تحوّل مركز الرّدم التقني للنّفايات بأعالي حي سيدي أحمد ببلدية تلاغ جنوب سيدي بلعباس إلى مفرغة عشوائية تهدّد البيئية والصحة العمومية، ما دفع بسكان الحي والمناطق السكنية المجاورة له بمناشدة السلطات المحلية لوضع حد للمشكل وتحويل المفرغة بعيدا عن المجمّع السكني.
أكّد سكان الحي الشعبي المعروف بالقيطنة بتلاغ تواصل معاناتهم مع المفرغة المحاذية لمجمعهم السكني، والتي أضحت تشكّل خطرا حقيقيا على البيئة والصحة العمومية، فمنذ دخولها الخدمة منذ أزيد من 4 سنوات، تفاقمت مشاكل قاطني حي بسبب الروائح المنبعثة التي تسببت في مشاكل صحية للكثيرين خاصة فئة الأطفال، ناهيك عن خطر الحيوانات الضالة والحشرات.
من جهتها كانت السّلطات المحلية لبلدية تلاغ قد قامت بزيارة إلى مركز الردم التقني للنفايات قصد الإطلاع على وضعية المركز، الذي تحول إلى مكان للرمي العشوائي للنفايات وأضر بصحة المواطنين وبنظافة الحي والمدينة على حد سواء، حيث أفاد رئيس المجلس الشعبي البلدي لتلاغ قوتال بوشاقور، أن المفرغة المذكورة تمّ اختيار أرضيتها سنة 2006 بصفة عشوائية وبدون أي مقاييس ومعايير تقنية مدروسة، قبل أن يتم منح هذه المفرغة بالتراضي إلى المؤسسة المسيرة للمركز النفايات سنة 2013، الأمر الذي يتطلب القيام بإجراءات مستعجلة لغلق المفرغة وتحويلها باعتبارها تشكل خطرا بيئيا وصحيا على السكان والمدينة .
هذا ولا تزال العديد من المفارغ العشوائية تشكل نقطة سوداء بالملف البيئي على مستوى الولاية، ومن ذلك المفرغة ببلدية سفيزف شرق الولاية والتي لطالما أرقت سكان المنطقة، حيث سيتم القضاء عليها نهائيا بعد دخول مفرغة المسيد الخدمة، كما تم أيضا إنشاء أربعة مفارغ عمومية بكل من بلديات المرحوم، رأس الماء، المسيد وشيطوان وهي المفارغ التي من شأنها القضاء على عديد المفارغ العشوائية التي تشكل خطرا على البيئة والسكان.
أما المفرغة العشوائية الكائنة بمنطقة الهبارة، والتي تعد مفرغة للنفايات الصلبة فلا تزال الدراسات قائمة من قبل مديرية البيئة بالتنسيق مع الشركاء للقضاء عليها، خاصة وأن عملية إنشاء مفرغة عمومية تتطلب المرور بعدة مراحل باعتبارها من المؤسسات المصنفة التي تتطلب دراسات متخصصة تأخذ بعين الإعتبار كمية النفايات المنتجة والعمر الإفتراضي للمفرغة وكذا مصير المفرغة بعد الإستغلال. هذا وتتواجد أيضا العديد من المفارغ العشوائية لهذه النفايات بالمنطقة الصناعية، حيث تقوم حاليا المديرية الوصية بدراسات دقيقة لإنشاء مراكز لإحتواء هذه النفايات بعد أن تتم الموافقة على إختيار الأرضيات الخاصة بها، الأولى بطريق سيدي لحسن، والثانية بطريق زروالة.
وفي السياق ذاته، تعاني العديد من المساحات الغابية المحيطة بالتجمعات الحضرية من تجاوزات خطيرة في حق الغطاء النباتي، بعد أن استفحلت في الآونة الأخيرة ظاهرة التفريغ العشوائي للنفايات الصلبة المهددة للتنوع البيولوجي، حيث تقوم مصالح الغابات بتحرير عديد المخالفات ضد أصحاب الشاحنات ممن يستغلون المحيط الغابي وحواف الطرقات لإفراغ مخلّفات ضارة بالبيئة.