من بين التكريمات الهامة التي يسعى إليها المثقف والفنان هو عرفان بلده بموهبته والتعريف بها والحديث عن شخصه وعن أعماله وتدوينها للأجيال الصاعدة والتذكير به حتى لا يطال اسمه غبار النسيان، في هذا السياق، استوقف، أمسية أمس، الفنان والممثل عبد الحميد رابية للتذكير باسمين من رواد السينما الجزائرية، وهما الراحلان الممثل والمخرج السينمائي الطاهر حناش، والإعلامي والممثل جمال شندرلي.
كشف عبد الحميد رابية، أن الممثل والمخرج السينمائي الطاهر حناش، كان من رواد الحركة السينمائية في الجزائر، وهو الذي استطاع أن يفرض اسما جزائريا مسلما في الوسط الفني الفرنسي إبان حقبة الاستعمار كما كانت له مشاركة نضالية هامة خلال ثورة التحرير، ولمسة خاصة في الحراك السينمائي للجزائر المستقلة.
أشار رابية خلال ندوة النقاش للذاكرة، التي نشطها، أمس، بمكتبة شايب دزاير التابعة للمؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار، إلى أن الطاهر حناش الذي ولد سنة 1998 بقسنطينة وتوفي سنة 1972، عن عمر يناهز 74 سنة، يعتبر أول سنيمائي مسلم في الجزائر المستعمرة، عايش واشتغل إلى جانب أكبر الأسماء السينمائية الفرنسية بعد أن هاجر إلى فرنسا سنة 1922، وانطلق في هذا المجال من ابسط مهنة فيها ليصل به المطاف إلى التمثيل والإخراج من بعد أن الم بكل المهن وتقنيات صناعة الأفلام السينمائية.»
صور الطاهر حناش يقول رابية: « عدة أفلام في الجزائر، وقد احتك من خلال ذلك بعدة مخرجين وفنانين جزائريين أمثال «محمد التوري، محيي الدين بشطارزي السيدة كلثوم، كما كانت له مكانة أيضا بين أسماء فرنسية وعالمية مثل: جون غبان، فرندالن لوي دي فيناس وغيرهم، ومن أهم أعماله، الفيلم الجزائري مائة بالمائة «غطاسين الصحراء الذي صور سنة 1952 بمنطقة طولقة ببسكرة والذي مثل فيه الراحل جمال الدين شندرلي، والذي رفضت مشاركته في مهرجان كان لأسباب عنصرية».