نجحت بلدية باتنة في كسب رهان القضاء على الوجبات الباردة بالمطاعم المدرسية الخاصة بالإبتدائيات الموجودة بإقليمها، والتي يزيد عددها عن 85 مدرسة ابتدائية، حيث كشف رئيس البلدية المهندس نور الدين ملاخسو عن تخصيص ميزانية كبيرة للتكفل بهذا الانشغال تنفيذا لتعليمات والي باتنة، حيث أشارت مصادر عليمة إلى تخصيص ٥ . ٤ مليار سنتيم لتوفير الوجبات الساخنة عبر 9 مطاعم مدرسية، تم اقتطاعها تحسبا لفصل الشتاء الحالي، وهي العملية التي شرعت فيها البلدية بتقديم 3672 وجبة ساخنة لفائدة تلاميذ عديد المدارس الابتدائية.
تعهّد ملاخسو، خلال إشرافه رفقة الوالي صيودة على فتح بعض المطاعم المدرسية لتقديم الوجبات الساخنة بالقضاء نهائيا على الوجبات الباردة مثمنا بابتدائية أحمد عبوش بحملة، والتي تقدم 450 وجبة غذائية ساخنة لتلاميذ الجهود المبذولة في المجال نزولا عند انشغال أولياء التلاميذ. وكشف «المير» عن تقديم 3672 وجبة ساخنة في اليوم الأول من تشغيل المطاعم المدرسية، في انتظار تعميم العملية تدريجيا على باقي المطاعم المدرسية لتقدم وجبات ساخنة للتلاميذ وفق الشروط الصحية اللازمة.
ورغم المجهودات الكبيرة التي بذلها المجلس الشعبي البلدي لباتنة بالتنسيق مع مختلف الشركاء على توفير الوجبات الساخنة، إلا أن العملية تواجهها عديد الصعوبات والعوائق المتعلقة أساسا بالتأطير البشري للعملية، خاصة ما تعلق منها بغياب اليد العاملة المؤهلة بسبب العجز الكبير المسجل في أغلب المؤسسات التربوية خاصة بعد تجميد التوظيف، ما دفع ببلدية باتنة إلى اللجوء لعمال الحراسة و النظافة قصد تأطير المطاعم.
وخلال تفقّده لبعض المطاعم بالبلدية، أشاد ملاخسو بدور والي الولاية الذي يحرص - حسبه - على ضمان تسيير المطاعم المدرسية في خرجاته الميدانية، من خلال التعليمات الصارمة التي يوجّهها في كل مناسبة للاهتمام بنقل وإطعام التلاميذ خاصة بالطور الابتدائي.
وكان وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي قد أوصى رؤساء المجالس الشعبية البلدية خلال لقائه الأخير بهم بأخذ قضية الإطعام ولنقل المدرسي على محمل الجد، واعتبارها قضية إنسانية تتعلق بالبراءة أكثر منها إدارية.
النّقل المدرسي يؤرق تلاميذ الطّريق الوطني رقم 83 ببسكرة
يعتبر مشكل غياب النقل المدرسي بعاصمة الزيبان بسكرة من بين أكثر المشاكل التي تؤرق السلطات الولائية، رغم المجهودات الكبيرة المبذولة في هذا الشأن، غير أن شساعة الولاية وتعدادها الجغرافي المتزايد حال دون تحقيق تغطية كاملة للتلاميذ بالنقل المدرسي.
وفي هذا الشأن ناشد المئات من أولياء التلاميذ القاطنين بالمناطق القريبة من محور الطريق الوطني رقم 83 بالجهة الشرقية لولاية بسكرة، والذين يدرس أبناؤهم بمختلف المراحل التعليمة الثلاث، من السلطات المعنية ضرورة التدخل العاجل للتكفل بهذا الانشغال الذي أرقهم منذ الدخول المرسي، حيث طالبوا بتوفير وسائل النقل لأبنائهم أو بناء مؤسسات تربوية بالقرب من التجمعات السكنية التي يقطنون بها.
وأكّد أولياء التلاميذ أن أبناءهم أصبحوا غير قادرين على الالتحاق بالمؤسسات التعليمة التي يدرسون بها ويتهربون من ذلك، خاصة في ظل تأخرهم المستمر في الالتحاق بمؤسساتهم التربوية صباحا، ما يجعلهم عرضة للطرد من طرف مدراء المؤسسات التربوية، ما زاد من تفاقم معاناتهم خلال الاضطرابات الجوية الأخيرة التي شهدتها المنطقة، ويشتكون من صعوبة التنقل ذهابا وإياب وينتظرون على قارعة الطريق للالتحاق بالمدارس، حيث يستيقظون باكرا ويتسابقون للظفر بمكان في حافلات النقل الجماعي، والتي ترفض في غالب الأحيان نقلهم بسبب تعدادهم الكبير، ما يحتّم على البعض منهم العودة إلى المنازل وعدم الالتحاق بالمقاعد الدراسة.
كما اشتكى الأولياء من الأسعار التي يفرضها أصحاب سيارات النقل الحضري ما أثقل كاهلهم بمصاريف إضافية هم في غنى عنها، وما زاد الطين بلة وعود المسؤولين المعنيين في كل مرة وخلال كل موسم دراسي بإيجاد حل جذري ونهائي للمشكلة، غير أن شيئا لم يتحقق بعد، ما زاد من ظاهرة التسرب المدرسي، خاصة في أوساط الإناث، اللاتي يرفض أولياءهن التنقل كل يوم إلى مدارس بعيدة وفي ظروف صعبة وخطيرة، بحيث يجبر التلاميذ على النهوض باكرا وكل يوم، للوصول إلى محور الطريق وانتظار وسيلة نقل، وفي حالة غيابها يضطرون إلى قطع مسافات طويلة سيرا على الأقدام، وما يشكله ذلك من خطورة على صحتهم وحياتهم.