انتفض أول أمس، العشرات من أصحاب شاحنات جمع القمامة بوهران، وخرجوا إلى الشارع مرّة أخرى مطالبين بتسوية أوضاعهم المالية العالقة منذ سنوات، حيث قام المعنيون بركن مركباتهم وسط المدينة وبالضبط بشارع العربي بن مهيدي في وقفة احتجاجية غاضبة شلت بسببها الطرق الرئيسية والفرعية، تنديدا بما أسموه سياسة الكيل بمكيالين المنتهجة في حقهم جراء مطالبتهم بتسوية أوضاعهم المالية العالقة مند سنوات.
وعبّر المحتجون في حديثهم ل«الشعب” عن غضبهم واستنكارهم لتماطل بلدية وهران في معالجة مشاكلهم، في حين نقل مقاولون شباب آخرون شاحناتهم وأغلقوا بها مقر ديوان رئيس البلدية نور الدين بوخاتم منذ الساعات الأولى للصباح وسط تعزيزات أمنية مشددة تخوفا من أي انزلاق أمني.
وعلى ضوء ذلك طالب هؤلاء المسؤول التنفيذي الأول عن تسيير شؤون عاصمة الغرب، مولود شريفي بالتدخل العاجل والإسراع في صرف مستحقاتهم المالية العالقة لدى مصالح عديد البلديات، وفي مقدمتها بلديتي وهران الكبرى وسيدي الشحمي، هذه الديون التي لم تصرف لهم منذ سنة 2014، الأمر الذي دفعهم لتجميد مهامهم، جراء عدم قدرتهم على صرف رواتب وعلاوات سائقي الشاحنات والعمال الملحقين بها.
وكان أصحاب مقاولات جمع القمامة، التي تأسست في إطار تشغيل الشباب، قد تلقوا وعودا من والي وهران يوم 1 فيفري الجاري بتسوية أوضاعهم من خلال تخصيص مبلغ 10 ملايير سنتيم كشطر أول، وأمر مصالح بلدية وهران بإعداد جدول للتسديد، وهو ما تم الأسبوع الماضي، إلا أن العملية توقفت يوم الأحد الفارط، عندما تلقت مصالح المالية لبلدية وهران أمرا بتجميد التسديد.
وتسببت هذه الأزمة في حالة طوارئ لدى قسم النظافة التابع لبلدية وهران الكبرى والمسؤول عن تجميع القمامة عبر اثني عشر قطاعا حضريا تابعا للبلدية، لاسيما مع دخول أزيد من مائة وعشر مؤسسة لتجميع النفايات المنزلية المتعاقدة مع بلدية وهران شهرها الثاني من الإضراب عن العمل وتحوّل عديد الأحياء إلى مفرغة عشوائية بسبب الأوساخ والنفايات المتراكمة في محيطها الداخلي، وهو ما دفع بالمجلس التنفيذي لبلدية وهران التي يرأسها بوخاتم نور الدين إلى التفكير في تدعيم القسم بستة وثلاثين شاحنة نظافة لوضع حد لتأثير إضراب أصحاب شاحنات النظافة.