توجت الطبعة الأولى من الأيام التقنية حول المناولة الصناعية لصناعة المركبات، بالتوقيع على 14 اتفاقية لعل أبرزها تلك التي سيتم بموجبها إنشاء ما لا يقل عن 1000 مؤسسة مصغرة، وذلك بحضور وزير الصناعة والمناجم يوسف يوسفي، ووزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي مراد زمالي، وكشف الأخير بالمناسبة عن استحداث حوالي 17 ألف منصب شغل بموجبها، معتبرا أن سوق السيارات في الجزائر واعد في مجال الشغل.
وقعت أمس عديد المؤسسات الوطنية الأجنبية أمس بفندق الأوراسي، لدى اختتام أشغال الأيام التقنية حول المناولة الصناعية، على 14 اتفاقية تعد خطوة أولى في تجسيد إستراتيجية الحكومة، القائمة على إطلاق صناعة السيارات وتصديرها، بالاعتماد على شبكة مناولة قوية تنطلق في مرحلة أولى في صناعة مكونات السيارات، استكمالا للخطوة الأولى ممثلة في إطلاق مصانع تركيب السيارات.
وبموجب الاتفاقيات الموقعة، التي يتوقع أن تساهم في استحداث 17000 منصب شغل، وفق ما أكد المسؤول الأول على قطاع العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي مراد زمالي، سيتم إنشاء مصانع متخصصة في إنتاج مختلف أنواع قطع غيار السيارات، كما أنه وبموجب اتفاقية ضمت شركة «مجمع غلوبال»، وكذا الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب «أنساج»، والصندوق الوطني للتأمين عن البطالة «كناك»، لاستحداث ألف مؤسسة مصغرة.
كما توجت أشغال اللقاء الهام، بعدة توصيات سيتم العمل على تجسيدها، بما يمكن من بعث شبكة مناولة قوية، ولعل أهمها تسريع تطبيق المادة 110 من قانون المالية للعام 2017، والتي تعفي المناولين في قطاع الميكانيك، من الأعباء الجمركية والرسم على القيمة المضافة على مدى 5 أعوام، كما ذكرت حسيبة مقراوي المديرة العامة للتطوير الصناعي والتكنولوجي بوزارة الصناعة والمناجم، توصية أخرى لا تقل أهمية، ويتعلق الأمر بضرورة إنشاء شبكة لوجيستيكية.
وإلى ذلك اقترح المتعاملون المشاركون في الأيام التقنية، وضع برنامج لتطوير المناولة، وكذا التكفل بمسألة الشهادات وكذا انشغال طرح بقوة من قبل كل الأطراف المعنيين بالعملية، وتطوير العلاقات بين المصنعين والمناولين، واعداد برامج تكوينية.
وعلى الأرجح سيتم إنشاء لجنة تعنى بمتابعة ملف المناولة، تجسيدا لإحدى التوصيات، ولم تغفل التوصيات السياسة العمومية التي تشجع استعمال الغاز المسيل كوقود للسيارات، ومن هذا المنطلق تم التركيز على صناعة عتاد تحويل السيارة، وفي هذا الصدد كان ممثل شركة «نفطال» المدير المركزي نوري مصطفى، قد كشف عن إنجاز قطب لتحويل السيارات لإنتاج 20 ألف عتاد سنويا، متوقعا تحويل حوالي 80 إلى 100 ألف سيارة في غضون العام 2018.
محجوبي: إنشاء مركز تقني للمراقبة بقسنطينة...والصناعة العسكرية قاطرة
من جهته، الأمين العام لوزارة الصناعة والمناجم خير الدين محجوبي، وبعدما ذكر أن اللقاء يأتي عملا بتعليمات رئيس الجمهورية، وتجسيدا لمخطط عمل الحكومة، وسجل مشاركة قياسية بتسجيل حضور 800 مشارك، كشف عن إنشاء مركز تقني ميكانيكي بقسنطينة جار إنجازه، للتأكد من سلامة السيارات ومكوناتها التي تركب بالجزائر، وفي السياق اعتبر النصاعة العسكرية قاطرة من قاطرات دفع وتيرة التصنيع في الجزائر، كما دعا المصنعين إلى موافاة الوزارة بقائمة منتوجاتهم.
وفي رده على سؤال طرحه شخصيا، ومفاده لماذا المناولة الآن؟، أفاد محجوبي أن الخيار طرح بعد إطلاق تركيب السيارات في الجزائر، وشروع الجزائر في إنتاج الصلب المسطح، ولاسترجاع الاستثمارات الضخمة طيلة أعوام، أنفقتها الدولة في انجاز البنى التحتية، كما أنه يطرح في وقت تم استحداث 3 أقطاب كبرى للصناعة بالوسط والغرب والشرق الجزائري، إضافة إلى تحسن مناخ الاستثمار بعدما تعزز بقانون الاستثمار الجديد، وقانون يخص المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
كما جزم الأمين العام لوزارة الصناعة والمناجم بالمناسبة، أن الصناعة العسكرية في الجزائر، من القاطرات التي تمكن من دفع وتيرة التصنيع في الجزائر، وفي سياق آخر دعا إلى إعداد قائمة تضم المنتوجات التي تصنع بالجزائر، وحث المناولين على إعداد منظومة تقنية لتنفيذ برامجهم، والعمل بالتنسيق مع بورصة المناولة.