4200 كلم من خطوط السكة وإنجاز 12500 كلم على المدى المتوسط
أكد وزير الأشغال العمومية والنقل، أن التجربة الفريدة التي خاضتها الجزائر في إطار تحيين وإعادة تهيئة حظيرة النقل بالسكك الحديدية، وذلك على مستوى 7 ورشات وطنية، تساعدها على تكريس التوجه إلى خيار التصنيع المحلي في هذا المجال كأولوية للسلطات العمومية، معتبرا أن اجتماع اللجنة المغاربية الدائمة للشبكات السككية، أمس، بالجزائر ـ التي تترأسها الشبكة الجزائرية ـ مناسبة للاطلاع على أحدث التكنولوجيات الجديدة لتحديث العتاد وتبادل الخبرات والتجارب بين الشركات.
حرص المسؤول الأول على قطاع الأشغال العمومية والنقل، في كلمة ألقاها لدى إشرافه على افتتاح أشغال الملتقى الدولي حول «إعادة تهيئة العتاد القديم: حل اقتصادي موثوق في التحديث والاستخدام الأمثل لحظيرة العتاد المتحرك»، على تأكيد أهمية الشركات السككية وارتباطها الوثيق بدعم الاقتصاد، وذكر في السياق أنه «قطاع حساس وحيوي في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وأداة فعالة لتحقيق التوازن الإقليمي وتنمية النشاط التجاري والتنموي».
وبعدما ذكر ببرنامج رئيس الجمهورية، الذي أعطى الأولوية لمختلف أنماط النقل سواء تعلق الأمر بالبنى القاعدية والمنشآت والوسائل، لافتا إلى مزايا النقل السككي التفاضلية، بتمكينه من نقل عدد كبير من المسافرين، وكمية كبيرة من البضائع بسعر أقل، وبتلوث أقل أيضا، ومن هذا المنطلق ـ استطرد زعلان ـ سطرت الحكومة برنامجا طموحا لتحديث وعصرنة عتاد الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدة.
ولم يفوت المناسبة، ليذكر أن الجزائر تحصي اليوم 4200 كلم من السكك الحديدية، على أن تصل إلى حدود 6300 كلم على المدى القصير، و12500 كلم على المدى المتوسط، بعدما كان عددها لا يتجاوز 1800 كلم، وذلك بالموازاة مع برنامج استثماري ضخم، وتحسبا لاستلامه واستغلاله، شرعت الشركة في تجديد حظيرتها من خلال عتاد جديد بمواصفات عالمية، موازاة مع إصلاح العتاد القديم.
واستنادا إلى الوزير الوصي، فإن الوضع الاقتصادي الدولي والوطني الراهن، يتطلب وضع حيز التنفيذ، سياسة ناجعة مبنية على حلول وطنية، للتوجه إلى استثمار بأقل التكاليف مع مراعاة عنصر الجودة والنوعية، ومن جهتها، الحكومة ومن خلال الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، تبنت وفق ما أكد زعلان إستراتيجية، لإعادة تهيئة العتاد القديم على مستوى ورشات وطنية، مكنتها من اكتساب خبرة هامة في الصيانة، وإلى ذلك اقتصاد مبالغ هامة من العملة الصعبة، كانت توجه إلى اقتناء عتاد جديد.
وبالمناسبة أشار إلى أن الملتقى يتزامن، والدورة 34 للجنة المغاربية الدائمة للشبكات السككية، التي تضم إلى جانب الجزائر، تونس والمغرب وموريتانيا وليبيا، التي تعتبر فرصة للاطلاع على التكنولوجيات الجديدة المتعلقة بتحديث العتاد، وتبادل الخبرات والتجارب بين الشركات المغاربية للنقل بالسكك الحديدية، وبحث إمكانية استشراف أهم الرهانات والتحديات.
إنجاح النموذج الاقتصادي مرهون بإعادة تهيئة الخظيرة
من جهته، نوه المدير العام للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية في كلمة ألقاها بالمناسبة، إلى الجهود التي قامت بها الجزائر في مجال النقل بالسكك الحديدية، والذي تراهن عليه في إنجاح نموذجها الاقتصادي، لافتا إلى انفرادها بتجربة إعادة تهيئة الحظيرة، الذي يساعدها في اقتصاد مبالغ هامة من العملة الصعبة، كما أنه ساهم في اكتساب خبرة محلية هامة في مجال الصيانة، لافتا إلى أن اجتماع اللجنة الدائمة للشبكات السككية، يسمح ببحث التعاون لضمان الربط السككي الأمثل لدعم التبادل الاقتصادي.
ودعا رئيس الاتحاد الدولي للسكك الحديدية إلى تنسيق أعمق، وانخراط في عمل في أفواج العمل التي تعمل على عصرنة القطاع وتماشيه مع المستجدات والاحتياجات، فيما أشار ممثل فرع إفريقيا تيري بيرا إلى أهمية الخطوات التي قطعتها الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، التي باتت تتمتع بتجربة رائدة في مجال إعادة تأهيل حظيرة السكك الحديدية.