أهنئ جمهورنا الذي اختير كسادس أحسن جمهور في العالم
التقينا بأحد أفضل لاعبي مولودية الجزائر في مرحلة العودة، صاحب الـ 11 هدفا في كل المنافسات، منذ إنطلاق الموسم «محمد هشام نقاش» الذي فتح لنا قلبه وتحدث عن سر العودة القوية للعميد في مرحلة العودة، في هذا الحوار الشيّق.
«الشعب»: عدتم بهزيمة من تنقلكم إلى نيجيريا في مواجهة نادي مونتاين أوف فاير، لكنها تبقى نتيجة إيجابية؟
محمد هشام نقاش: بالنظر إلى النتيجة التي انتهى عليها اللقاء بانهزامنا بهدفين لواحد يمكن اعتبارها نتيجة إيجابية خصوصا بالنظر إلى الحالة السيئة لأرضية الميدان التي كانت جد صلبة ولدرجة الحرارة المرتفعة التي لعبنا فيها، نحن كنا على مقعد البدلاء وأصبنا بالإرهاق، لكن بالنظر إلى مجريات المباراة كان بإمكاننا العودة بالفوز خصوصا في المرحلة الأولى التي تحصلنا فيها على عديد الفرص السانحة للتهديف والتي لم نعرف ترجمتها إلى أهداف، خلال هذا اللقاء غيرنا طريقة لعبنا، أين لعبنا متراجعين كثيرا للوراء في المرحلة الأولى واعتمدنا أكثر على الهجمات المعاكسة ورغم ذلك خلقنا عديد الفرص للتسجيل، وفي المرحلة الثانية عدنا إلى طريقة لعبنا المعتادة، أين تمكنا من تعديل النتيجة وفي الوقت الذي بدأنا نستحوذ فيه على الكرة تلقينا هدفا مباغتا من قذفة قوية، من على بعد 40 مترا، كنا قادرين على العودة بالفوز لمحو الكلام الذي يعاد في كل مناسبة بأن المولودية لم تتمكن من الفوز في أدغال إفريقيا منذ 42 سنة، لكن الهدف الذين سجلناه سيكون وزنه كبيرا.
في الدور التمهيدي، كنتم متيقنين من الفوز في العودة والتأهل أمام نادي أوتوهو، نظرا للظروف الصعبة في لقاء الذهاب، هل هو نفس الإحساس مع الفريق النيجيري؟
في مباراة الذهاب أوتوهو لم يكن بالفريق الضعيف كما يتوقعه البعض، وعلى أرضية ميدانهم كانوا أقوياء ولعبوا كرة جميلة رغم أن الهدفين غير شرعيين، في مباراة العودة أحوال الطقس هي التي كانت في صالحنا وتمكنا من الفوز بتسعة أهداف كاملة مع توقيف اللقاء قبل وقته الأصلي بسبب انسحاب عدد كبير من اللاعبين، وإذا لم تكن تلك الظروف في مباراة العودة كانوا سيخلقون لنا الكثير من المتاعب في ملعب 5 جويلية، خصوصا أن الفارق كان هدفين، الآن نحن محظوظين أننا تمكنا من تسجيل هدف خارج الديار ونحن أمام إلزامية تحقيق الفوز والتأهل، خصوصا أننا على بعد تسعين دقيقة من بلوغ دور المجموعات، وبالتأهل سنكون قد بلغنا هدفنا الأول في الموسم، سنلعب أمام جمهورنا وفي ملعب 5 جويلية الذي كسبنا فيه الكثير من المعالم، وأعتقد أن مولودية الشطر الثاني من الموسم، من الصعب الفوز عليها أمام جمهورها.
