أفاد، أمس، الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيي، بأن الحوار هو الحل الوحيد للخروج من مختلف المشاكل التي تواجهها البلاد وفي مقدمتها الإضرابات الوطنية التي تشهدها مختلف القطاعات على غرار التربية والصحة، داعيا موظفي وعمال القطاعين بالتحديد إلى التعقل والعودة للأماكن التي يشتغلون بها، حفاظا على مصلحة التلاميذ والمرضى، مؤكدا أن القانون يكفل حق الإضراب لكن ليس للإضرار بمصالح المواطنين والجزائر.
دعا أويحي، خلال تجمع شعبي حاشد،لإحياء الذكرى 21 لتأسيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، الذي احتضنته عاصمة الزيبان بسكرة، وذلك بالقاعة متعددة الرياضات «سيدي عبدون»، بخلاف ما جرت عليه العادة خلال السنوات الماضية التي كان يحتفل بها في العاصمة، دعا نقابات التربية والصحة إلى تغليب لغة الحوار حفاظا على المصلحة العليا للبلاد.
وكعادته تجنب أويحيي الحديث بصفته وزيرا أول للحكومة خارج نشاطاتها الرسمية، بل اكتفى في كل خطابه الذي حضره كل أعضاء المكتب الوطني للارندي ومناضلي الحزب من مختلف ولايات الوطن، بقعبة الأمين العام للحزب موجها رسائل كثيرة في مختلف القضايا التي تشغل الرأي العام الوطني في الأونة الأخيرة.
دعوة المضربين للتعقل وتغليب لغة الحوار
وذكر زعيم الأرندي بمسيرة الحزب، حيث أشار إلى مشاركته في كل المحطات التي عرفتها الجزائر منذ تأسيسه،حيث وقف التجمع –حسب أويحي- بجانب الرئيس السابق ليامين زروال، الذي وجه له اويحيي تحية خاصة، وبعدها الرئيس بوتفليقة في جميع ورشاته الكبرى لإصلاح الجزائر على غرار الوئام المدني والمصالحة الوطنية، وهما الخياران اللذان سمحا للجزائر باستعادة السلم وإعادة بعث مسار تنميتها يضيف أويحيي.
وأشار منشط التجمع أن الحزب كان في كل مرة يساهم من خلال مناضليه وبرنامجه في ضمان السير الحسن لمؤسسات الدولة، سواء في الحكومة أو بالبرلمان أو حتى بالمجالس المحلية المنتخبة، التي حقق فيها الارندي مؤخرا مكاسب كبيرة مستشهدا بمشاركته الفعالة في التحالف الرئاسي الذي ساهم –حسبه- طيلة عشر سنوات في تعزيز الأغلبية السياسية في بلدنا.
و خصص زعيم الأرندي جزءا هاما من خطابه للحديث عن إصلاحات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مجددا تأكيده دعم الأرندي اللامحدود والمتواصل لبرنامج الرئيس في كل المجالات خاصة ما تعلق بقانون السلم والمصالحة الوطنية الذي اخرج الجزائر من العشرية السوداء التي عصفت بالدولة ودفع الشعب الجزائري لأجل ذلك فاتورة غالية جدا هو الآن غير مستعد للتنازل عن المكاسب التي تحققت بفضل الأمن والاستقرار الذي تنعم به الجزائر.
وعرج أويحي الذي لم يأبه لبعض الأشخاص الذين حاولوا التشويش على خطابه على أهم الانجازات المحققة من خلال البرامج السكنية والمشاريع التنموية التي شيدت في إطار برنامج رئيس الجمهورية، مضيفا أن تحسن الأوضاع الأمنية بفضل جهود رئيس الجمهورية أتاح الفرصة للقضاء على المديونية الخارجية وبعث عديد المشاريع التنموية التي استفاد منها المواطن ومن حقه المطالبة بالمزيد بالطرق القانونية والسلمية والهادئة في رد واضح على نقابات التربية والصحة التي صعدت مؤخرا من حركتها الاحتجاجية.
من يتكفل بالمرضى في المناطق الداخلية في الوطن عند الغاء الخدمة المدنية ؟
رد أويحيى على احتجاجات الأطباء المقيمين، قائلا أنه لا يريد «تصحرا طبيا بالجزائر». مضيفا «من السهل على الوزير أو المسؤول إلغاء الخدمة المدنية للأطباء المقيمين لأنه يسكن بالجزائر العاصمة لكن من سيتكفل بمرضى المناطق الداخلية والجنوبية؟». مخاطبا الأطباء: «قبل أن تحموا حقوقكم احموا وطنكم»، مضيفا: «نحن في التجمع الوطني الديمقراطي نؤيد موقف البرلمان بغرفتيه بشأن احتجاج الأطباء المقيمين». وصرح أيضا: « لقد حان الوقت باسم الديمقراطية وباسم حرية التعبير أن نندد بهذه التصرفات» و’’ يجب أن نشرح للمواطن بأن مثل هذه الأمور لا يمكنها أن تستمر».
دعم الأرندي للرئيس بوتفليقة مبني على قناعتنا بحكمة الرئيس
وخاطب اويحيي شباب الجزائر عبر مناضلي الحزب بالتأكيد على حرص الرئيس بوتفليقة على بعث الأمل وتقويته مذكرا بالمكاسب التي تحققت ويجب الحفاظ عليها بقطاعات السكن، والتربية والتعليم ووكذا بناء المستشفيات، والمساعدات المالية، إضافة إلى الزيادات في الأجور، وخلق مناصب الشغل بما في ذلك التي أنشأها الشباب أنفسهم، وكذلك إلى دعم الفلاحة التي تطورت بشكل أصبحت فيه أسعار منتوجاتها في متناول الجميع.
وبخصوص الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تشهدها الجزائر أكد أويحيي مواصلة دعم الدولة للسياسة الاجتماعية وللعديد من القطاعات التي لها علاقة مباشرة بالقدرة الشرائية للجزائريين، قائلا بان الجزائر «تخوض رهانا لتغليب لغة الحقيقة على المناورات والتغليط». غير أنه أكد رغبته في إعادة النظر في سياسة الإعانات العمومية، مشيدا بالعناية التي توليها الحكومة لإعداد النظام الجديد للإعانات لفائدة الأسر. على الصعيد الأمني، وجه السيد أويحيى تحية للجيش الوطني الشعبي وقوات الأمن على النجاحات المحققة في الميدان والقضاء على بقايا الإرهاب وصد مختلف الشبكات الإجرامية العابرة للحدود ولاسيما تجار السلاح والـمخدرات الذين يريدون زعزعة استقرار الجزائر وجرها لنزاعات هي في غنى عنها يضيف المتحدث.
وأوصى الأمين العام للأرندي مناضلي الحزب بتعزيز تواجدهم في الهيئات الأساسية للحزب، والحفاظ على الديناميكية المستدامة التي تجعل من الأرندي بعد 21 سنة من الوجود، قوة سياسية يحسب لها حسابها على الساحة الوطنية.
الجدير بالذكر أن أحمد أويحيى، كان قد قرر في أخر اجتماع لأعضاء المكتب الوطني لحزبه التجمع الوطني الديمقراطي، تقديم الاحتفالات بذكرى تأسيس الأرندي، التي يفترض أنها بتاريخ 26 فيفري، وذلك لتزامنها مع ارتباطاته الرسمية بعمل الحكومة، التي شغل فيها منصب الوزير الأول، وقد تخللت الاحتفالية، نشاطات ثقافية وجمعوية وتكريمات لبعض القيادات في الحزب.