طباعة هذه الصفحة

بعدما خطفت مناجم الموت ضحية جديدة

موجة غضب تهزّ جرادة المغربية

قتل، الخميس، مغربي داخل منجم غير قانوني لاستخراج الفحم بمدينة جرادة الواقعة شمال شرقي المغرب والتي تشهد مظاهرات متواصلة منذ مقتل شقيقين في منجم فحم مهجور في ديسمبر 2017.
ونقلت مصادر اعلامية عن ناشط محلي بجرادة، أن حادث الوفاة وقع قبل ظهر الخميس، كما أصيب شخص آخر بجروح خطيرة. وأوردت وكالة الأنباء المغربية الرسمية أن السلطات المحلية تتحدث عن وفاة رجل (36 عاما) جراء انهيار منجم مهجور في جرادة، والتي كانت مدينة منجمية قبل إغلاق منجم كبير للفحم عام 1998.
وكان وزير الطاقة والمعادن قال قبل أيام إن 14 شخصا قتلوا في مناجم الفحم بجرادة خلال السنوات الـ 14 الماضية.
وجاء حادث الوفاة بعد أسابيع من مقتل شقيقين داخل منجم فحم مهجور في جرادة، وهو ما أثار ولا زال غضب سكان المنطقة، ونظموا العديد من الاحتجاجات في الفترة الأخيرة تنديدا بتهميش الإقليم وغياب فرص التوظيف والتنمية بالمنطقة، وهو ما يدفع مئات العمال إلى المخاطرة بحياتهم، واستخراج الفحم بطريقة غير قانونية في مناجم مهجورة دون توفر ظروف السلامة.
وأثارت حادثة أمس الاول موجة غضب جديدة، وأظهرت مقاطع فيديو على فيسبوك حشدا من مئات الأشخاص يحتجون عقب مقتل العامل.
 هذا ورددت حناجر المحتجين شعارات مؤيدة لمعتقلي حراك الريف المتواجدين داخل سجون المملكة بصفة تعسفية، والذين يحاكمون فقط لأنهم خرجوا الى الشارع للتنديد بسياسة التهميش التي جعلت أوضاعهم الاجتماعية كارثية.
محاكمة تعسفية
في أطوار المحاكمة التعسفية لمعتقلي الريف،، إستعرض المعتقل محسن أثاري أمام أنظار الهيئة الموكل إليها البث في ملف “حراك الريف” ظروف اعتقاله، مؤكدا أنه “تلقى معاملة حاطة من الكرامة”، من قبل الفرقة الوطنية بمدينة الحسيمة، شملت السب والشتم.
واستفاض محسن أثيري المتابع بجنح من قبيل التظاهر غير المرخص وإهانة رجال القوات العمومية في سرد الأحداث وقال “إن رجال الفرقة الوطنية استفزوني، ووجهوني إلى توريط الزفزافي وحثوني على تقديم شهادة مفادها أن الزفزافي كان يسب مؤسسات الدولة”، مفيدا بأنه رفض ما أسماها ب “شهادة الزور”.
وعن سؤال وجهه إليه رئيس الجلسة بخصوص المشاركة في مسيرات احتجاجية غير مرخصة، كشف محسن أثاري أنه لم يجري منع أي واحدة من المظاهرات التي شارك فيها من قبل السلطات، وبالتالي فإنها مرخصة، وفق تعبيره، مضيفا: “لما خرج الناس للشارع احتفالا بتأهل المغرب للمونديال لم يكن هنالك ترخيص.. ونحن لما خرجنا لرفع مطالب اجتماعية تقواون لنا أين الترخيص؟”.
انسحاب جماعي للمعتقلين وعائلاتهم
لم يكتب لجلسة الاستماع لمعتقلي حراك الريف التي تشهد أطوارها محكمة الاستئناف بالدار البيضاء أن تستمر، بعد أن توترت على خلفية توجيه القاضي علي الطرشي للمعتقل محمد المحداني سؤالا مستفزا بخصوص “مغربيته”.
وبعد مثوله أمام هيئة الحكم، مواجها بالأسئلة المنسوبة إليه، سأل القاضي المتهم محمد المحداني مجموعة من الأسئلة بشأن مشاركته في احتجاجات “حراك الريف” وبشأن رفع العلم الريفي بدل العلم الوطني، قال إن سياق خروجه للاحتجاج يتعلق بالأوضاع الاجتماعية المزرية التي تعرفها مدينة الحسيمة وبعد إصابة أفراد من عائلته بمرض السرطان في غياب للمستشفيات، مؤكدا أن المطالب التي رفعت اجتماعية صرفة وليست سياسية.
هذا وأعقب ذلك، توجيه القاضي لذات المتهم سؤالا مضمونه: “دابا انت مغربي ؟« لتهتز عقب ذلك هيئة الدفاع منددة بالسؤال المذكور ومعترضة على طرحه، في الوقت الذي انتفض فيه ناصر الزفزافي من داخل قفصه الزحاجي قائلا “سيدي القاضي.. نحن وطنيون ولا نقبل أن يمس أحد بوطنيتنا، على محكمتم الموقرة سحب هذا السؤال”.
الزفزافي يتهم النيابة العامة بجر البلاد للهاوية
انتفض ناصر الزفزافي مساء الخميس، من قفصه الزجاجي بمحكمة الاستئناف بالدار الييضاء، موجها سيلا من الانتقادات للقاضي رئيس الجلسة علي الطرشي ومتهما إياه بـ«التناقض”.
«أيقونة حراك الريف”، قال في معرض كلمته وهو يوجه حديثه للقاضي “أنت تتناقض مع كلماتك، سبق وأخبرتنا أن هذه المحاكمة هي محاكمة عادلة وعادية واليوم تأكد أنها محاكمة سياسية”، مضيفا “اليوم تبين أن الشعب المغربي مهدد، وحرية التعبير بالبلاد أيضا مهددة”.
ولم يكتف ذات المتحدث بهذا فحسب، بل زاد مصعدا “النيابة العامة تجر البلاد إلى الهاوية.. نحن مؤهلين لمناقشة الملف؛ ولأنهم لم يستطيعوا إثبات أننا مجرمين فحاسبونا على حرية التعبير، لكن نحن أبطال وسنظل كذلك ولن نساوم”. وفي مشهد غير مسبوق، اهتزت القاعة 7 على وقع ترديد شعارات مدوية من لدن عائلات المعتقلين فضلا عن زغاريد أمهاتهم، تزامنا مع أداء المتهمين لقسم الحراك من داخل القفص الزحاجي، وذلك عقب إعلان القاضي علي الطرشي رفع الجلسة.