أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة هذا الخميس أنه يحق للمرأة الجزائرية الاعتزاز بالمكاسب والإنجازات التي حققتها منذ الاستقلال وهو المسعى الذي تعمل الدولة جاهدة على استمراره من أجل ترقية مكانتها وتكريس مبدأ المساواة بينها و بين الرجل، سياسيا واجتماعيا.
وفي رسالة لرئيس الجمهورية خلال احتفال أقيم بفندق الاوراسي بالجزائرتحت اشراف الوزير الأول احمد أويحيى بحضور الطاقم الحكومي بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمرأة، قرأها نيابة عنه وزير العدل،حافظ الأختام الطيب لوح، شدد رئيس الجمهورية على أنه "يحق اليوم للمرأة الجزائرية وهي تحتفل بهذه المناسبة العالمية أن تستحضر بفخر واعتزازي ما حققته من مكاسب وأن تعدد الإنجازات وأن تحصي ما قطعته من أشواط على درب التقدم والتطور تعزيزا لمكانتها ومكتسباتها لأن تكون مثالا في محيطها الحضاري والإقليمي".
وقال الرئيس بوتفليقة إن التاريخ سيسجل هذا التقدم "الملموس والملحوظ" كما سيسجل ما أثبتته المرأة الجزائرية "ليس في مرحلة الكفاح التحرري فحسبي بل طوال قرابة ستة عقود من البناء والتشييد تحت شمس الاستقلال وكذا من قدرة على الصمود والتضحية عندما نادى الوطن أبناءه وبناته للوثبة وللتضحية من أجل بقاء الدولة الجزائر ومكتسباتها أثناء المأساة الوطنية الأليمة".
وذكر رئيس الجمهورية بأن ثورة نوفمبر المجيدة التي أثمرت عن تحرير الوطن،أفرزت كذلك مكتسبات تصب في صالح المرأة, من بينها تحريرها سياسيا وإعطاؤها حقوقا و مساواة، وهو الخيار الذي "عملنا جاهدين لاستمراره"، فيما يتعلق بترقية حقوق المرأة و "جعلها سياسيا واجتماعيا في مساواة مع أخيها المواطن".
وأضاف يقول في هذا الصدد "يحق لشبعنا أن يعتز بتكريس التساوي بين بناته وأبنائه في فضاء التدريس والتعليمي بل نشهد في الميدان تقدم الطالبات في العدد على إخوانهن الطلاب" كما "يحق للجزائريين والجزائريات أن يعتزوا بكل ما ولجته المرأة من مجالات في عالم الشغل ليس في بعض المهن ذات الطابع الاجتماعي فحسب مثلما يوجد في دول أخرى بل حتى في فضاء الدفاع الوطني وأسلاك الأمن حيث أصبحت الجزائرية تتقلد أسمى الرتب وتتحمل أعلى المسؤوليات".
ونفس الأمر بالنسبة للمجال الاقتصادي،الذي أصبحت فيه المرأة "تقترب من التساوي مع أخيها الرجل في إنشاء المؤسسات الاقتصادية خاصة في جيل الشباب"يتابع رئيس الدولة الذي سجل اعتزازه بالمسؤوليات التي تتقلدها المرأة في هذا الفضاء سواء تعلق الأمر بقيادة مؤسسات هامة أو قيادة حركات أرباب العمل.
كما ذكر أيضا في ذات الإطار بالدور "الفعال" الذي قامت به الدولة في ترقية المشاركة الاقتصادية للمرأة الريفية من خلال تكريس العديد من الأجهزة المشجعة لمبادراتها.
وبالإضافة إلى كل هذا التطور "النوعي"، يأتي ما تم تحقيقه منذ عشرية من ترسيخ وترقية لمكانة المرأة في الفضاء السياسي، حيث سمحت التدابير الدستورية والتشريعية المتخذة بجعل الجزائر اليوم "رائدة في مجال وجود المرأة في البرلمان" بإحصاء 130 برلمانية فضلا عن التوسيع المستمر لعدد النساء في المجالس المحلية المنتخبة و هو ما يعد مصدرا للاعتزاز يقول رئيس الجمهورية.
