طباعة هذه الصفحة

الباحثة نجاة ذويب من تونس:

الأدب التّفاعلي الرّقمي بين الإنتاج والتلقي

ايمان . ك

نجاة ذويب وهي باحثة وطالبة دكتوراه بجامعة القيروان في تونس، عضو مخبر تجديد مناهج البحث في البيداغوجيا والإنسانيات برئاسة الدكتور حمادي المسعودي، ومسؤولة التواصل العلمي وممثلة عن دولة تونس بشبكة ضياء للدراسات التي تمثل موقعا أكاديميا مفتوحا لعموم الباحثين في جميع دول العالم، شاركت بمداخلة تحت عنوان الأدب التفاعلي الرقمي بين الإنتاج والتلقي، حاولت من خلالها تحديد مفهوم لهذا الأدب، هذا الجنس الطري العود الذي عالجت فيه علاقة الكاتب الرقمي بمتلقي هذا النص المستحدث، وكيف أن الكاتب وهو يكتب في هذا النص يضع في اعتباره المتلقي، وما هي الشروط التي يجب أن تتوفر في الكاتب الرقمي وفي هذا النوع من المتلقي الذي يجب أن يكون متلقيا رقميا حتى يتحقق كيان هذا النص لأن في هذا النوع من الأدب يصبح للمتلقي نفس الدور تقريبا الذي يلعبه كاتب النص، فإذا كان المؤلف - كما ذكرت - يكتب النص ثم يضعه جانبا، فالقارئ يعيد تشكيل هذا النص ويعمل على إعادة بعثه من جديد وإحيائه، كما أنه إذا كان الكاتب يكتب النص مرة واحدة ويضعه فإن القارئ كلّما جدّد القراءة كلّما تجدّدت معه ولادة هذا النص من جديد.

الأدب ينضوي تحت ما يعرف بالسّرديات التّفاعلية

وتوصّلت الباحثة في المداخلة التي ألقتها خلال فعاليات اليوم الأول من الملتقى، والتي ركّزت من خلالها على التحليل لرواية رقمية بعنوان «عاشقة آدم» للكاتب التونسي المنصف الوهايبي، التي حازت على جائزة الكومار الذهبي سنة 2012، التي تعد أكبر جائزة تمنح للرواية في تونس، إلى أن هذا الأدب ينضوي تحت ما يعرف بالسرديات التفاعلية، والتي لا تتحقق إلا بعد أن يتم التفاعل بين طرفين على غرار ما يحدث في هذه الرواية التي جاءت لتروي محادثة بين شخصين اثنين على «الماسنجر» في علاقة افتراضية بين «السي الحبيب» الذي هو البطل وعاشقته «معيوفة»، والتي نقلها كاتب النص في شكل رواية.
مستقبل الخطاب التّفاعلي العربي وسؤال الهوية
وفي دراستهما حول مستقبل الخطاب التفاعلي العربي وسؤال الهوية، الدكتور أحمد جاب الله والأستاذة ريمة حمريط  توجّها إلى طرح السياق العام الذي أدى إلى ظهور خطابات جديدة والمتمثل أساسا في الحوار والتفاعل بين الثقافات والحضارات، والتحولات التكنولوجية المتقدمة، وانفجار المعرفة والانفتاح على مختلف الوسائط الفنية والتقنية، عبر طرح إشكالية مدى إمكانية إعلانه كخطاب أو كجنس جديد، ثم في إمكانية الإقدام على إنتاجه على النحو الذي يضمن الانتقال من تجربة الاهتمام بالنص المكتوب إلى مثله النص التفاعلي بغض النظر عن الوسيط الموظف للتواصل.
وبناء على جدلية الذات والآخر بين السياق الثقافي العربي والآخر الغربي، في علاقة غير ثابتة ومغايرة، طرح الباحثان العديد من الزوايا التي تستدعي دراستها لتحقيق تكاملية الصورة العامة التي يطرحها إشكالُ الهوية في تعامله مع الخصوصية الإبداعية من الزاوية الشخصية أي هوية المبدع، وزاوية المحتوى المتمثل في المشروع الأدبي، رواية، شعر، مسرح...وهو منظور يتحقق حسبهما بواسطة اللغة وباقتحام مختلف العوالم الثقافية والتفاعل مع تطورات التقانة الحديثة، واستهلاك تقنيات الوسائط الفنية والرقمية الحديثة عوالم التجريب الأدبي من المحتوى أو الشكل وبمشاركة عنصر التفاعل في عملية الإبدال الثقافي على المستوى الأدبي والفني. واهتمّا من خلال دراستهما بواقع هذا الأدب عند العرب، والذي دفع لخلق خطاب جديد يتجسّد بإجراءات وعُدّةٍ متجددة تحت مسمى الخطاب التفاعلي بصورته المعاصرة على صعيد الكتابة وعلى صعيد الأفكار والقيم وحتى على صعيد التلقي «متلق تفاعلي رقمي» يواجه التحديات التقليدية في التلقي.
ومن هنا حاولا الوقوف على مساعي المبدع العربي في دخوله العصر الرقمي، ومحاولاته للتكيف معه عبر إنتاج خطاب تفاعلي متمرّس، وتتبع مسار ظهور هذا الخطاب التفاعلي في الساحة العربية عبر استدراج الإشكالات التي رافقت هذا الزخم الأدبي فيما تعلق بسؤال الهوية والانتماء للإحاطة بطرح قضية القبول والرفض في ظل إسقاطه الحواجز الفاصلة مع الفنون الأخرى.