توفي، أول أمس، بالعاصمة البلجيكية بروكسل، بعد نقله إليها للعلاج، عضو مجموعة 22 المجاهد مصطفى بن عودة، المدعو عمار بعد صراع مع المرض، عن عمر يناهز 93 سنة، على أن يتم نقل جثمان الفقيد إلى أرض الوطن، ليشيع جثمان المجاهد الراحل بمقبرة زغوان شمال ولاية عنابة، أين اعتادت عائلة الراحل دفن أفراد العائلة.كما علم من أحد أقاربه.
المجاهد من مواليد 27 سبتمبر 1925 بمدينة عنابة، أحد القادة الكبار الذين ساهموا في صناعة فترة هامة من تاريخ الجزائر الحديث، الشخصية الوطنية ماقبل الأخيرة من مجموعة 22 التاريخية التي تلتحق بالرفيق الأعلى قبل المجاهد الذي لايزال على قيد الحياة «عبد القادر عمودي « أطال الله عمره، وهي المجموعة التاريخية التي كان لها الفضل في تفجير الثورة التحريرية.
حسب شهادة صديقه المجاهد عمار بن عيش، المجاهد عمار بن عودة رحمه الله بدأ عمله الوطني بانخراطه في الفترة ما بين 1936-1937 ومع ظهور الحركة الكشفية في فوج «المنى»، والذي أصبح يعمل في هذا الحزب بسرية إلى أن ألقي عليه القبض رفقة مناضلين لأول مرة في سنة 1944. وأصدر عليه الحكم بالسجن مدة عامين و60 ألف فرنك فرنسي كغرامة وخمس سنوات كمنع للإقامة.
انضم المجاهد الراحل إلى اللجنة الثورية للوحدة والعمل بجانب زيغود يوسف وديدوش مراد والتي تكونت نتيجة الأزمة التي كان يعاني منها حزب الشعب - حركة إنتصارالحريات الديمقراطية ولكن بمجرد ظهور مؤشرات فشلها، سعى كل من ديدوش مراد- زيغود يوسف- مصطفى بن عودة إلى المشاركة في بلورة فكرة اندلاع الثورة حيث كان بن عودة من بين الذين شاركوا في اجتماع الـ22 إضافة إلى هذه المشاركة ساهم في كتابة بيان أول نوفمبر، واستعان في هذه العملية بمناضلين من المنظمة السرية.
وبعد اندلاع ثورة أول نوفمبر اجتمع زيغود يوسف وبن طوبال وبن عودة لتقييم الوضع خاصة بعد استشهاد عدد من المجاهدين على رأسهم باجي مختار، ديدوش مراد واعتقال آخرين، ومن أجل إعادة الاطمئنان إلى نفوس المجاهدين وتشجيعهم لمواصلة الكفاح المسلح وربط الثورة بالشعب قام هؤلاء بعدة كمائن ضد القوات الاستعمارية وعدة هجومات كهجوم 20 أوت 1955 الذي كان له صدى كبيرا في الأوساط الفرنسية وفئات الشعب الجزائري.
تواصلت نشاطات سي عمار إلى أن شارك في مؤتمر الصومام 20 أوت 1956 الذي يعد حسب رأيه بمثابة بيان أول نوفمبر ثاني يؤسس إلى تنظيم صفوف الثورة التحريرية.
في مارس 1962 ظهر عمار بن عودة برفقة بومدين وبعدها كلف بمهمة إلى باريس كملحق عسكري. بعد الاستقلال، أين تقلد منصب ملحق عسكري في القاهرة، باريس ثم تونس، وبعدها سفيرا في ليبيا سنة 1979. وأخيرا منصب رئيس مجلس الاستحقاق الوطني أثناء فترة الرئيس الشاذلي بن جديد.