مرونة أكبر في مواجهة سوق الغاز العالمية التي تعرف تحولات كبيرة
حتى إذا كانت العقود طويلة المدة تنقضي في 2019 / 2020، فإن الجزائر تعتزم احترام التزاماتها الدولية بتموين أوروبا بالغاز عن طريق انبوبي «ميدغاز» و»ترانسميد».
أوضح الدكتور عبد الرحمان مبتول في قراءته لتصريحات المدير العام لسوناطراك عبد المؤمن ولد قدور «أن هذا الأخير لم تكن لديه نية التهجم على أوروبا التي تبقى شريكا استراتيجيا للجزائر في مجال الطاقة، خلافا لتحاليل تضليلية وردت في بعض وسائل الإعلام»، مشيرا بعين الخبير إلى أن «الموقف الرسمي للجزائر معلن عنه في مختلف البيانات الصادرة عن وزارة الخارجية».
وأكد بهذا الخصوص أن الممارسة في عالم الأعمال لا مجال فيها للعواطف ومن ثمة تعتزم الجزائر الدفاع عن مصالحها مثلما تدافع أوروبا هي الأخرى عن مصالحها، مضيفا أن الاستثمارات المدرجة في ناقلات النفط لتصدير الغاز تسمح للجزائر بالتفكير في توجيه صادراتها من الغاز إلى أسواق أخرى غير أوروبا، مما يتيح لها مرونة أكبر في مواجهة سوق الغاز العالمية التي تعرف حاليا تحولات كبيرة.
وحتى إذا كانت العقود طويلة المدة تنقضي في 2019/ 2020، فإن الجزائر تعتزم احترام التزاماتها الدولية بتموين أوروبا بالغاز عن طريق أنبوبي «ميدغاز» عبر اسبانيا و»ترانسميد» عبر ايطاليا وهو أكبر أنبوب، علما أن الاستثمارات في الغاز تصنف بالثقيلة وبطيئة النضج.
وبخصوص البترول والغاز الصخري فإن الجزائر تتوفر على ثالث أكبر خزان عالمي (حوالي 20 ألف مليار متر مكعب من الغاز حسب دراسة أمريكية) وتجري محادثات خاصة مع شركاء أجانب هامين من بينهم ايكسون موبيل، توتال وشال الخ...، حول الاستكشاف وليس الاستغلال، بينما المردودية لن تكون قبل سبع أو ثماني سنوات، علما أن الهدف الاستراتيجي مثلما أعلنه وزير الطاقة يتمثل في التوجه نحو النوعية الطاقوية وتشجيع الطاقات المتجددة التي تملك فيها الجزائر موارد وإمكانيات هامة وهو الأمر الذي يتطلب المحافظة على البيئة والمياه كما أن التشاور مع المجتمع المدني أصبح ضروريا.