سكان عنابة يتطلعون لمدينة أفضل
عديد المشاريع تعرفها ولاية عنابة، من شأنها المساهمة في دفع عجلة التنمية المحلية بهذه المدينة، التي عرفت ولسنوات عدة جمودا كبيرا، كاد أن يقضي على مكانتها كقطب سياحي وصناعي واقتصادي، حيث باتت بونة اليوم تشهد حركة تنموية هائلة في مختلف القطاعات، لاسيما الاجتماعية، الاقتصادية والسياحية، حيث ينتظر سكان الولاية بشغف الانتهاء من هذه المشاريع، على رأسها قطاع السكن والذي يعولون عليه كثيرا لإخراجهم من معاناتهم.
في إطار التنمية المحلية بعنابة، خصصت الدولة غلافيا ماليا معتبرا، للاستثمار الصناعي والسياحي، والإسراع في وتيرة انجاز السكنات، وتهيئة الشواطئ، والمنتجعات السياحية، إلى جانب ترميم الطرق والأرصفة، ويتابع والي ولاية عنابة محمد سلماني هذه المشاريع بدقة من خلال خرجاته الميدانية المتواصلة لمختلف بلديات الولاية، مؤكدا على ضرورة بعث مخطط استراتيجي وعقلاني لتسيير مختلف البرامج، والتشديد على الإسراع في إكمال المشاريع المختلفة في مواعيدها المحددة، ودون أي تأخر.
مشاريع سكنية من مختلف الصيغ
يعد ملف السكن من أهم الملفات التي تولي لها السلطات الولائية الأهمية القصوى، حيث تسابق بونة الزمن لاستكمال المشاريع السكنية في مختلف الصيغ، على غرار الصيغة التي تم بعثها مؤخرا السكن الترقوي المدعم، أين تم اختيار المواقع التي ستحتضن هذه المشاريع السكنية والتي تصل إلى 5700 وحدة، بكل من الكاليتوسة، البركة الزرقاء، ذراع الريش وعين جبارة.
وتعتبر “المدينة الجديدة” ذراع الريش من أهم إنجازات الولاية، والتي تتربع على مساحة إجمالية تقدر بـ 1.344 هكتار، وتحتضن أكثر من 44 ألف وحدة سكنية من مختلف الصيغ.
الخرجات الميدانية لوالي ولاية عنابة محمد سلماني كشفت عن التقدم في إنجاز العديد من السكنات، على غرار 2250 مسكن اجتماعي إيجاري بالكاليتوسة، ومشروع إنجاز 290 سكن عمومي إيجاري ببلدية الشرفة، و 200 مسكن عمومي إيجاري بحي البسباسة 1، إلى جانب 408 مسكن بحي واد الزياد ببلدية واد العنب، فضلا عن مشاريع أخرى تتوزع عبر أغلب بلديات عنابة.
مشاريع تدخل حيز النشاط خلال السنة الجارية
05 مشاريع أعلنت عنها السلطات الولائية لعنابة، والتي ستدخل حيز النشاط خلال السنة الجارية، من بينها المركز الجهوي للتربية البدنية والرياضية “كرابس” بسرايدي، والذي يعد من أهم المشاريع الخاصة بالقطاع الرياضي بالولاية، حيث من المنتظر تسليمه في أقرب الآجال، بعد أن عرف تباطأ في إنجازه يعود إلى سنة 2009.
ويتربع المركز على مساحة 6 هكتارات، ويتوفر على ثلاث بنايات خاصة بالمبيت،طاقة استيعابها تفوق 120 سرير، إلى جان ببناء فندق مجهز بمطعم فاخر وقاعة للمحاضرات بسعة 700 مقعد، ومسبح بطول 30 مترا وملعب لكرة قدم بمضمار ألعاب القوى.
من جهة أخرى، سيتم بعث مشروع ازدواجية خط السكة الحديدية الرابط بين عنابة و«رمضان جمال” بولاية سكيكدة، على مسافة 90 كيلومترا، والذي تعول عليه السلطات الولائية لتخفيف الضغط على الطريق الوطني الرابط بين الولايتين، وقد توقف المشروع لأكثر من 20 سنة، حيث كان من المفروض تسليمه سنة 2014.
