أكثر من 60 لوحة لأسماء بارزة من عالم الفنون الجميلة
تدعم المتحف العمومي الوطني “سيرتا” بقسنطينة، بقاعة للفنانين التشكيليين والنحاتين الجزائريين تم افتتاحها رسميا، مساء أول أمس، بحضور نخبة كبيرة من المثقفين والفنانين التشكيليين والإعلاميين.
وتحتضن هذه القاعة بالمناسبة وحتى 12 فيفري الجاري، معرضا دائما لـ 30 فنانا تشكيليا حيث تضم أكثر من 60 عملا بين لوحات زيتية ومنمنمات ورسم وخط عربي ومنحوتات.
قالت السيدة “ أمال سلطاني” مديرة متحف “سيرتا” أمام الحضور، إن افتتاح هذه القاعة المهداة للفنانين التشكيليين والنحاتين الجزائريين، وهي الأولى من نوعها، تدخل ضمن النظرة المستقبلية للبرنامج الثقافي والعلمي للمتحف العمومي الوطني “سيرتا”، وهي بمثابة شهادة حية لما قدمه هؤلاء الفنانون من اهتمام بثقافتهم وموروثهم التاريخي الغني، مشيرة الى أن قاعات أخرى سيتم تجديدها وترى النور مستقبلا لتضم أعمالا يحترم فيها الرتيب الكرونولوجي لهذه الأعمال.
أضافت “سلطاني” أن اختيار أكثر من 60 عملا لمرافقة الزائرين في المستقبل، كان أمرا صعبا لكننا احترمنا منذ البداية التوازن الكرونولوجي لتواريخ ميلاد الفنانين التشكيليين وهذا حتى يستطيع الزائر المقارنة بين مختلف الأعمال والحقب التاريخية وأيضا فيما يخص التنوع الذي تحتويه هذه القطع الفنية، مؤكدة في الأخير على أن هذا المعرض هو بمثابة فسحة للمشاهد والزائر للولوج في قلب هذه المجموعة الفنية والتطلع على ما يحتويه التراث الجزائري عبر قسنطينة عاصمة الفن والتاريخ.
مع الذكر، أن إدارة المتحف قدمت بالمناسبة شهادات تقديرية للعديد من الفنانين التشكيليين الذين شاركوا بأعمالهم في هذا المعرض، نذكر من بينهم : الصادق أمين خوجة، عمار علالوش، نور الدين فيلالي و..”.
فنانون تحدثوا عن هذا الفضاء الجديد
وعن هذه المبادرة التي تؤسس لأفق ثقافي جديد يخرج المتحف العمومي الوطني “سيرتا” إلى الواجهة ويكشف عن الكنوز التي تحتويها خزائنه من مختلف الأعمال التشكيلية والقطع الفنية في شتى المواضيع ابتداء من القرن 18 وحتى القرن العشرين، رصدت “ الشعب” أراء بعض الفنانين التشكيليين الذين حضروا هذا الحدث الثقافي الهام في تاريخ متحف “سيرتا”.
قال”عمار علالوش” وهو من الجيل المخضرم للفنانين التشكيليين الجزائريين الذي تركوا بصمتهم على الساحة الفنية : “ إنني أحيي هذه المبادرة الجميلة، نحن نحس اليوم أن هناك تغييرا وعملا يستحق التشجيع قامت به إدارة المتحف وغيرت من خلاله الصورة النمطية لهذا الفضاء الثقافي كما أضفت عليه “بانوراما” جديدة وهذا رغم مساحة الفضاء الموجودة، كما نتمنى أن يتوسع هذا الفضاء ليشمل أسماء أخرى من الفنانين التشكيليين وأيضا تنويع في موروثنا الثقافي والفني حتى يجلب أكبر قدر من الزوار، ونحن في الحقيقة في حاجة الى فضاءات جديدة مثل هذه المبادرة التي قام بها متحف “سيرتا” حتى ننهض بالثقافة على غرار ما تقوم به باقي الدول لإبراز أعمال فنانيها “.
ومن جهته، قال الفنان التشكيلي” فريد مرابط “ أستاذ الرسم الزيتي بمدرسة الفنون الجميلة بقسنطينة : “ إن هذا الفضاء الجديد بمتحف “سيرتا “ جاء في وقته وهي في الحقيقة مفاجئة بالنسبة لنا كفنانين تشكيليين، خاصة أنه يحمل اليوم مجموعة من الأسماء التي تركت بصمتها في الفن التشكيلي الجزائري، ونتمنى أن يكون الواجهة التي تعبر عن هذا الفن في الجزائر وأيضا لإبراز المخزون الذي يحتويه هذا المتحف “.
وعن هذا الفضاء قال” نور الدين فيلالي” الخطاط والمختص في فن المنمنمات:« تعتبر هذه الفسحة مجالا لعرض الأعمال التشكيلية والتعريف بالفن التشكيلي الجزائري، وهي في ذات الوقت مبادرة تستحق التشجيع.. “، وعن مشاركته في هذا الجناح أضاف “فيلالي” :.. “ لقد ساهمت في هذا الفضاء بثلاث لوحات الأولى في فن المنمنمات بعنوان “ الأمير عبد القادر” والثانية “ التارقي” والثالثة في الخط العربي، وهي الأعمال التي أهديتها الى متحف “سيرتا” حتى نخلد من خلالها الأسماء التي طبعت في يوم من الأيام هذا الفن في بلادنا “.
وتجدر الإشارة في الأخير، أن من الأسماء التي يحتويها هذا الفضاء نذكر:« نصر الدين دينيه، أزواو معمري، محمد تمام، بشير يلس شاوش، محمد خطيب، محمد اسياخم، محمد لوعيل، مصطفى عدان، محمد روباش، بشير بوشريحة، احمد عكريش وغيرهم.. “، كما نشير أن أعمال هؤلاء الفنانين تنضوي تحت مذاهب مختلفة خاصة الفن الحديث والتجريدي والواقعي وأيضا المنمنمات والخط العربي.