دعي عمال سكك الحديد في فرنسا، أمس، للانضمام إلى تظاهرة ينظمها موظفو القطاع العام الشهر المقبل ضد أجندة إصلاحات الرئيس ايمانويل ماكرون في تحرك سيشكل اختبارا رئيسيا لمدى قدرتهم على التأثير.
دعا رئيس الاتحاد العام للعمل (سي جي تي) أكبر نقابة عمالية في فرنسا، إلى التظاهر في 22 مارس المقبل للاحتجاج على خطة حكومية تقضي بإلغاء بعض الامتيازات الممنوحة لعمال السكك.
وجاء إعلان النقابة غداة تسليم حكومة ماكرون الوسطية تقريرا يدعو إلى إصلاح قطاع السكك الحديدية الذي يعاني من المديونية.
وأعلن رئيس الاتحاد العام للعمل فيليب مارتينيز لإذاعة «فرانس انتر» أن «عمال السكك الحديدية سينظمون تظاهرة وطنية في 22 مارس، حيث سيدافعون بالتأكيد عن الخدمات العامة ووظائفهم ووضعهم».
ويتوقع أن تخرج تظاهرة لموظفي القطاع العام في اليوم ذاته ضد عملية إصلاح تتضمن حزمة للاستغناء عن العمالة الزائدة عن الحاجة وتدعو لمزيد من العقود قصيرة الأجل، ويريد ماكرون إلغاء 120 ألف وظيفة في القطاع العام خلال سنواته الخمس في السلطة.
وواجه ماكرون أول سلسلة تظاهرات نظمها الاتحاد العام للعمل في سبتمبر وأكتوبر العام الماضي على خلفية تعديلات أدخلها على قانون العمل، ولم تنجح التظاهرات في ثنيه عنها.
وأثار النصر الذي حققته الحكومة في هذا السياق تساؤلات بشأن مدى احتفاظ اتحادات العمال الفرنسية التي كانت تقلق المسؤولين في الماضي، بقدرتها على تحريك الشارع وتعطيل الخدمات العامة.
وتتزامن تظاهرات 22 مارس مع الذكرى الخمسين لتظاهرة طلابية كبيرة في جامعة قرب باريس في 1968، مهدت لاضرابات عامة شلت البلاد في ماي من نفس العام.
وتعد التظاهرات الواسعة والإضرابات مشهدا معتادا في فرنسا حيث أجبرت الحكومات في الماضي على التراجع عن سياسات معينة، لكن ماكرون تعهد المضي قدما.
والجزء الأكثر حساسية في تقرير إصلاح سكك الحديد والذي عُرض الخميس، يقترح عدم منح العمال الجدد امتيازات التوظيف التاريخية نفسها مثل زملائهم، ومن بينها التقاعد المبكر وضمان العمل مدى الحياة.
وقال كريستوف كاستانييه رئيس حزب «الجمهورية إلى الأمام» الذي ينتمي إليه ماكرون أمس «لا يتعارض مع المنطق القول أنك إذا وظفت موظفين جددا يتعين إعطاؤهم راتبا تقاعدياً مساوياً لما يتقاضاه غيرهم من الفرنسيين».
وقال كاستانييه إنه في المعدل فإن عمال سكك الحديد البالغ عددهم 140 ألفا يتقاعدون بعمر 57,5 سنة مقارنة مع 62 سنة في القطاع الخاص، ويتقاعد سائقو القطارات في أوائل خمسينياتهم.
والتقرير المتعلق بإصلاح سكك الحديد الذي أعده الرئيس السابق للخطوط الجوية الفرنسية جان-سيريل سبينيتا، يقترح 43 تغييرا منها وقف تشغيل خطوط صغيرة خاسرة في مناطق ريفية.