تحل اليوم الذكرى 47 لتأميم المحروقات، في ظل انعكاسات الأزمة النفطية، التي تعمل الدولة على إدارتها من خلال الإستراتيجية التي وضعتها لتجاوز تداعياتها على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، من خلال تنويع الاقتصاد.
بعزيمة فولاذية، تسعى الجزائر إلى التأقلم مع الوضع الاقتصادي والمالي، حيث مكنت السياسة التي ترتكز عليها مختلف برامج رئيس الجمهورية على التحكم أكثر في الموارد الوطنية، وتسخيرها لتنمية الجانب الاجتماعي، من خلال ترقية مجال التشغيل والإجراءات المتعلقة بالحماية الاجتماعية.
ولا بد ونحن نحتفل بهذه الذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات المصادفة لـ 24 فبراير من كل سنة من التطرق إلى السياسة التي اعتمدتها الدولة من خلال التوظيف الراشد لعائدات الموارد النفطية في ترقية مجال الشغل، والرفع من أجور العمال وكذا التعويضات التي استفادوا منها، والتدابير الموجهة لحماية القدرة الشرائية ودعم المواد الواسعة الاستهلاك، وكذا الاهتمام بالشرائح الأكثر حرمانا في المجتمع، من خلال سياسة الدعم التي تؤكد السلطات العمومية عدم العدول عنها حتى في أحلك الظروف.
يحيي العمال الجزائريون اليوم الذكرى المزدوجة، وقد حققت الطبقة الشغيلة مكاسب كبيرة لا يمكن نكرانها، ويجب الاعتراف بالدور المحوري للطبقة الشغيلة فيها، بداية من القرار السياسي الشجاع الذي اتخذه الرئيس الراحل هواري بومدين سنة 1971 في تأميم المحروقات الذي أعاد للدولة والشعب سيادتهما على الثروة النفطية الوطنية.
من تأميم المحروقات إلى معركة البناء ومواجهة التحديات في ظل التحول الاقتصادي الذي تشهده البلاد، والمساهمة الفعالة في السلم والتنمية الاجتماعية، مع التذكير بعدد المصانع الذي تضاعف خلال الحقبات الأربع، بالإضافة إلى المعالجة وتحويل النفط والغاز، بالإضافة إلى تضاعف طول شبكة النقل، وقد انعكس ذلك على مجال التشغيل حيث تم فتح عشرات الآلاف من مناصب الشغل الدائمة.
ولإحياء هذه المناسبة التاريخية ينظم الاتحاد العام للعمال الجزائريين بمقره، اليوم، احتفالية بذكرى تأسيسه 24 فيفري 1956، تجمع العمال والنقابيين وكذا المتقاعدين، ستخصص إلى المرأة العاملة والنقابية، لإعطاء بعد للتمثيل النسوي في الحركة النقابية وكذا المشاركة في النضال النقابي على مستوى المركزية النقابية.
اللقاء سيتم من خلاله – كما جاء في البيان الذي تسلمت « الشعب» نسخة منه الدفاع عن مصالح العاملات والعمال والحفاظ على المكتسبات التي حققوها في عمر زمني يفوق 60 سنة، هذه المكاسب التي حصلت عليها الطبقة الشغيلة في إطار الحوار الاجتماعي، الذي يغلب المصلحة العليا للبلاد.