بالحديث عن مرحلة العودة لعبتم 13 مواجهة في شهرين، انهزمتم في ثلاثة لقاءات أمام أولمبي المدية وأوتوهو وفي نيجيريا، ما هو سر العودة القوية للعميد في مرحلة العودة ؟
السر الأول هو أن فريق مولودية الجزائر، إذا لاحظتم من الناحية البدنية نشعر بأننا أفضل بكثير من كل الفرق وننهي التسعين دقيقة دون عناء رغم أننا نلعب في الآونة الأخيرة بمعدل مباراة كل ثلاثة أيام، وذلك راجع إلى أن إدارة الفريق انتدبت محضرا بدنيا في المستوى، ويتعلق الأمر بـ «فارس بلخير» وبشهادة الجميع يقوم بعمل كبير، بالإضافة إلى توجيهات المدرب الثمينة، في البداية كان من الصعب علينا تفهم ما يطلبه منا لأنه كان في كل مرة يطلب منا المزيد مع «عقلية « اللاعب الجزائري الذي لا يريد إضافة جهد أكثر، لكن مع مرور الوقت تيقنا بأننا سنكبر وبالفعل كبرنا وحققنا نتائج جيدة في كل المنافسات التي نلعب فيها، والآن لدينا مجموعة جدية وكلنا سواسية ونعتبر نفسنا كأننا عائلة واحدة، وهذا هو سر عودتنا القوية في مرحلة العودة، وبداخل كل لاعب في المجموعة نعي جيدا أنه بإمكاننا الفوز على الأقل بلقب وحيد في نهاية الموسم.
هل تعتقد بأن الانتدابات التي قامت بها الإدارة في الميركاتو الشتوي، زادت من قوتكم في مرحلة العودة؟
بطبيعة الحال، قاموا بانتداب لاعبين في المستوى على غرار المهاجم «سويبع» الذي يقوم بمباريات كبيرة، حتى أنا قلّ عليّ الضغط بما أني كنت المهاجم الوحيد في الفريق، وكان لزاما عليا القيام بكل العمل بمفردي: التسجيل وتقديم الكرات والعودة إلى وسط الميدان للدفاع واسترجاع الكرات، وهذا لم يكن أمرا سهلا بالنسبة لي ولا يمكن أن ألعب كل المباريات بمستوى واحد ما جعلني أظهر بوجه محتشم في مرحلة الذهاب، الآن ألعب بنوع من الراحة والتدعيمات جلبت ثمارها.
حتى أنت تحرّرت بتسجيلك لعدة أهداف وأصبحت تشكل ثنائيا قويا مع «سويبع» في الهجوم، أليس كذلك؟
كما قلت لك منذ قليل الآن أتقاسم العمل الهجومي مع «سويبع» وهو ما جعل هجومنا أقوى، لدي الحظ أني لاعب متعدد المناصب بحكم التكوين الذي تلقيته في أكاديمية بارادو التي تخرجت منها، يمكن أن ألعب في منصب مهاجم صريح، كما يمكنني اللعب كجناح أيمن وأيسر وبالتالي ألعب في كل المناصب، وأريد أن أوضح أمرا هاما، في المولودية لا نلعب بمهاجميْن نلعب بطريقة (4-3-3) وألعب كمتوسط ميدان هجومي على الناحية اليمنى.
مولودية الجزائر الفريق الوحيد في البطولة الوطنية الذي يلعب على ثلاث جبهات، ألا يزيد ذلك عليكم الضغط خصوصا أن أنصار الفريق يريدون الألقاب؟
أؤكد لك بأن الضغط زاد وهذا أمر طبيعي، لكن الجميع يعي بأنه لما يتعاقد مع المولودية ويحمل ألوانها سيلعب بالضغط في كل المباريات، لا يمكن أن نعتبر بأن الضغط سلبي بل هو إيجابي، المولودية فريق يلعب من أجل حصد الألقاب ولدينا الفرصة هذا الموسم من أجل لعب ثلاث جبهات تماما مثل السنة الماضية وسنلعبها بقوة، لن نعد بأننا سنتوّج بكل الألقاب في كل المنافسات التي نلعب فيها، لكن كما قلت لك منذ قليل حتى نحن متأكدون بأننا سنفوز على الأقل بلقب هذا الموسم، ولا يجب أن ننسى بأن الفرق الكبيرة أنشأت من أجل اللعب على الألقاب، نحن لاعبي كرة القدم نقوم بمسيرة في كرة القدم كي نصل لنلعب مباريات من الحجم التي تلعب حاليا في ملعب 5 جويلية الأولمبي وأمام 60 ألف متفرج، مهما كان اسم المنافس، وماذا يمكننا أن نطلب أكثر، أي لاعب في الجزائر يتمنى أن يكون مكاننا، وجمهورنا يستحق على الأقل لقبا لنعيد له خيره هو الذي يساندنا بقوة منذ بداية الموسم، وأهنئهم على ما يقدمون فوق المدرجات هذا الموسم أين اختيروا كأحسن 6 جمهور في العالم باللوحات الرائعة التي يصنعونها في المدرجات، كل شيء كبير في الآونة الأخيرة الجمهور والأداء والنتائج، في السابق كانوا يقولون بأن جمهور المولودية جمهور يقوم بالمشاكل داخل وخارج الديار، الآن لدينا جمهور منظم ورائع ويعمل على دفع اللاعبين وخير دليل على ما أقوله عند نهاية المرحلة الأولى في الداربي أمام إتحاد العاصمة كنا منهزمين بهدفين نظيفين، وفريقهم الأفضل في البطولة في مرحلة العودة ولم يتوقفوا عن مساندتنا وتمكنا من تعديل النتيجة بواسطة دعمهم ونصائح المدرب وكنا قادرين على الفوز.
