أجمع المتدخلون في أشغال اليوم الدراسي الذي احتضنه، أمس، المركز الثقافي الاسلامي لبومرداس، حول العلامة سيدي علي بن أحمد بن محمد البومرداسي، على «ضرورة إعادة الاعتبار لكل الأعلام والرموز الدينية والفكرية التي صنعت تاريخ الولاية على غرار العلامة الشيخ البومرداسي الذي أخذت الولاية اسمه، الشيخ عبد الرحمان الثعالبي وأسماء أخرى لمعت في شتى العلوم هي بحاجة اليوم إلى الإبراز ونفض الغبار على مآثرها الخالدة..
تدخلات الأساتذة الحضور والمشاركين في اليوم الدراسي الممثلين لعدة هيئات إدارية وثقافية انصبت أيضا على «أهمية ترقية الندوة إلى ملتقى وطني أو ولائي يليق بمقام هذا العالم الجليل الذي ترك بصمته في مجال الفقه والتربية والإصلاح انطلاقا من زاويته المعروفة باسم زاوية اولاد بومرداس الفوقانية بمنطقة تيجلابين الذي أسسها ابنه علي بن محمد تحولت لاحقا إلى منارة للعلم ومحج للفقهاء ومركز أيضا للتربية والتعليم والقضاء في العهد الفرنسي وكانت سندا قويا للثورة التحريرية.
وهي المقترحات التي تجاوب معها مدير المركز عبد الكريم ليشاني بتأكيده «أن هذا اليوم الدراسي يعتبر لبنة أولى لسلسلة من الندوات الفكرية والثقافية سطرها المركز بناء على تعليمات وزارة الشؤون الدينية من أجل إعادة الاعتبار لكل هذه الشخصيات الوطنية للتعريف بها وبمآثرها للشباب بما فيها مقترح تنظيم ملتقى ولائي حول شخصية العلامة البومرداسي تحضره عدة شخصيات فكرية وباحثين أكاديميين..
قبل هذا حاول الأساتذة المتدخلين الذين ينحدر بعضهم من الشجرة العائلية للعلامة الشيخ البومرداسي كالشيخ منصور بن جلول والأستاذ مرداس أحمد تقديم بطاقة شخصية عن حياة الفقيه ورحلته العلمية من منطقة مرداس بالمغرب إلى الكرمة ببومرداس، واصفين إياه»بالشخصية العلمية التي جمعت بين صفتين، الأصالة والسند في إشارة إلى نسبه الممتد إلى عائلة الرسول صلى الله عليه وسلم وكذا سمعته العلمية التي تعدت الآفاق وجمعت حوله العديد من الأسماء الفقهية، كما استقبله الحاكم العثماني واستمع إليه وقربه منه بالنظر إلى مكانته العلمية في المجتمع.
كما شكل واقع زاوية اولاد بومرداس الفوقانية المرتبطة باسمه جانبا من النقاش خاصة وأنها ضلت مغلقة لسنوات بسبب الأزمة الأمنية وحاجتها إلى عملية الترميم والتجديد التي حظيت بها مؤخرا في انتظار إعادة فتحها لمريديها الصيف القادم مثلما كشف عنه عضو لجنة الزاوية الشيخ منصور بن احمد، في حين ركز ممثل مديرية الثقافة مصطفى حاج قويدر في تدخله على «مجهودات المديرية في إعادة الاعتبار لكل المعالم الثقافية والدينية بالولاية منها زاوية الشيخ البومرداسي التي صنفت كمعلم ولائي سنة 2008 مع استفادتها من مشروع إعادة ترميم في انتظار تصنيفها وطنيا من طرف وزارة الثقافة على حد قوله، وتساؤلات أخرى حول أسباب غياب العبق الروحي والتاريخي لمدينة أخذت اسم علامة كبير لكنها تاهت وسط ازدحام العصرنة وغياب التواصل بين الأجيال ونقص الفعاليات الثقافية والمواعيد الفكرية الكبرى التي ترمز إلى هذا البعد التاريخي الأصيل.