يشهد المعلم التاريخي ‘حصن قورايا بولاية بجاية تدهورا خطيرا كونه صار عبارة عن أطلال آيلة للسقوط، حيث لوحظ سقوط السقف كليا وتآكل الجدران الخارجية والداخلية، وأصبحت مهدّدة بالانهيار في أية لحظة، ولم تسلم من عوامل التعرية بسبب التساقطات المطرية، التي عملت على خلق شقوق على البنايات تنذر بقرب سقوطها وزوالها.
يعود سبب خراب حصن ‘قورايا’ إلى عدم الاهتمام بهذا المعلم الأثري وإنقاذه من الضياع، في الوقت الذي يرى فيه سكان بجاية أنه يحمل في طياته ذكريات تاريخية ويجب الحفاظ والعناية به، لأنه مبنى تاريخي له أهمية كبيرة على الصعيد المعماري والفني، ووجهة للسياح الذين يغريهم عمران المكان، حيث يستقطب سنويا الآلاف من داخل الوطن وخارجه الذين يتوافدون لاستكشاف معالمها السياحية والتاريخية التي تزخر بها المدينة.
في هذا الصدد أكدت أستاذة التاريخ حدوش يمينة، تزخر ولاية بجاية بالعديد من المعالم التاريخية ومنها حصن ‘قورايا’، وهو من بين أبرز المعالم التي ما تزال شاهدة على حقبة عظيمة مرت بها المنطقة، حيث عند الدخول مدينة بجاية أبرز ما يقابل الزائر ذلك الجبل الشامخ الذي الذي يطبق عليه البجاويون مرقد “يما قورايا”.
و اختلفت الروايات عن تفسير سرّها الذي بقي لغزا حيّر العلماء والباحثين، وهذا ما جعله القبلة الأولى للزوار والمستكشفين الذين يأتون لزيارة هذا الحصن الأسطوري الذي بناه الإسبان، ويقع على علوّ 672 متر عن سطح البحر، عبر مسالك ضيقة ومتعرجة، إلا أنه يشهد تدهورا كبيرا يتطلب التفاتة حقيقية من طرف الجهات الوصية لترميمه.
علما أن الولاية تتميز ببنايات عريقة تدخل ضمن الموروث التاريخي الثقافي المحمي، وعليه يجب الحفاظ عليها والتركيز على دراسات جدية كفيلة في المساهمة للنهوض بالسياحة، مثلما هو الشأن في إعادة تأهيل المحكمة القديمة ببجاية، وهو المشروع الذي فاق غلافه المالي 6ملايير سنيتم، بعد تعرضه يوم 8مارس2011 لانهيار جزء منه.
وهو المعلم الذي تم بناؤه سنة 1928ويعتبر تحفة معمارية نادرة من خلال طبيعة البناء، وتوزيع القاعات وشكله الهندسي الرائع الذي يجعل زائره ينبهر من النموذج الذي يجمع بين الفن المعماري القديم والبصمة الفرنسية، كما استفادت قصبة بجاية من أشغال إعادة تأهيلها.