ضرورة ترقية الحلول السياسية والتسوية السلمية للأزمات
تحادث وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، امس الاثنين، بموسكو، مع نظيره الروسي سرغي لافروف، الذي أجرى معه تقييما للعلاقات الثنائية والتعاون التقني بين البلدين وكذا تبادل واسع لوجهات النظر حول المسائل الجهوية والدولية. وأعرب الوزيران عن ارتياحهما «للعلاقات التاريخية والمتميزة بين الجزائر وروسيا التي تترجم التوجهات الاستراتيجية لقائدي البلدين السيدين عبد العزيز بوتفليقة وفلاديمير بوتين» وكذا «إرادة البلدين في تعزيزهما أكثر وتنويع مجالات التعاون الثنائي وتكثيف المبادلات التجارية والاستثمارات في كلا الطرفين». كم تطرقا في هذا الصدد إلى النتائج المحققة من خلال آليات التعاون الثنائي لاسيما نتائج اللجنة المختلطة للحوار الثنائي الاستراتيجي، واعرابا عن «إرادتهما في مواصلة الجهود من أجل تنفيذها بما يخدم البلدين». وخلال هذا اللقاء تم التأكيد بشكل واسع على «الحركية الاستثنائية» التي تطبع علاقات الصداقة والتعاون والشراكة الجزائرية الروسية وتضفي عليها طابعا «استراتيجيا».
كما سمحت هذه المحادثات بتبادل وجهات النظر والتحليل حول أوضاع الأزمات والنزاعات لاسيما في سوريا وليبيا ومالي ومنطقة الساحل والصحراء الغربية واليمن وكذا القضية الفلسطينية. في هذا الصدد سجل مساهل ولافروف «تطابقا في وجهات النظر حول ضرورة ترقية الحلول السياسية والتسوية السلمية لهذه الأزمات في إطار احترام الشرعية الدولية ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة لاسيما حق الشعوب في تقرير المصير دون تدخل خارجي». كما تطرق الوزيران إلى المسائل المتعلقة بالتصدي الى الراديكالية ومكافحة الارهاب والتطرف العنيف.
في هذا الإطار، تشاطر مساهل مع نظيره الروسي التجربة الجزائرية في هذا المجال والتي تعد مرجعية معترفا بها دوليا لا سيما من خلال دور سياسات التصدي للراديكالية والديموقراطية في مكافحة الإرهاب. كما أبرز الوزيران «ضرورة ترقية أوسع لتنسيق الجهود الدولية لمواجهة التحديات التي يطرحها الإرهاب وعلى وجه الخصوص تلك المرتبطة بعودة المقاتلين الارهابيين الأجانب وتمويل الإرهاب». في ختام المحادثات وقع الوزيران اتفاقية تقضي بإلغاء التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية وللخدمة والذي من شأنه تسهيل تبادل الوفود بين البلدين. تجدر الإشارة الى أن الوزيرين اتفقا على الابقاء على تقليد التشاور المنتظم بين البلدين وتعزيزه.