بلدية حمام بوغرارة منطقة غنية بمحطاتها المعدنية المعروفة وطنيا وفقيرة من حيث مشاريع التنمية التابعة اقليميا لدائرة مغنية والتي تبعد عنها بـ11كلم شرقا من بين أقدم المناطق عـلى المستوى الوطني، حيث تمّ ترقيتها إلى مصف البلديات منذ حوالي 40 سنة خلت أي خلال التقسيم الإداري لسنة 1974، تحدّها شمالا ندرومة وعين الكبيرة، وفي الشمال الغربى بلدية جبالة وجنوبا بوحلو وغربا مغنية والسواني وشرقا صبرة وأولاد رياح وبالشمال الشرقي عين فتاح. تتربع على مساحة تقدر بــ 16.672 هكتار تضم قريتين رئيسيتين: سيدي المشهور والمعازيز بالإضافة الى مقر البلدية، هذه المنطقة التي تصنّف ضمن أهم المناطق السياحية بالوطن بحكم أنه يوجد بها محطتان معدنيتان وهما حمام بوغرارة وحمام الشيقر اللذان لم يشفعا لها بأن تكون ضمن البلديات ذات الركب الاقتصادي والتنموي الهام، لتبقى تعاني نقص الموارد المالية، البطالة.. إلخ.
هذا ورغم أن البلدية تعدّ من أهم البلديات المعروفة وطنيا إلا أن سكان بوغرارة بقراها ومداشرها يعانون نتيجة غياب التنمية بهذه البلدية التي فاق عدد سكانها 13 ألف نسمة والتي حملت من السياحة إلا الاسم، حيث يسعى المجلس البلدي حاليا إلى تجسيد كل المشاريع المتعلقة بالتهيئة على غرار شبكة الطرقات وتحديثها، فك العزلة عن المناطق الريفية والمداشر وحلّ مشاكل البطالة وإعادة بعث النشاط الثقافي والرياضي بالبلدية الذي عرف ركودا رهيبا والإهتمام أيضا بالمجال السياحي ولم لا فتح استثمار أمام الشباب الذين لهم كفاءات في ذلك، مستغلين المؤهلات الطبيعية المتنوعة التي تنتظر الاستغلال العقلاني هذا وعلى ذكر القرى والمداشر التابعة لبلدية حمام بوغرارة المعازيز، بوركبة، سيد المشهور، أولاد الهواري، أولاد عيسى، أولاد بوهنة، أولاد الزمارة، الحجرة الكحلة، والتي هي في الأصل مناطق جبلية وفلاحية بدليل أن أغلب سكانها كانوا يقتاتون من الزيتون، التين ومختلف المحاصيل الأخرى والمنتوجات الزراعية والخضر والفواكه، وكان من الواجب تقديم يدّ المساعدة للمواطنين الذين يعانون في المناطق الريفية ويعيشون في ظروف طبيعية واجتماعية قاسية، خاصة أن بعض من هذه المناطق عانى سكانها سنوات الإرهاب ودفعوا الغالي والنفيس في تلك الفترة، لكن أغلبهم هاجروا قراهم إلى المدن وإلى البلديات المجاورة بحثا عن الأمن ولقمة العيش، حيث إن البلدية اليوم لا يمكنها أن توفر لهذه القرى والمداشر، كل ما هي في حاجة إليه، مما سيدفعهم إلى العمل جاهدين من أجل تقديم ما يمكن تقديمه خلال هذا المخطط الخماسي وهو البرنامج الذي سطرته الدولة في إطار التنمية الريفية المدمجة لتنمية القرى والمداشر من أجل إخراج هؤلاء المواطنين من هذا الوضع وذلك بتخصيص برامج تنموية ريفية تسهر البلديات على انجازها لأنها الأدرى بحاجيات المواطنين والأقرب إليهم من غيرهم، كون الطابع الفلاحي يغلب على هذه المناطق الذي يعتبر المورد الرئيسي للبلدية، إذ فاقت بها المساحة الصالحة للزراعة بـ 9500 