طباعة هذه الصفحة

تخليدا للذكرى 60 لمجازر ساقية سيدي يوسف

أويحيى يترحم رفقة نظيره التونسي على أرواح الشهداء

قام الوزير الأول أحمد أويحيى رفقة نظيره التونسي يوسف الشاهد، أول أمس، بالترحم على أرواح الشهداء بالنصب التذكاري بمقبرة الشهداء بساقية سيدي يوسف (تونس)، بمناسبة إحياء الذكرى  الستين للمجازر الدامية التي عرفتها هذه المدينة في 8 فبراير 1958.

فبعد استعراض قدمته فرقة تابعة للجوق الرئاسي التونسي على أنغام النشيدين الوطنيين للبلدين، وضع الوزيران الأولان الجزائري والتونسي باقة ورود أمام النصب التذكاري قبل قراءة فاتحة الكتاب على أرواح الشهداء .
إثرها أجرى أحمد أويحيى ويوسف الشاهد محادثات على انفراد بمقر بلدية ساقية سيدي يوسف قبل انعقاد جلسة موسعة بين وفدي البلدين.
وضم الوفد الجزائري المرافق للوزير الأول أحمد أويحيى وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل و وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي ووزير المجاهدين طيب زيتوني بالإضافة إلى الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السعيد عبادو.   
ورافق الوزير الأول التونسي وزير الخارجية خميس الجهيناوي والداخلية لطفي براهم والدفاع عبد الكريم الزبيدي.

...ويؤكد: تخليد الذكرى صون و تعزيز للعلاقات الاستثنائية التي تجمع البلدين

اعتبر الوزير الأول أحمد أويحيى، أول أمس، بساقية سيدي يوسف بتونس، أن تخليد ذكرى شهداء البلدين الذين سقطوا في القصف القاتل في 8 فبراير 1958 يعد «صونا وتعزيزا للعلاقات الاستثنائية التي تجمع شعبينا وبلدينا».
وقال أويحيى في كلمة ألقاها بدار الضيافة ببلدية ساقية سيدي يوسف أمام الوفد التونسي وعلى رأسه الوزير الأول يوسف الشاهد إن «إحياء ذكرى شهداء بلدينا الذي يجمعنا اليوم في ساقية سيدي يوسف يعد إلى جانب النشاطات الاقتصادية و الاجتماعية التي نظمها بلدانا بمناسبة هذه الذكرى الستين فرصة للاستلهام ومناسبة لتقدير كل ما ينبغي أن نقوم به معا في المستقبل لصون و تعزيز هذه العلاقات الاستثنائية التي تجمع شعبينا و بلدينا على أساس الأخوة والتضامن».
وأضاف أويحيى أن العلاقات الجزائرية التونسية «قد ارتقت خلال السنوات الأخيرة إلى مستوى الامتياز تحت قيادة رئيسي الدولتين السيدين عبد العزيز بوتفليقة والباجي قايد السبسي».
وأكد الوزير الأول أن التحديات العديدة التي تواجهها الجزائر وتونس «قد عززت أواصر التضامن والتعاون بين بلدينا في شتى الميادين»، مشيرا إلى أن «قواتنا الأمنية تتعاون بشكل وثيق لمواجهة تحديات الإرهاب الوحشي الذي لا يعرف الحدود».
وقال أويحيى إن الحكومتين الجزائرية والتونسية تعملان سويا على «توسيع مجالات التعاون والمبادلات في جميع القطاعات بما في ذلك على مستوى ولاياتنا ومحافظتنا الحدودية».
وذكر الوزير الأول أنه قد تم التعبير بقوة عن المشاعر التي تكنها الجزائر لتونس وذلك في الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لنظيره التونسي الباجي قايد السبسي بمناسبة إحياء الذكرى الستين لأحداث ساقية سيدي يوسف الدامية.

...ويكشف العمل على بعث مشروع إنشاء منطقة حرة

صرح الوزير الأول أحمد أويحيى، أول أمس، بساقية سيدي يوسف (تونس)، أن الطرفين الجزائري والتونسي يعملان على بعث مشروع إنشاء منطقة اقتصادية مشتركة جزائرية تونسية حرة.
وأكد أويحيى خلال الكلمة التي ألقاها بدار الضيافة ببلدية ساقية سيدي يوسف بمناسبة الإحتفال بالذكرى 60 للقصف الإستعماري لمنطقة ساقية سيدي يوسف أن هذه المبادرة تأتي لتعزيز مجالات التعاون والشراكة الإقتصادية بين البلدين في المجال الإقتصادي والإستثمار.
وأوضح أويحيى أن الحكومتين الجزائرية والتونسية تعملان على فتح ورشة لبعث مشروع هذه المنطقة الإقتصادية بهدف توسيع مجالات التعاون بين البلدين وفتح فرص أكبر للمبادلات التجارية في جميع المجالات بما في ذلك بين الولايات الحدودية الجزائرية والتونسية.

... ويعلن عن تزويد تونس بالغاز الطبيعي الجزائري قريبا

صرح الوزير الأول أحمد أويحيى، أول أمس، بساقية سيدي يوسف (تونس)، أنه سيتم «عما قريب» تزويد تونس بالغاز الطبيعي الجزائري، موضحا أن الغاز الطبيعي الجزائري قد يصل إلى 4 مناطق حدودية تونسية بما في ذلك ساقية سيدي يوسف وقد يكون ذلك - كما قال - في نهاية 2018.
وبعد أن أشار إلى أن التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين وصل إلى 2 مليار دولار من السلع سنويا، إعتبر أنه يتعين انتظار مزيد من الوقت لتكون ورشات التعاون بين البلدين في شتى المجالات «جادة أكثر وفي مستوى تطلعات الشعبين».
من جهته، ذكر الوزير الأول التونسي يوسف الشاهد أن أحداث ساقية سيدي يوسف وحدت الشعبين وهي المناسبة التي تم إغتنامها اليوم للتحدث على مواضيع مهمة منها التعاون الإقتصادي بين البلدين الذي لم يرتق بعد - حسبه - إلى مستوى التعاون السياسي بين الدولتين.
وبعد أن شدد على أهمية التركيز على تنمية المناطق الحدودية بين البلدين، صرح يوسف الشاهد أن هناك تفكير لإنشاء لجان تجتمع بالولايات الحدودية للبلدين التي تمتلك قدرات فلاحية وسياحية وفي مجالات مختلفة.
وأضاف الوزير الأول التونسي «تباحثنا اليوم بحضور وزير الدفاع التونسي ووزيري الداخلية الجزائري والتونسي سبل التنسيق الأمني لمكافحة الإرهاب الذي يعتبر تحديا مشتركا بين البلدين»، مؤكدا أنه «يجب الإرتقاء بالعلاقات بين البلدين والتفكير في إنشاء مناطق حرة.