وفي هذا الإطار، أبرز الرئيس بوتفليقة حرصه على الاستمرار في هذا النهج والتقدم فيه من خلال إقرار مسؤولية الدولة بالعمل من أجل الوصول إلى المناصفة بين المرأة والرجل في عالم الشغل و ترقية وصول المرأة إلى مناصب المسؤولية في المؤسسات والإدارات العمومية و الفضاء الاقتصادي و ذلك من خلال التعديل الدستوري الأخير.
وخلص رئيس الجمهورية إلى التذكير بأن مسيرة المرأة في الجزائر "الثرية بالمكتسبات والتقدم"، تجعل من هذا اليوم العالمي "محطة للاعتزاز بالوطن و ببناته وليس يوما للنضال والمطالبة مثلما هو الشأن في العديد من فضاءات العالمي بما فيها بلدان متقدمة ما يزال فيها النضال على سبيل المثالي لتحقيق المساواة في الأجور".
المرأة الجزائرية حصن من الحصون "الضامنة لاستقرار البلاد"
كما أكد بوتفليقة ان المرأة الجزائرية "حصن من الحصون الضامنة لاستقرار البلاد"،داعيا إياها إلى مضاعفة جهودها حتى تكون في مستوى المسؤولية الواقعة على كاهلها في بناء مستقبل الجزائر ،داعيا اياها إلى "مضاعفة جهودها حتى تكون في مستوى الآمال المعلقة عليها والمسؤولية الموكلة إليها في بناء مستقبل الجزائر".
وأكد رئيس الجمهورية بأن المرأة الجزائرية هي اليوم "في طليعة قوى الإصلاح"و"حصنا من الحصوص الضامنة لاستقرار البلاد ورقيها وحصانتها وكسب الرهانات القادمة في دعم مقومات المجتمع الذي سنستمر في بنائه بعزم وثبات" مجتمع يرتكز على "الأصالة و التسامح والتآزر والاعتدال والحداثة" ويقوم على "دولة القانون".
وانتهز رئيس الدولة هذه المناسبة لمناشدة النساء الجزائريات للتكفل بواجباتهن في خدمة الأسرة والوطن،أولها "استمرار المرأة في دورها التاريخي بصيانة أصالتنا وصقل أجيالنا الصاعدة".
وقال بهذا الخصوص "بالفعل لقد قررت الجزائر احتلال مكانتها في كسب العلم والتقدم في عالم اليوم غير أننا واعون جميعا بأن عالم اليوم وآلياته التكنولوجية تتجه كلها في خدمة هيمنة حضارات أخرى حضارات علينا التعايش معها وفرض مكانة لحضارتنا وهويتنا بمكوناتها الاساسية المتمثلة في الاسلام والعربية والأمازيغية وترسيخ مكانة لوطننا المحرر بتضحيات خالدة في تاريخنا الوطني وفي تاريخ العالم المعاصر".
كما تبرز مهمة السهر على تكوين وتهذيب الأجيال الصاعدة كواجب آخر موكل للمرأة الجزائرية، يضيف رئيس الجمهورية الذي ذّكر بحرص الشعب الجزائري على "تغليب الوئام والمصالحة الوطنية على الفتنة والدماري كما قرر في نفس الوقت العمل الدؤوب من أجل مصالحة الجزائريات والجزائريين مع الذات ومع الوطن".
وفي هذا الإطار،اعتبر الرئيس بوتفليقة الخيار "الجوهري" المسجل في ميثاق السلم والمصالحة الذي زكاه الشعب الجزائري بإرادته السّيدة، "ورشة" تستوقف الجميع من أجل تجسيدها على جميع الأصعدة ، ومن هنا يبرز الدور المحوري للأسرة والأم بصفة خاصة، في زرع القيم الوطنية الحضارية والحسّ المدني القوي في الأجيال الصاعدة "لكي نحضّر بذلك أرضية خصبة لدور المدرسة ولكي نقاوم من ذلك المنطلق انتشار العنف في مجتمعنا ونتصدى لآفات المخدرات وما تشكله من خطر على أجيالنا الصاعدةي و على جو الحياة الذي نعمل من اجل الارتقاء به"، يقول رئيس الجمهورية.
كما تتضمن واجبات المرأة أيضا -يتابع رئيس الدولة- زرع ثقافة الجهد والعمل لدى الأجيال ،حيث تعد الجزائر اليوم و"أكثر من أي وقت مضى، في حاجة إلى ترقية روح وثقافة العمل لكي نبني جزائر العزة والكرامة متحررة من التبعية المفرطة للمحروقات".