كما أنه من المنتظر أن يدخل الجامع الكبير حيز النشاط هذه السنة، بعد أن انطلقت الأشغال به سنة 2003، وتوقفت بسبب نقص التمويل، وسيكون الجامع الكبير من أكبر المشاريع التي تعرفها الولاية على اعتبار أنه سيكون صرحا دينيا مميزا، أسندت أشغاله في بادئ الأمر إلى 24 مكتبا أجنبيا، وتأخر تسليمه بسبب تأخر وزارة الشؤون الدينية في تخصيص المبلغ المقدر بـ 300 مليار دج، وضعف التبرعات المالية ليتم تقليص مساحة الجامع ليتربع على 07 هكتارات، وطاقة استيعابه من 15 ألف إلى 10 آلاف مصلي، فضلا عن مساحة خارجية بنفس طاقة استيعاب القاعة المخصصة للمصلين، ويحتوي على مدرسة قرآنية وقاعة مؤتمرات، ودار للفتوى وأخرى للإيواء والرعاية النفسية.
استحداث مناطق للتوسع الصناعي
وقامت ولاية عنابة باستحداث مناطق للتوسع الصناعي بكل من مجاز الغسول وبرحال وعين الصيد، فعنابة تعد ثاني منطقة صناعية بعد الجزائر العاصمة، وسيتم تسليم منطقة التوسع الصناعي بعين الصيد، التي تحاذي الطريق السيار شرق غرب، خلال السنة الجارية 2018، ومن المنتظر أن توفر 1500 منصب شغل، وتستحوذ على مساحة تصل إلى 340 هكتار، كما ستحول إلى منتجع سياحي.
وأكد المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي للولاية على أهمية الاستثمار في هذه المنطقة الصناعية، والتي ستقدم آفاق مستقبلية لتغييرالواقع الاجتماعي لسكان هذه المنطقة، مطالبا بضرورة تقديم تسهيلات للمستثمرين ومرافقتهم لتجسيد مشاريعهم، مع العلم أن هذه المنطقة الصناعية ستحتضن ما يقارب 60 مشروعا من أهمها الصناعات الغذائية وتحويل منتجات فلاحية وخلق قاعدة لوجستيكية لتخزين وتصدير منتجات فلاحية.
أما المنطقة الصناعية لبرحال، والتي تتربع على 367 هكتار، سيحول جزء منها إلى ميناء جاف لاستقبال الحاويات، كما ستكون واجهة لبعث الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وتعول السلطات المحلية على هذه المنطقة للنهوض بالاقتصاد المحلي، وتوفير مناصب الشغل.
في حين تستحوذ المنطقة الصناعية مجاز الغاسول بعين الباردة، على مساحة تتراوح مابين 250 و 340 هكتار، وتتوفر على جميع المقاييس الدولية، وبالخصوص قربها من الطريق السيار في شطره الشرقي الرابط بين منطقتي”بن عزوز” بسكيكدة و«الذرعان” بالطارف، كما أنها قد توفر نحو ألف منصب شغل جديد بين مناص بدائمة وأخرى مؤقتة للقاطنين بالتجمعات السكانية الكبرى التابعة لمنطقة عين الباردة.
النهوض بالسياحة رهان السلطات المحلية
القائمون على قطاع السياحة بعنابة يُراهنون على مناطق التوسع السياحي لبعث مشاريع سياحية، وتخصيص مرافق للاستقبال وتقديم خدمات نوعية، وعلى هذا الأساس يعرف كورنيش عنابة المرتبط مباشرة بوادي بوقراط إعادة تهيئة، حيث يتوزع على 356 هكتار، ويشمل الكورنيش على 19 قطعة، ستمكن من إنجاز مشاريع سياحية متنوعة، يتم توزيعها على المستثمرين.
وكان مدير السياحة بالولاية نور الدين بونافع، قد أكد أن تهيئة كورنيش المدينة سيساعد في ترقية السياحة، حيث يعد الوجهة السياحية الأولى للوافدين على عنابة من مختلف جهات الوطن والعالم.