هكتار منها أزيد من 900 هكتار مسقية تدعّمت مؤخرا بـحوالي11 بئرا مجهزة بكل وسائله من آلات الضخّ والصهاريج، كما تشتهر المنطقة بالثروة الحيوانية التي يعمل على تربيتها السكان القاطنين بإقليم البلدية من مواشي وأبقار. فبلدية حمام بوغرارة قد استفادت خلال الخمس سنوات الماضية (2007 إلى غاية 2014) من مشاريع كبيرة في جميع القطاعات، حيث من مقر بلدية جديد بغلاف مالي قدره حوالي ثلاثة ملايير سنتيم وصلت به نسبة الأشغال 95 بالمائة، وهو على وشكّ الانتهاء من الأشغال، في انتظار مرافق إدارية أخرى تسعى من خلالها مع السلطات الولائية لتجسيدها بالبلدية كمقر للضمان الاجتماعي وملحقة لمصلحة سونلغاز والجزائرية للمياه، فضلا عن الجهد الكبير المتمثل في إنجاز مشروع ملحقة لمركز الحماية المدنية، خاصة وأن المنطقة تصنّف ضمن البؤر السوداء في حوادث المرور لوجد الطريق الوطني رقم 35 الذي يعبرها زيادة على الطريق السيار شرق ـ غرب، حيث سجّلت المنطقة العشرات من حوادث المرور المميتة والخطيرة، هذا وفي مجال الطاقة والمناجم فقد خطت المنطقة خطوة عملاقة في مجال ربط السكنات بالغاز الطبيعي التي وصلت إلى نسبة 95 بالمائة، حيث لم يبق سوى 5 بالمائة منها خاصة بالبنايات حديثة النشأة.
المياه يوميا في الحنفيات
كما نجحت البلدية في تهيئة كل الأحياء والتجمعات السكنية، أما بخصوص المياه الصالحة للشرب، فالسكان يتزوّدون بالماء 24 سا على 24 سا، حيث تحسّن الوضع كثيرا مقارنة بسنة 2000، حيث كان العطش يضرب أطنابه بالمنطقة خاصة بالنسبة للقريتين سيد المشهور والمعازيز التي استفادت من عملية تجديد شبكة المياه الصالحة للشرب، هذا وتسعى السلطات المحلية هذه السنة مع مديرية الري لربط القريتين من محطة تحلية المياه ببلدية سوق الثلاثاء، لأن سكان القريتين يعانون من نقص هذه المادةخصوصا في فصل الصيف بسبب نقص كمية المياه الشروب لكثرة الطلب عليها، أما بخصوص قنوات صرف المياه المستعملة فقد تمكّنت بلدية حمام بوغـرارة من ربط السكنات بنسبة 85 بالمائة، ونفس الأمر بالنسبة لقراها، هذا وأشارت السلطات البلدية أن الشغل الشاغل لهذه المنطقة هو السكن الهشّ، حيث لا تزال قرابة 300 عائلة تعيش في بيوت قصديرية بالبلدية يعيشون المعاناة نظرا لافتقارها لأدنى متطلبات العيش الكريم، فرغم النداءات التي أطلقتها العائلات إلى الجهات الوصية من أجل تغيير الواقع الذي يعيشونه منذ أكثر من 15 سنة، إلا أنها لم تجد نفعا أمام قلة كوطة السكن يبقى سكان هذه الاكواخ مهددون بالموت في أية لحظة خاصة في فصل الشتاء الذي يشهد مشاكل بيئية جمة، خاصة ارتفاع نسبة الرطوبة صيفا وشتاء التي عادة ما تؤثر على الرضع الذين باتوا يخضعون للمعالجة الطبية ورفع ونسبة الإصابات بالربو، إلى جانب الروائح الكريهة المصحوبة بمختلف أنواع الحشرات الضارة في تلك البيوت التي جلّ جدرانها من مادة الزنك والصفيح، كما اشتكى بعض المنكوبين من مشكل المفرغة العمومية التي لا تبعد عن الحي سوى بـ 500م.