الأنصار كانوا متخوّفين من شهر فيفري الذي تميز بكثافة الرزنامة، إلا أنكم أظهرتم وجها رائعا خصوصا في لقاء شباب قسنطينة؟
مباراة شباب قسنطينة لو تعثرنا فيها كنا سنمر ربما بفترة فراغ وكنا نعي جيدا ما كان ينتظرنا في ذلك اللقاء، نلعب ضد رائد ترتيب البطولة أمام جمهورنا، كان علينا أن ننهي اللقاء بفوز لإرضاء الجمهور، ودخلنا بشعار إذا تريد أن تكون الأفضل يجب عليك أن تفوز على الأفضل، وإذا نريد أن يقال علينا بأن المولودية هي أفضل فريق هذا الموسم يجب أن نفوز على الأفضل في البطولة، وبالعودة إلى شهر فيفري ليس اللاعبون فقط هم من يستحقون الإشادة وحدهم ولا يجب أن ننسى عمل الطاقم الفني الذي يقوم بعمل رائع والمحضر البدني الذي أشكره مرة أخرى على العمل الذي يقوم به رفقة رجال الخفاء الذي ننسى دائما ذكرهم، وهم الطاقم الطبي الذي يستحق الإشادة، لأنه ليس من السهل أن يتم مساعدة اللاعبين على الاسترجاع وهم الذين يلعبون كل ثلاث مباريات وهي بقيمة النهائيات التي نخوضها مائة بالمائة من إمكانياتنا.
لديكم نهائي جديد، يوم الاثنين المقبل، ضد مولودية وهران وصيف البطولة، وربما سيكون اللّقاء الأهم، منذ انطلاق الموسم؟
(يضحك)، لن أقول بأنه الأهم لأن كل لقاءاتنا مهمة، نحن منذ انطلاق مرحلة العودة نلعب نهائيات وليس لأن مولودية وهران هي الوصيف سيكون لقاء استثنائيا، كل لقاءاتنا مهمة سواء نلعب ضد الوصيف أو مباراة محلية أو نلعب متذيل الترتيب وتبقى كل لقاءاتنا نهائيات، الأهم بالنسبة لنا هي أننا سنكتب قصة جميلة بعدما بدأنا الموسم جيدا لإسعاد أنصارنا المميزين في النهاية.
أتذكر تصريحك الأول لما تعاقدت مع العميد، قلت بأنك جئت للفوز بالألقاب، هل تشعر بأن هذا العام هو موسمك للفوز بأول ألقابك؟
أتمنى ذلك، الموسم الفارط أصبت بخيبة أمل كبيرة بعدما انهزمنا وأقصينا في نصف نهائي كأس الجمهورية أمام وفاق سطيف لأنني ورفاقي كنا على بعد 90 دقيقة من النهائي والجميع .. أتمنى أن يتحقق حلمي هذا الموسم أقوم بكل ما لدي فوق أرضية الميدان لمحاولة التتويج بلقب هذا الموسم مع العميد إن شاء الله.