إلى جانب ذلك تعد منطقة التوسع السياحي بشطايبي من أهم المشاريع بالجزائر، وستشهد إنجاز فنادق وإقامات سياحية من الطراز العالي والمتوسط بسعة 700 سرير، وشاليهات بـ 300 سرير، فضلا عن مرافق للترفيه، وألعاب التزحلق على المياه والمطاعم المصنفة، ونظرا لأهمية المنطقة أمر وزير السياحة والصناعات التقليدية حسن مرموري في زيارة سابقة له إلى عنابة، بضرورة إعادة الاعتبار لهذه المنطقة التي تعد قطبا سياحيا بامتياز.
كما ستتدعم عنابة في جانبها السياحي بالقرية والمنتجع السياحي بمنطقة “واد بقراط” ببلدية سرايدي، ومشروع القرية السياحية بحي سيدي سالم ببلدية البوني، وهو المشروع الذي ما يزال يرواح مكانه، إلى جانب مشروع مخيم عائلي بمنطقة واد الغنم، والتي تعتبر موقعا استراتيجيا هاما من شأنه أن يكون منطقة جذب سياحي بامتياز، حيث تحتوي على عديد المرافق السياحية باستثمار يفوق 400 مليون دج، تتسع لأكثر من 140 إقامة، وتتمثل في شاليهات خشبية من ثلاث غرف مجهزة ومرفوقة بهياكل خدماتية، على غرار الإطعام، الترفيه والاسترخاء.
وسيشمل الاستثمار السياحي بولاية عنابة، بناء فنادق فاخرة من فئة 4 و5 نجوم، فضلا عن إنجاز فندق يوغرطة بسيدي عاشور، حيث اقترحت مديرية السياحة استغلال واجهته بالطاقة الشمسية المتعددة، ليكون أول فندق ينجز باستعمال الصفائح المعدنية، بالإضافة إلى إنجاز مراكز ترفيهية وتجارية ومحلات خاصة بالصناعات التقليدية لترويج مختلف المنتوجات المحلية.
تهيئة الطرق والبنايات، الأسواق والملاعب الجوارية أولوية
مشاريع متنوعة أخرى تشهدها عنابة وفي مختلف القطاعات، من شأنها أن تعيد للؤلؤة الشرق رونقها ومكانتها السياحية والصناعية والاقتصادية، لا سيما في مجال الطرق، على غرار مشروع النفقين الضخمين، واللذين يشيدان بمقاييس عالمية، بطول 2 كم وبتكلفة وصلت 12 مليار دج، حيث يمتد النفق الأول من الطريق الذي يربط محور “الإخوة كاييل” بالجسر الذي يعبر شارع إفريقيا، إلى المحور المقابل للمركز الاستشفائي الجامعي “ابن رشد” بطول 1700 متر، أما النفق الثاني فيبلغ طوله أكثر من 500 متر ويمر على محور “المحافر”، ومن شأنهما تخفيف الضغط على طرقات عنابة.
إضافة إلى مشروع الجسر الفرعي الذي يربط حي سيبوس بالمدخل الغربي للمدينة سيدي ابراهيم عبر الجسر العملاق، والذي دخل حيز الخدمة شهر أوت المنصرم، حيث يربط الجهة الشرقية بالجهة الغربية في اتجاه الطريق الوطني رقم 44 المحاذي لمدخل سيدي إبراهيم، ويهدف لتخفيف الازدحام وتسهيل الوصول نحو الولايات المجاورة، سكيكدة، قالمة، الطارف وسوق اهراس.
كما تعرف الولاية مشاريع أخرى على غرار إعادة تأهيل الطرقات، مشروع 1000 مقعد بيداغوجي بـ«ألزون” بالمدرسة التحضيرية للعلوم والتقنيات، حيث من المنتظر أن يكون جاهزا للاستغلال، بداية الموسم الجامعي القادم، مشروع مقر المحكمة الإدارية الجديدة، إلى جانب بناء ملاعب جوارية، إعادة تهيئة الحدائق العمومية والبنايات القديمة والابتدائيات، وبناء الأسواق الجوارية في إطار مشروع محاربة التجارة الفوضوية بالولاية.