الأمريكية، وشركة سونالغاز القابضة والذي ينتج التوربينات، الخاصة بالغاز والبخار، حيث تقدر حصة الطرف الجزائري بـ 51% مقابل 49% للشريك الأمريكي، برأس مال يقدر بـ 200 مليون دولار.
وحسب الشروحات المقدمة للوزير فقد شرعت الشركة في إنتاج حوالي 8 توربينات سنويا خلال العام الماضي 2017، وهو ما يعادل 2000 ميغاواط من الطاقة الكهربائية، مع إمكانية تصدير الفائض حسب الاتفاق بين الطرفين، في حين ستبلغ معدلات الإدماج المحلية 80% في عام 2027.
وأشار قيطوني خلال معاينته للمشروع إلى ضرورة الاستفادة من خبرة الجامعة الجزائرية لخلق تكامل بين التكوين الجامعي والمشاريع التنموية قيد الإنجاز خاصة الطاقوية منها في إطار توجه الدولة الجديد لتوطين الإستثمار من اجل خلق بدائل ثروة جديدة.
ويعتبر مصنع التوربينات الغازية والبخارية بعين ياقوت ـ حسب وزير الطاقة ـ أكبر مشروع في قارة إفريقيا والعالم العربي لإنتاج التوربينات تابع للشركة الأمريكية جنرال إلكتريك بالشراكة مع شركة سونالغاز يعرف نسبة أشغال متقدمة فاقت 35٪ يتربع على مساحة 40 هكتارا من أصل 130 هكتارا مخصصة للمنطقة الصناعية الجديدة ببلدية عين ياقوت تنتهي به الأشغال هذه السنة حيث سينتج 124 ألف قطعة سنويا.
المحروقات غير التقليدية والطاقات المتجددة في قلب السياسة الطاقوية للدولة
كما توقف، وزير الطاقة، الذي كان مصحوبا بإطارات القطاع بمنطقة النشاطات ببلدية عين ياقوت بولاية باتنة، عند مشروع «أوراس سولار» الخاص بصناعة الألواح الشمسية وهو استثمار خاص أثنى عليه الوزير كثيرا، داعيا إلى توسعة المشروع للمساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي محليا ولما لا وطنيا من الطاقة الشمسية، وتعتبر وحدة أوراس سولار أول مشروع على المستوى الوطني يعمل بالطاقة الشمسية في إطار الشراكة الجزائرية الفرنسية يتربع على مساحة تزيد عن 5 ألاف وخمس مائة متر مربع انطلقت به الأشغال في 2013 بغلاف مالي كبير يفوق 1 مليار دج، بمساهمة من الدولة على أساس قاعدة 51 / 49 حيث تنتج 125 ألف وحدة شمسية سنويا، ما يعادل 30 ميغاواط تمثل حسب العرض التقني المقدم احتياجات أكثر من 30 ألف منزل، وتوظف كمرحلة أولى 50 عاملا في انتظار توسعة النشاط ليضاعف العدد من الإطارات والمهندسين التقنيين الذين تكونوا في الجامعة الجزائرية.
وزير الطاقة كشف على أن رهان الجزائر في مجال الانتقال الطاقوي يكمن في إقامة عدة أنشطة اقتصادية موجهة نحو الطاقات المتجددة على أن تكون بفضل صناعة محلية. وهو ما جعله يرى ضرورة القيام بتحالف بين الاندماج الوطني والطاقات المتجددة على نطاق واسع من خلال نسيج مؤسساتي متكامل يقوم على شراكة حقيقية بين المؤسسات صغيرة والمتوسطة وكذا المناولين.
ودعا الوزير خلال إعطائه لإشارة دخول حيز الخدمة للغاز 500 عائلة بقرية تابقارت ببلدية أولاد سي سليمان، إلى ترشيد استغلال الطاقة الكهربائية عبر الاستعمال العقلاني خاصة من خلال عمليات التحسيس والتوعية وسط المستهلكين في فترات فصلي الصيف والشتاء، نافيا أي زيادة في أسعار الكهرباء والغاز، وتصل نسبة الربط بالغاز بباتنة إلى 85٪ بعد ربط أكثر من 7 آلاف عائلة هذا العام بهذه الطاقة الحيوية.