وفي السياق ذاته، أكد بعض المتحدثين أنهم عندما يحدث لهم أي مشكل مع الفيضانات أو انتشار الأمراض يحملون أبناءهم ويهجرون الحي خوفا من أن تكبدهم صحة أبنائهم الصغار، أو يجدون أنفسهم مضطرين بغلق كل نوافـذ وأبواب البيت، وعليه يطالب المتضررون من هذه المأساة بأن تولي السلطات المحلية عناية خاصة بالنظر إلى حجم معاناتهم. رئيس البلدية وفي ردّه حول هذا الانشغال أكد أن سكان بلدية حمام بوغرارة يعيشون أزمة سكن خانقة، فالبلدية لم تستفد سوى من 20 سكنا اجتماعيا بحي الركيزة في بداية 2012، في حين كان هناك 1350 طلب، كون البلدية تعاني مشكل كبير وعويص في مجال السكن بمختلف صيغه، حيث أن الدولة لم تبخل عليهم بمشاريعها في هذا المجال، ولكن المشكل الذي يبقى عائقا على الأزمة وزاد من حدّتها هو نقص في العقار، فالبلدية تشهد نقصا كبيرا في الأماكن والأراضي المخصّصة لإنجاز المشاريع سواء كانت ملك للدولة أو تابعة للبلدية، حتى أن معظم المواطنين الذين استفادوا من إعانات ريفية في الآونة الأخيرة والمقدّرة بــ 210 حصة 95 بالمائة منهم بدون عقود، حيث أن معظمهم يملكون عقود عرفية، بالرغم من أن البلدية مؤخرا استفادت من عملية مسح الأراضي، ليبقى مشكل توقيف منح شهادة الحيازة من السلطات الولائية أكبر معضلة تلاحق المستفيدين من هذه السكنات وإتمام ملفاتهم.
أما بالنسبة لواقع الصحة الذي طُرح بحدّة على مستوى البلدية، تحتوي هذه الأخيرة على أربع مستوصفات اثنان ببلدية حمام بوغرارة المركز وواحدة بقرية سيد المشهور والأخرى بقرية المعازيز، فيما تسعى البلدية مع السلطات الولائية إلى الاستفادة من عـيادة متعدّدة الخدمات التي من المنتظر مستقبلا تخفيف الضغط على المواطنين خاصة المرضى منهم بالبلدية، أما بخصوص سيارة الإسعاف فقد أصبح لابدّ من اقتناء ثلاث سيارات وليس سيارة واحدة لتفادي جميع المشاكل، لأنه إذا تمّ اقتناء سيارة واحدة للبلدية فسيكون هناك احتجاج من طرف قريتي سيد المشهور والمعازيز وتفاديا لأي حساسية أصبح لزوما مناشدة السلطات الولائية الاستعجال في عملية انجاز مشروع العيادة المتعدّدة الخدمات حتى يتمّ اقتناء سيارة إسعاف تكون تحت وصايتها من جهة أخرى وأمام المشكل الذي يعيشه سكان البلدية وقراها والذي كرّس عزلتها المتمثل في الطرقات التي أصبحت مهترئة وغير صالحة للسير خصوصا، مع تساقط الأمطار في فصل الشتاء، أين تتدهور وضعية شبكة الطرقات أكثر فأكثر ما يستوجب تسجيلها كمشاريع هامة في هذا المجال بالتعاون مع مصالح الأشغال العمومية.
