ندوة دولية بالجزائر حول تجارب الدول الإسلامية في تدريس التربية الإسلامية
أعلن رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الدكتور بو عبد الله غلام الله، أول أمس الخميس، بوهران، عن تنظيم ندوة دولية شهر أفريل المقبل بالجزائر العاصمة حول تدريس التربية الإسلامية بالمؤسسات التعليمية من خلال تجارب الدول الإسلامية.
أوضح غلام الله خلال يوم دراسي نظمه المجلس الإسلامي الأعلى بالتعاون مع مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية لوهران حول موضوع الشباب والتدين أن التظاهرة» الأولى من نوعها بالجزائر» ستعرف مشاركة جامعات ووزارات تشارك في إعداد برنامج المؤتمر، والذي سيتناول مستوى تعليم وتدريس هذه المادة في المنظومات التربوية لمختلف الدول الإسلامية.
وقال إن اللقاء «سيمكننا من الاطلاع على مستوى المعلومات الدينية التي تقدم للشباب الناشئ في المجتمعات الإسلامية على غرار الجزائريين والإيرانيين والمصريين والباكستانيين والهنود والأتراك وغيرهم، وذلك من خلال الإجابة على الأسئلة المتعلّقة بالمعلومات والمعارف التي تقدّم حول الإسلام باعتباره دين الأمة».
وتأتي هذه التظاهرة بعد 25 سنة من إنشاء مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية لوهران وانشغاله بقضايا اللغة والذاكرة وعديد المواضيع الاجتماعية متعددة الأبعاد، لتفتح هذه المؤسسة البحثية المجال واسعا لدراسات الدين والتدين والشباب والظواهر الاجتماعية والثقافية والاقتصادية المرتبطة به بمشاركة أعضاء المجلس الإسلامي الأعلى وخبراء وباحثين في تحولات الظاهرة الاجتماعية.
وقد تم بالمناسبة التوقيع على اتفاقية تعاون بين المجلس الإسلامي الأعلى ومركز البحث في الانثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية أو ما يعرف بـ»الكراسك»، تندرج في إطار توسيع دائرة المعطيات البحثية على الساحة حول عدة مسائل والحاجة إلى دراسات علمية توضع تحت تصرف المؤسسات الرسمية.
وأكّد غلام الله في ندوة صحفية على هامش الحدث أن «المجلس الإسلامي الأعلى جاهز للتطرق لمختلف القضايا والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية من خلال بحوث ستحال إلى الجهاز التنفيذي ليأخذ نتائجها بعين الاعتبار»، معتبرا في الوقت نفسه أنّ «التعاون هو الذي يخلق الحركية».
وتم في هذا الإطار التطرق إلى دراسة بحثية حول المرجعية الدينية للفتوى لدى الشباب، شملت 5077 عيّنة من وهران وغرداية، وأهم ما توصّلت إليه أنّ الفتوى في مجال إمام المسجد تشكّل مرجعا لأغلب الشباب من 18 إلى 35 سنة، فيما تتجه الفئة أقل سنا نحو مرجعيات مكانها أساسا الأنترنت والفضائيات.
كما كشف مدير «الكراسك» جيلالي المستاري في نفس الإطار أنّ أغلبية الشباب خاصة ممن يحاولون البحث عن الفتوى في ممارستهم الدينية يتجهون إلى المرجعيات الأجنبية أكثر من المرجعيات الوطنية، مستطردا «وحتى وإن كان للمرجعيات الوطنية حضور داخل الشباب فمكانها الفضائيات ومنصات الأنترنت أكثر من تلك التي تشغل منابر المساجد».
وأبرز نفس المسؤول أن «الأولوية حاليا هي تشخيص الوضعية دون أحكام دينية أوإعلامية حيث يتوجب على الباحث أن يفهم الظاهرة من حيث الحد المجالي للبحث، لأنّ ظاهرة العولمة جعلت من مجال البحث فضاء مفتوحا يستحيل الحديث فيه عن التدين في منطقة أو بلد بعينه».