تشهد أشغال إنجاز الطريق السيار شرق - غرب، الذي يربط منطقة أحنيف (البويرة) ببجاية الممتد على مسافة 100 كلم صعوبة في الإنجاز على مستوى نفق سيدي عيش على طول 1600 متر، وذلك بسبب المياه تحت الأرض بكميات معتبرة، ونوعية للتربة الهشّة.
في هذا الصدد، أكد عبد النور عفير رئيس مشروع أحفير ـ بجاية، لـ»الشعب»، أنّ أشغال الطريق السيار الرابط بين ولاية بجاية والبويرة، عرفت صعوبة في تقدم الأشغال بنفق سيدي عيش، ليس لنقص الوسائل لكن بسبب رداءة التربة والمياه تحت الأرض، في مقطع لم تتوقعه الدراسات.
وقد لجأ العمال إلى استعمال الأدوات اليدوية، لضمان أمن المنشآت والبنايات التي تنفذ تحتها، علما أن هذا النفق يمتد على طول 1600 متر، حيث تمّ إلى حدّ الآن فتح النفق بالمنطقة الجنوبية أزيد من 400 متر، أكثر من 100 متر من المنطقة الشمالية، وتبقى الأشغال متواصلة لإتمام 1000متر المتبقية، علما أن نسبة الانجاز بلغت بهذا النفق إلى حدّ الآن حوالي 62 بالمائة، ولم يبق سوى قرابة 48 كلم لاستلام الشطر الثاني منه، وهو التحدي الذي رفع للانتهاء الكلي من المشروع في الآجال المحدّدة.
للإشارة، فقد عرف المشروع بعض المعوقات التي تجاوزتها السلطات المحلية، على غرار مشكل الشركة الصينية المتمثل في نقص اليد العاملة في أغلبية المشروع، بالإضافة إلى عراقيل أخرى تتمثل في معارضة بعض مالكي الأراضي، والربط بشبكات الغاز والكهرباء والصرف الصحي، إلا أن الأشغال تواصلت وتمّ انجاز محولات تربط الطريق السريع شرق - غرب بالبويرة، حيث تمّ التعجيل في نزع الألياف الكهربائية التي أعاقت المشروع، وكذا انجاز شبكات الكهرباء، الغاز، وقنوات صرف المياه.
مشروع الطريق السيار شرق - غرب، يشمل إنجاز 46 منشأة فنية، 07 محولات، 13 جسرا، نفق أرضي على طول 1105 متر طولي، 15 جدار دعم، وثلاثة فضاءات خدماتية، موزعة على طول الطريق المؤدي من مدينة بجاية، إلى غاية منطقة أحنيف (البويرة) مرورا بمدن تالة، حمزة، القصر، سيدي عيش، أمالو، أقبو، تازملت، وامشدالة، ويقطع هذا الطريق ولاية بجاية بهضبة الصومام.
ومن شأنه أن يساهم عند نهاية الأشغال في القضاء على الازدحام، وتخفيف الحركة المرورية على هذا المحور من الطريق الوطني رقم 26، كما ستستفيد أيضا من إنجاز هذا المشروع، كل المؤسسات الاقتصادية الصناعية المتواجدة بوادي الصومام، خاصة الواقعة منها بمنطقة نشاطات القصر ومنطقة نشاطات أقبو، وذلك بفعل عجز الطريق الوطني رقم 26 الذي يعبر العديد من المدن، عن الاستجابة لهذه الحاجة الملحّة للتطور الاقتصادي بالمنطقة، حيث إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الازدحام المتكرّر، الذي يتشكّل على مستوى المراكز الحضريّة الكبرى على غرار أوزلاقن، سيدي عيش، وأقبو، ما يجعل الناقلين يضيّعون الكثير من الوقت.
وسيتجسد هذا المشروع في طريقين، مستقيمين وموازيين لوادي الصومام الذي سيمتدان على طوله، كما أنه سيضمن خدمة النقل لخمس مدن تتمثل في تازمالت، أقبو، سيدي عيش، القصر وبجاية، ويشتمل مئات المشاريع الفرعية الأخرى، على غرار نفق سيدي عيش وجسر أقبو.