تهيئة الهياكل الجوارية
وعن المشاريع المجسّدة كشف رئيس البلدية أن البلدية أشرفت على عملية تهيئة بلدية حمام بوغرارة المركز وعملية ترميم منطقة سردا، إلى جانب منطقة الركيزة والتي تمّ تعبيد بها 45 أو50 بالمائة من شوارعها بالزفت وكذا طريق بلدي من بلدية حمام بوغرارة مرورا بتفيلات إلى مدخل قرية سيد المشهور والطريق الرابط بين قرية سيد المشهور وسيدي علي بن زمرة وهو طريق ولائي، حيث تمّ الاتصال بالسلطات الولائية التي وعدتهم بتعبيده في أقرب الأجال، كما تمّ تعبيد مدخل القرية بالزفت والشطر الرابط بين قرية المعازيز وأولاد عيسى مرورا بجسر أولاد مويلح، كما طمأن رئيس البلدية سكان قريتي سيد المشهور والمعازيز حال الانتهاء من أشغال ربط القريتين بالمياه الصالحة للشرب والغاز الطبيعي خلال هذه السنة سيتم تعبيد كل ممرات شوارع القريتين بالزفت. ويشهد قطاع التعليم تحسنا كبيرا، حيث تحوي البلدية ثلاث مدارس ابتدائية في حالة جيّدة، عرفت مؤخرا عدّة ترميمات إلى جانب تزويد جميعها بمدافىء تشتغل بمادة المازوت.
نفس الأمر بالنسبة لقرية المعازيز التي تعرف إحدى ملحقاتها عمليات الترميم، فيما يخصّ الثانوية والمتوسطة فقد انطلقت بهما الأشغال خلال السداسي الأوّل من السنة الجارية وهي تسير بطريقة متسارعة، أما النقل المدرسي هناك بعض الانشغالات التي طرحـت، ولكن بنسبة ضئيلة جدّا مقارنة بالسنوات الفارطة، حيث يغطي بنسبة 90 بالمائة من الاحتياجات، حيث خصّصت البلدية للطلبة الذين ينتقلون عبر هذه الحافلات المخصص للنقل المدرسي مبلغ رمزي يقدّر بـ 5 دج يدخل في إطار الصيانة حال تعطّـل هذه الحافلات. كما شهدت من جهتها حظيرة البلدية عملية تأهيل وترميم، فضلا عن تجهيزها ببعض العتاد على غرار الحافلات والشاحنات والآليات التي تحتاجها البلدية في عملها اليومي لنظافة المدينة ومحيطها وقراها، خاصة وأن البلدية قطعت شوطا كبيرا وبقي الكثير في هذا المجال كونها منطقة سياحية وتستقبل يوميا العديد من السياح لهذا تمّ تسطير برنامجا خاصا لجمع القمامات يوميا حتى أيام السبت والجمعة من خلال تخصيص فرقة من عمال مناوبة ساهرين على هذه العملية ليلا ونهارا وفي جميع فصول السنة. ليبقى في الأخير قطاع الشباب والرياضة للبلدية حمام بوغرارة الشغل الشاغل للشباب بها، حيث يوجد بالبلدية جمعية واحدة تنشط وفريق واحد ينشط، تقدّم له المساعدات الكافية وعلى قدر المستطاع، فالسنة الماضية استفاد الفريق من مبلغ مالي قدره 160 مليون سنتيم وفي 2011 استفاد من نفس المبلغ، إذ توفّـر لهم السلطات المحلية لهم النقل سواء في الحصص التدريبية أو المباراة، رغم أن الملعب ببلدية حمام بوغرارة بحاجة إلى عملية تهيئة أرضيته ولكن بنسبة قليلة، على عكس ملعب قرية سيد المشهور الذي تمّ تسييجه في انتظار هذه السنة انجاز به غرفة الملابس وتهيئة أرضيته، إلى جانب هذا تمّ ترميم وتهيئة دار الثقافة المتواجدة بمدخل البلدية، كما ستشهد كل من قريتي سيد المشهور والمعازيز عملية الترميم والتهيئة وتزويدهما بفضاء ات الانترنت في القريب العاجل.